سعد المجرد اسم سطع في سماء الأغنية المغربية والعربية، ولعلّه اليوم النجم المغربي الأول في القرن الحالي بعدما تربّعت قبله على النجومية في العالم العربي أسماء مغربية خالصة مثل: نعيمة سميح وعبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي وسميرة سعيد والراحلة رجاء بلمليح. "سيدتي" تنشر صوراً عائلية خاصة لسعد من طفولته ومع والديه نزهة الركراكي ووالده البشير عبدو من حفل أقامته "سيدتي"في العام 2011، بالإضافة لعرض آراء محلّلين فنيين حول النجومية الساحقة لسعد المجرد التي خرجت من الإطار المغربي إلى كافة أنحاء العالم العربي
أسّس سعد تجربة شبابية خاصة جاءت بكل تأكيد بعد جهد وعشق لعالم الغناء والطرب، فسعد ابن عائلة فنية بامتياز. والدته هي المسرحية المعروفة نزهة الركراكي ووالده البشير عبدو من الأصوات الشادية في عمق الأغنية المغربية. وتجدر الإشارة إلى أن سعد احتفظ بشهرته وهي المجرد فيما اختار والده البشير شهرة فنية أخرى وهي عبدو. لم يكن طريق سعد مليئاً بالورود، فقد عاش من أجل أن يحقّق حلمه وسافر إلى أميركا في سن الثامنة عشر وحاول أن يتبع صوت الفن بداخله رغم أن والديه كانا يريدانه أن يتم دراسته ويحيا بعيداً عن الفن، فالظروف التي كانت تحيط بالفن في المغرب إضافة إلى صعوبة الإنتاج والترويج كانت تجعل أهل هذا المجال متذمّرين تعيسين في أغلب الأحيان. إنما سعد قلب الموازين واستطاع أن يعبر بحلمه إلى العالم وأصبح المغرب في قلب الحدث الفني بفضل أغانيه التي حقّقت نجاحاً باهراً.
برنامج "سوبر ستار" والمرتبة الثانية
شارك في بداياته الأولى في برنامج المواهب «سوبر ستار» الذي حاز فيه على المرتبة الثانية وتتبّعه آلاف المشاهدين وهناك لقّبه الفنان الياس الرحباني بـ «خوليو العرب»، لكن التصويت لم يكن لصالحه رغم أنه لاقى إشادة خاصة من لجنة التحكيم آنذاك ومن المتتبّعين، ليعود سعد إلى أميركا وينصهر في حياته مع زوجته السابقة التي كان آخر ظهور لها في نهائيات حفل «سوبر ستار» عام 2007. ثم جاءت فكرة العودة إلى المغرب بل وراجت آنذاك قصص كثيرة حول أسباب العودة، حيث أشيعت يومها قصة تحرّشه بأميركية في الصحافة لتنتهي على ما يبدو بسلام ويُطوى الملف. وقد تكون تلك المحنة حافزاً ليدشّن سعد حياة أخرى من بلده، حيث استفاد من علاقات والديه ومن حضوره المتميّز، فكان نجم حفلات عديدة خاصة أو في بعض المهرجانات الغنائية التي استضافته، حيث أظهر قدرات فنية مميّزة، فكان ينتقل بسهولة بين كل ألوان الطرب الخليجي والعربي وحتى المغربي بمختلف ألوانه. وكانت «سيدتي» تتابع أخبار سعد باستمرار ولبّى بكل أريحية حفلها لتكريم وجوه الفن المغربي بمناسبة استفتاء رمضان 2011، بحضور والديه أيضاً.
آراء النقّاد
| يقول عنه الصحافي والناقد عمر بلخمار: «هو فنان موهوب وذكي تولّع بالموسيقى والغناء والعزف منذ صغر سنه في أحضان أسرة فنية مكوّنة من والدته الممثلة المسرحية والسينمائية والإذاعية والتلفزيونية الفنانة الكبيرة نزهة الركراكي، ووالده المطرب المحبوب الفنان البشير عبدو الذي يتمتّع بمكانة مرموقة ومتميّزة في المغرب، والذي ساهم في إغناء وتطوير الأغنية المغربية العصرية، وكانت له مساهمات في بعض الأعمال الدرامية أيضاً. تمكّن الفنان سعد من التألّق في الميدان الغنائي بسرعة كبيرة، وأصبحت بعض أغانيه يتغنّى بها في مختلف أنحاء العالم العربي وغير العربي أيضاً، والفضل في ذلك يعود أساساً إلى موهبته وجمال صوته وطموحه القوي وطبعه وحيويته وبشاشته وتمتّعه بالرشاقة والوسامة والكاريزما، الأمر الذي جعل منه مغنياً مقبولاً ومحبوباً بشكله وأغانيه ذات المواضيع الاجتماعية العاطفية المعاصرة والمثيرة والمشاكسة التي يختار لها ألحاناً مؤاتية للعصر ولطاقته الصوتية. كما أنه يتقن تأدية الأغاني الشرقية، وفي الوقت نفسه نقل ببراعة اللهجة العامية المغربية إلى البلدان الشرقية، وجعل منها لهجة مسموعة ومفهومة ذات معاني كونية. كل ما حقّقه من شهرة وتألّق يعود الفضل فيهما أيضاً إلى كونه لم ينهج طريقة كلاسيكية في تعامله مع الغناء، ولم يحصر نفسه داخل المغرب فقط، بل تعامل منذ البداية بطريقة احترافية حديثة ومتطوّرة في التواصل وفي إنجاز أعماله والترويج لها في مختلف أنحاء العالم، إذ أحاط نفسه بطاقم يتعاون ويتعامل معه باحترافية على طريقة النجوم العالميين الكبار».
| يقول الدكتور عبد الله أبو عوض خبير اجتماعي وإعلامي: «إن سعد المجرد فعلاً يشكّل ظاهرة شبابية للجيل المعاصر، لأنه استطاع أن يجعل الموسيقى عابرة للحدود في تلويناتها أي أن تكون «عولماتية» ويمكن اعتباره من صناع التميّز لأنه استثمر هذا التجاوز للحدود لخلق نموذج موسيقي خاص به، يأخذ من الثقافة الأصيلة وينفتح على الآخرين الأمر الذي يتوافق مع ذوق الشباب التوّاق للتغيير. كما أن اختياره لكلمات متداولة على مستوى التعبير اليومي الدارج للشباب قرّبه أكثر من الحياة اليومية لأنه يتحدّث لغة الأحياء. بالإضافة إلى استثماره الجيد للتكنولوجيا التي تعدّ وسيطاً مهماً اليوم للترويج والتسويق».
| أما الصحافية لطيفة لعروسني فتعتبر سعد المجرد فناناً محظوظاً وذكياً لأنه استثمر موهبته الفنية جيداً، وهو محظوظ لأنه فنان وسيم وله حضور وازن وينتمي لبيئة فنية وذكي لأنه عرف كيف يختار ألحاناً وكلمات جديدة تكسر روتين كل ما هو قديم، فالإقبال على الجديد والرغبة في التجدّد تحسب لسعد المجرد وهي لعبة الكبار، فحتى المطربين الخالدين خلقوا الحدث لأنهم جدّدوا وتعاملوا مع أسماء جديدة وحصل ذلك مع «سيدة الطرب» أم كلثوم ووردة الجزائرية وحتى سميرة سعيد.
سعد مطالب بمزيد من النضج
راهن سعد على الفن ولا شيء غير الفن، وانخرط حتى في التمثيل. بعض المقرّبين أيضاً يرون أن سعد مطالب بمزيد من النضج لمسايرة عالم الأضواء، وهو محظوظ فعلاً بوالديه اللذين يرعيانه بعناية من بعيد دون أن يتدخّلا في حريّته، كما أن مدير أعماله له دور في هذا النضج.
وقد مرّ سعد بفترات طيش الشباب مثلما حدث له في العام الماضي حينما احتجز كاميرا أحد الصحافيين المغاربة وأراد دهسه بسيارته غضباً، لكن سرعان ما سيطر على الوضع وأصدر بياناً يتحدّث فيه عن ملابسات القضية قبل أن يعتذر عن خطأ غير مقصود. وهذا يعني أن المحيطين به بدأوا يرسمون له كل معالم النجاح. سعد محظوظ و«وجه السعد» على والديه، وعلى الفن المغربي بعد سنوات من الجهد، لكن أمامه عمل موازٍ لتنمية وتطوير شخصيته ليحضر باستمرار كوجه فني شاب يحتذى به ويقدّم نموذجاً ناجحاً للشباب العربي. ولعلّ التوشيح الملكي الذي حظي به سعد مؤخراً من ملك المغرب كفيل بأن يثقل كاهل سعد أكثر لتقديم الأفضل والأكثر جودة لجمهوره والحفاظ على محبّة الناس التي لا تقدّر بثمن».
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"
