ليلى الحديوي محط أنظار عشاق الموضة، تألقت في بدايتها كعارضة أزياء، ثم مقدمة برامج تلفزيونية بإحدى القنوات المغربية، سطع نجمها في الآونة الأخيرة مع مخرجين مغاربة معروفين، وأسندت لها أدوار البطولة في أعمال تلفزيونية وسينمائية مهمة.
عرفت بأعمالها الخيرية وبعفويتها الطفولية، وبتوثيقها لجميع اللحظات التي تعيشها بالصور، وعرضها على الفيسبوك، كشفت في أحد البرامج التلفزيونية عن أن والدها فقيه بأحد مساجد المملكة، لكن وبمساعدة والدتها تمكنت من إقناع والدها بالمجال الذي اختارته وعشقته منذ الصغر، حسب تصريح والدتها.
غير أنه بعد الحادث الأليم لفاجعة منى، وبما أن والدها كان ضمن الحجاج المغاربة، والذي لا يزال ضمن لائحة المفقودين، حتى كتابة هذه الأسطر، كتبت ليلى الحديوي تدوينات تتمنى فيها كل مرة أن تسمع أخباراً عن والدها الذي فقد في هذا الحادث الأليم، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 700 حاج.
وقالت في إحدى تدويناتها إنها كلما سمعت رنين الهاتف يهتز قلبها، وإن الثواني والدقائق تمر بطيئة جداً، منذ أن اختفى والدها، وختمت حديثها قائلة: «لا أريد أن أفقد الأمل.. أرجوكم أحتاج دعواتكم من أجله.. الله يجيبه على خير».
عمل والد «ليلى الحديوي»، المؤذن بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء غطّى على الحادث؛ حيث جلبت تدوينة لأحد الشباب الذي يُسمي نفسه بـ«الشيخ سار» سخطاً فيسبوكياً لم تنله تدويناته السابقة. هذا الأخير شمت في ليلى الحديوي بقوله: «أنتم لا تعلمون أنه غير راض عن حالها، وكم يدعو لها في صلاته، وحتى في الحج، أكيد أنه كان يلح في دعائه لها بالستر والهداية».
تطاول «الشيخ سار» على عارضة الأزياء المغربية لم يتوقف عند هذا الحد، بل إنه اعتبر الحادث الذي تعرض له والدها نوعاً من الابتلاء، بقوله: «نسأل الله أن يكون هذا الابتلاء سبباً في هدايتها وتوبتها».
في مقابل هذا الكم من السخط، كتبت صحفية بإحدى الجرائد المغربية؛ رداً على «تدوينة العار» التي سماها جل المتضامنين مع عارضة الأزياء: «قلب السيدة منفطر منذ أيام على أب انقطعت أخباره في الحج منذ الخميس الماضي، و(شيخ الشيوخ) فتح (طنجرة) الإفتاء المتربعة فوق جسده؛ ليهيم في تقديم خلطاتها (المحترقة). الجبناء هم من يوجهون أسلحتهم الرخيصة صوب سيارات الإسعاف. الجبناء هم من يواجهون بألسنتهم الطويلة (العُزَّل) في جنح الظلام وبالظلام. الجبناء هم من يستغلون لحظات الانكسار للرقص على الجثث».
وكانت «سيدتي» قد اتصلت بعارضة الأزياء «ليلى الحديوي» للاطمئنان، خصوصاً بعد أن نشرت أمس وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لوائح المفقودين والمصابين والجرحى من الحجاج المغاربة، وعُرف أن والد عارضة الأزياء «نور الدين الحديوي» ضمن لائحة المفقودين، إلا أن هاتفها ظل يرن إلى أن انقطع الخط.
قالت ليلى الحديوي، عارضة الأزياء والمنشطة بقناة «دوزيم»، إنه بعد ثلاثة أيام من فاجعة التدافع، لا تزال تنتظر أخباراً عن والدها. وأضافت الحديوي، في تدوينة لها على حائطها «الفيسبوكي»، أنها لم تتوصل، حتى صباح يوم السبت، إلى أي خبر عن والدها.
وكانت الحديوي، بعد أن تم تداول أخبار على نطاق واسع تفيد بأن والدها توفي في حادث منى، قد أعلنت بعدها في تدوينة أخرى، مخاطبة كل من يروج أخباراً غير رسمية: «من فضلكم ارحموني من رسائلكم التي تجرحني وتواسيني.. والدي لم يمت!! طالما لم أتوصل إلى أي معلومة رسمية عنه».