لم يكد الناس ينسون تلك الضوضاء التي رافقت الحفل النهائي لجوائز «الموركس دور» للعام 2009 خاصة بعد مقاطعة عدد كبير من فناني «روتانا» له، حتى تمّ تحديد موعد جديد للجائزة في 6 يونيو (حزيران) المقبل بضوضاء أكبر وبلبلة إعلامية مرئية ومكتوبة لم يُشهَد لها مثيل من قبل.
من حفلات موركس دور السابقة
في التفاصيل أنه ما إن تمّ الإعلان عن انتقال الحفل إلى شاشة جديدة، أي من الـ «ال بي سي»، التي كان لها الدور الأساسي بالإضاءة على الجائزة، إلى الـ «أم تي في»، حتى بدأ صراع نفوذ القنوات والكلام عن انسحاب العديد من الأسماء التي كان تمّ ترشيحها إثر ضغوطات، إلى التشكيك بمصداقية الجائزة بعد أن أطلّ عدد كبير من الذين واكبوا الحدث عبر أكثر من منبر ليكشفوا ما احتجبوا عن النطق به في السابق!
في الوقت الذي كثّفت فيه شاشة الـ «أم تي في» إعلاناتها الدعائية لانطلاق الحفل في 6 يونيو (حزيران)، يتردّد أنه سيتّم تأجيله إلى ما بعد هذا الموعد لأسباب لم يُعلن عنها. لكن، لا شك أن المأزق شمل الأخوين الطبيبين حلو إثر هذه الإتهامات التي تطال الجائزة بمصداقيتها.
إنسحابات واتهامات!
في الوقت الذي لم تخرج بعد أسماء لجنة التحكيم التي اختارتها اللجنة المنظّمة للمسابقة إلى العلن، تردّد أنه تمّ الإتفاق بشكل نهائي على أسماء اللجنة الموسيقية والغنائية وعلى أسماء اللجنة الدرامية حيث يشكّل رأيهما نسبة %50 من النتائج، والـ %50 الأخرى ستكون مأخوذة من تصويت الجمهور عبر إذاعة «صوت الغد» راعية الإحتفال، إذ سيكون هناك برنامج إذاعي خاص بالجائزة، إضافة إلى الموقع الإلكتروني على شبكة الانترنت. كما وتردّد إلى مسامعنا عن إمكانية أن تضمّ اللجنة الفنانة ميساء مغربي إلى جانب الفنانين جواد الأسدي وزياد الرحباني. ووسط هذه التطوّرات، أعلن أكثر من إسم عن انسحابه من المسابقة بدءاً بالممثلة ورد الخال التي أكّدت أنها جائزة مشبوهة، وقد رفضت منحها جائزة الــعــام الماضي عن دورها في مسلسل «أسمهان» الذي جسّدت فيه دور والدة المطربة أسمهان الأطرش، لأنها علمت قبل تــوزيــع الــجــوائـز بأسماء الفائزين وأدركت أن عمليات التصويت التي كانت ما زالت جارية حينها، لا معنى لها. ولذا، رفضت الأمر وطلبت عــدم ذكــر اسمها وقــرّرت مقاطعة جوائز «الموركس دور» بشكل نهائي. كما واعتكف تضامناً شقيقها يوسف الخال الذي كَشف أن أحد الأشخاص من قناة الـ «أم تي في» اتصل به للتوسّط كي يعود عن قراره، لكنه رفض. وأتت تصريحات لكبار النجوم منهم أسامة الرحباني الذي أكّد أنه سيرفع دعوى ضدهم إذا رشّحوا اسمه، ونجوى كرم التي قالت في أكثر من تصريح: «لا أريد «الموركس دور» لأنه مهرجان غير عادل. كما وأن جورج وسوف لم يحضر العام الماضي لاستلام جائزته، والملحن سمير صفير الذي هدّد منذ أيام بمقاضاة «الموركس» إن هم ذكروا اسمه..
سجالات إعلامية للنشر!
لكن ابتعاد الفنانين العرب عن أية تصريحات أو اتهامات أو انسحاب من «الموركس»، قابله سجال إعلامي بين عدد من الذين واكبوا الجائزة وأصحابها. فكان هجوم شرس شنّه المخرج بودي معلولي الذي أخرج الحفل خلال الفترة الممتدّة بين عامي 2003 و2007، عبر برنامج «للنشر» مع الإعلامي طوني خليفة على قناة «الجديد»، ليكشف التلاعب وأن جميع الأسماء يتمّ وضعها وفقاً للعلاقات والمصالح الشخصية.
أمام تصريح معلولي، أطلّ الطبيبان حلو أكان من خلال إذاعة «ميلودي» أو صحيفة «البلد» ليؤكّدا أن هجوم الإعلامي خليفة من خلال برنامجه «للنشر» عليهما كان بسبب «مكانه في الصالة الذي لم يعجبه أو لأن زميله الإعــلامـي نيشان بــدّل مكانه وجلس على طاولة أمامية من دون علمنا، ونحن الآن ندفع الثمن». استضاف خليفة مدير عام شركة Statistics Lebanon ربيع الهبر، وعضو نادي «الليونز أرجوان» سابقاً، وكشف أن شركته قامت بالإحصاءات في العام 2002، وأنه فوجئ بأن النتائج تمّ تغييرها وتقديمها في الحفل بشكل مخالف للأرقام التي سلّمها نتيجة الدراسة والإحصاء. فمثلاً كان الفائز عن فئة أفضل ممثل عربي عادل إمام فأحضروا نور الشريف لتسلّم الجائزة، وعن فئة أفضل ممثلة فازت نجلاء فتحي فأحضروا يسرا لتسلّم الجائزة، الأمر نفسه ينطبق على فئة أفضل فنان لبناني حيث فاز راغب علامة، فتسلّم الجائزة وائل كفوري، كما فازت كأفضل فنانة عربية سميرة سعيد، فأعطوا الجائزة لأصالة نصري.
طوني خليفة يردّ
لكن، ما هو موقف طوني خليفة من اتهام الأخوين الطبيبين حلو بأن الحملة التي يقودها في وجههما من خلال برنامجه «للنشر» سببها «مكان جلوسه في الصالة الذي لم يعجبه لأن زميله الإعــلامــي نيشان جلس في مكان أمامي» وبأن الأخوين حلو أكّدا أنهما لم يعلما بذلك، يجيب طوني خليفة على السؤال الذي طرحته عليه «سيدتي» بالقول: «نعم، أنا منزعج من هذا الأمر. لكن أسأل: هل كل الفنانين الذين قرّروا مقاطعة «الموركس» يعانون من نفس الإنزعاج الذي عانيت منه؟ بالطبع لا، لأن لكل منهم مشكلة مختلفة مع «الموركس». لكن، الفارق أنني أمتلك منبراً إعلامياً أطلّ من خلاله، وأنا لم أدّعِ يوماً أن الخلاف معهما كان لعدم إعطائي جائزة. وأؤكّد أن برنامجي مفتوح للجميع بمَن فيهم الأخوان الطبيبان حلو. وأسأل: هل كل مَن يطلّ من خلال برنامج «للنشر» ويتكلّم عن تجاوزات «الموركس»، هم أيضاً يعانون من المشاكل عينها التي أعانيها مع آل حلو؟!».
أما عن تأكيد الأخوين حلو بأن نيشان انتقل للجلوس في المقعد الأمامي من غير معرفتهما فيقول طوني خليفة: «أكشف لـ «سيدتي» أن نيشان الذي كنت على خلاف معه منذ خمس سنوات إتصل بي شخصياً ليقول لي حرفياً: «أنا أشهد بضميري أن الطبيب الضعيف (النحيل) (بحَسَب وصف نيشان د. فادي) قال لي: يشرّفنا أن تجلس على طاولة الشرف». ويتابع خليفة: «أشكر الأخوين حلو لأنه بفضلهما تلطّفت العلاقة بيني وبين نيشان. وهنا أقول إنه من غير المسموح أن يقلّل الضيف من قيمة ضيوفه، أكانوا إعلاميين أو فنانين».
وأسأل: «مَن يحدّد أن يجلس طوني خليفة على باب المطبخ في الصالة، ومَن قال إن إبن الحلو أهم من طوني خليفة أو من إيلي معلوف أو من هذا الفنان أو من ذاك الإعلامي؟ وأذكّر الأخوين حلو أنني كنت صالحتهما مع العديد من الإعلاميين الذين كانوا اختلفوا معهما، واليوم تدخّلت أربع شخصيات هي طبيب ورجل سياسي وفنانان للتوسّط بيني وبين آل حلو لإتمام المصالحة، فيما لن أؤكّد أنني لن أتوقّف عن كشف الحقائق إلا في حال قدّموا اعتذاراً علنياً مني ومن كل الأسماء التي أساؤوا إليها وإذا أكّدوا أنهم سيفتحون صفحة جديدة في التعاطي مع الجائزة التي يفترض أن يتمثّل بها كل أهل الفن في لبنان من دون استثناء، وإلا فلن أسكت». وأكّد خليفة أنه يعرف سلفاً الأسماء التي سيتمّ منحها جوائز هذا العام، ما يعني أن عملية التصويت هي غير جدّية وهي شكلية فقط.
تفاصيل أوسع تجدونها في العدد 1522 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.