«أثينا» عاصمة التاريخ الغابر

«أثينا» مدينة صاخبة وغنيّة بآثارها، تعتبر من بين الوجهات السياحية البارزة في العالم وتقدّم لزائريها نشاطات منوّعة ترضي أذواقهم المختلفة، فإلى التفاصيل: 

تتمتّع «أثينا» بمناخ متوسّطي، يتشكّل من صيف حار وجاف وشتاء لطيف، فيما التأثيرات القارّية حاضرة أيضاً، بسبب الجبال التي تلفّ المدينة. وعندما تعصف الرياح المقبلة من الشمال خلال فصل الشتاء، تصحب معها أمطاراً على شكل ثلوج.

وبشكل عام، تعتبر «أثينا» مدينة جافة، إذ يدوم الجفاف فيها من أبريل (نيسان) حتى أكتوبر (تشرين الأول)، ويبلغ هطول الأمطار السنوي فيها 376 ملليمتراً تقريباً.

 

أبرز النشاطات

- زيارة محلة «بسيري» Psiri التي كانت في ما قبل شعبيّة، وما لبثت أن تحوّلت إلى أنيقة! تتمركز حول شارعي «مياولي» Miaouli و«افريبيدو» Evripidou، ويمكن التسوّق من «بوتيكاتها» الصغيرة، كما التسكّع وتنشّق الروائح الطيّبة المنبعثة من المحال الكبيرة التي تبيع زيت الزيتون والفاكهة المجفّفة والتوابل.

وحينما تقرّرون الإستراحة، سوف تجدون خيارات واسعة من المطاعم ونوادي السهر التي تفتح أبوابها، حتى ساعات متأخّرة من الليل.

- زيارة ساحة «سنداغما» Plateia Syntagma: المعروفة بأنّها أكبر ساحة في «أثينا» والواقعة عند حدود البرلمان والمجاورة للحدائق الوطنية. تشهد جلبةً واضحةً نتيجة  تجمّع النقل المشترك فيها. هنا، يمكنكم اختيار المطعم أو المقهى الذي ستقضون وقتكم فيه، وستشاهدون تبديل حرس البرلمان في القصر الملكي القديم! 

- قضاء أوقات ممتعة في محلّة «بلاكا» Plaka التي تعتبر، بدون أدنى شك، المكان الأكثر حيويةً وتنوّعاً في «أثينا». وهي عبارة عن تشابك طرق نموذجي، علماً أن القادمين الأوائل إليها، بنى كلّ منهم منزله وفقاً لذوقه الخاص، ممّا جعلها متعدّدة الألوان والطرازات. وأينما حللتم، سوف تسمعون الموسيقى المتصاعدة من زوايا المطاعم الصاخبة.

- التنزّه داخل «حديقة أثينا الوطنية»، والتي تشكّل المتنفّس لسكّان المدينة، علماً أن تاريخها يعود إلى القرن التاسع عشر. وتضمّ حوالي 519 نوعاً من النباتات، من بينها أشجار النخيل والليمون.

- زيارة أسواق أثينا التي تبيع القطع القديمة والأشياء المستعملة.

 

لا تفوتوا زيارة:

- أكروبوليس Acropolis: هضبة صخرية يبلغ ارتفاعها 55 متراً، يمكن بلوغها عبر طريق هي عبارة عن فتحة متعرّجة، كانت في الأصل قلعة لسيّد محليّ يتّخذها موقعاً حصيناً ويبسط من خلالها تأثيراته على المنطقة بأكملها. ننصحكم بزيارة هذا الموقع التاريخي عند الصباح، حالما يفتح أبوابه أمام الزوّار، وذلك بهدف تجنّب ساعات الإنتظار الطويلة تحت أشعة الشمس للحصول على بطاقة دخول! وهو يحتضن مجموعة من الصروح المختلفة، هي:

- البارتينون Parthenon: يشكّل الصرح الأكثر أهمية وتميّزاً في الحقبات الآفلة، ويضمّ في الجزء الوسطي منه تمثالاً ضخماً من الذهب والعاج يرتفع 16 متراً، ويمثّل «اثينا» Athena مرتدية ثوباً صنعته لها نساء المدينة خلال الإحتفال المسمّى Panathenees.

- صرح اثينا نايكي Temple of Athena Nike: تعني كلمة «نايكي» حسب اللغة اليونانية القديمة النصر. بدأ تشييده العام 427 قبل الميلاد، وهو يتألّف من أربعة أعمدة في كلّ واجهة، تحمل نقوشاً بارزةً.         

- البروبيليه Propylees: هي بوّابة الدخول إلى صرح «اكروبوليس»، يبلغ ارتفاعها 18 متراً وتتضمّن ستة أعمدة. بدأ تشييدها العام 432 قبل الميلاد، إلا أن العمل فيها لم ينته بسبب اندلاع حرب «البيلوبونيز» Peloponnese.

- الايريشتيوم The Erechtheum: كان يشكّل منزل أحد الملوك الأسطوريين الأوائل في أثينا ويدعى «ايريشتي»، ويحمل مكانة خاصّة في قلوب اليونانيين القدماء. يشتهر بأناقة تفاصيله الهندسية المعمارية، وتعتبر أعمدته من بين الأعمدة الأكثر جماليّة في اليونان.

- مرفأ بيراوس Piraeus: مرفأ استراتيجي هام، يعتبر نقطة الإنطلاق لعدد كبير من السيّاح، من أجل بلوغ الجزر المجاورة. ويتمتّع بحركة ناشطة، خصوصاً خلال الفترة المسائية. ترسو فيه السفن والمراكب التي تنقل السياح إلى الجزر، وتشرف عليه مارينا «زيا» Zea Marina الساحرة بمحالها التجارية ومطاعمها الرائعة.

- متحف بيناكي Benaki Museum: تأسّس العام 1930 من قبل انطوان بيناكي Antoine Benaki الذي يعتبر أحد أفراد عائلة يونانية بارزة من الإسكندرية. بدأ هذا المتحف بعرض مجموعته في مصر، وبعد تأسيسه تمّ إهداء هذه المجموعة إلى الدولة اليونانية. ويضمّ أسلحةً من البرونز ومجوهرات وخزفيات وخوذات نادرة وأكاليل من الغار وأقمشة وأثاثاً...     

- متحف سيكلادس Athens Cycladic Museum: يقع داخل مبنى جميل من الزجاج والرخام، ويحتضن مجموعات فنيّة تعود إلى القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، ويضمّ مجوهرات قديمة ومنحوتات وآنيات مزيّنة وأسلحة وخوذات وصوراً وبرونزيات...    

- متحف أثينا البيزنطي: يشكّل أبرز متحف في «أثينا»، نظراً إلى المجموعة الفنيّة القديمة التي يحتويها وتلك العائدة إلى العصر الوسطي البيزنطي. وهو يحتضن حوالي 25 ألف قطعة تعود إلى الفترة الممتدّة بين القرنين الثالث والعاشر، تمّ إحضارها من المناطق التي أصيبت بالتأثيرات اليونانية البيزنطية، وهي عبارة عن منحوتات وأيقونات من الفضة وقطع فنية صغيرة وجداريات وسيراميك وأقمشة ومخطوطات...

- القصر الملكي القديم: بني بين العامين 1836 و1842، ويشكّل اليوم مقرّ البرلمان. كان من المفترض بناؤه، في الأصل، في موقع «أكروبوليس» ووضعت خريطة عمارته في هذا الشكل، إلا أن هذا المشروع أُهمل تماماً، وتمّ بناء هذا القصر في منطقة أخرى! يجسّد أحد أبرز الأمثلة على الطراز الفخم الذي غيّر وجه «أثينا» غداة الإستقلال.

- الأولمبيون Olympieion: صرح مهدى إلى «زوس» Zeus، يشكّل أحد أقدم الصروح في هذه المدينة. وبحسب الأسطورة، بني حيث سالت الكمية الأخيرة من مياه الطوفان!