بين الحين والآخر، يتردد في الوسط الفني والإعلامي السعودي خبر اعتزال فنان، ويصاحب ذلك صخب إعلامي وجماهيري لما في هذه النوعية من الأخبار من جاذبية، وبعدها بفترة بسيطة يعود الفنان المعتزل لمزاولة الفن مرة أخرى، وقد حدث هذا الأمر منذ سنوات ولعدة مرات مع كل من: فنان العرب محمد عبده، والمطرب رابح صقر، والمطرب خالد عبدالرحمن، والفنان الكوميدي فهد الحيان، وأخيراً وليس آخراً الفنان فايز المالكي.
"سيدتي" تكشف أسباب ظاهرة الاعتزال الوهمي لنجوم السعودية في التقرير التالي:
نجوى كرم تتهم طليقها بصفعها والأخير يرد: ضرب الحبيب زبيب
تعد ظاهرة الاعتزال الوهمي للفنانين تلاعباً بالجمهور والإعلام، حيث أن أغلب من يقومون بذلك لا تتوافر لديهم مصداقية وإرادة حقيقية في الاعتزال، بل يسعون إلى تحقيق مكاسب إعلامية وجماهيرية أملاً في العودة إلى الفن بتوهج أكبر دون أدنى احترام لجمهورهم أو للفن، حيث أعلن الكثير من الفنانين السعوديين عن اعتزالهم الفن، ولكنهم عادوا مرة أخرى للوسط رغم أن الأسباب والدوافع متنوعة، وفي النهاية يعتبر الاعتزال ثم العودة اعتزالاً وهمياً.
نجوم السعودية بين الاعتزال والعودة
أعلن العديد من الفنانين السعوديين اعتزالهم وعادوا إلى المشهد والأضواء من جديد، ومنهم:
«فنان العرب» محمد عبده الذي ترددت أخبار اعتزاله الغناء لظروف صحية بناء على توصية من الأطباء، ولكنه بعد أن تعافى من الوعكة الصحية عاد للغناء.
كما انتشر خبر اعتزال الفنان رابح صقر مع وجود صورة مفبركة له وهو ملتحٍ، ولكن الفنان نفى ذلك.
كذلك نفى الفنان راشد الماجد ما تم تداوله في الإعلام وبصورة كبيرة عن اعتزاله الفن والتزامه الديني، واعتبر أن ذلك مجرد شائعات في ذلك الوقت.
سيارة ابتسام تسكت الهدية تثير الجدل بين معجبيها ومذيعة مغربية
وكان الفنان فايز المالكي قد كذب في تصريحات سابقة لـ«سيدتي» ما تردد عن خبر اعتزاله الفن والتفرغ خلال الفترة القادمة للأعمال الخيرية والإنسانية والاجتماعية، لاسيما مع غياب النجومية الفنية وتفوق بعض الفنانين الكوميديين الجدد عليه، حسب ما ورد في بعض الأخبار المتداولة في وسائل الإعلام، وربط ذلك بغيابه عن دراما رمضان الماضي رغم أنه سجل حضوراً من خلال تقديم برنامج «ألو فايز» على شاشة mbc.
وكذلك نفى الفنان خالد عبدالرحمن الأخبار التي تحدثت عدة مرات عن اعتزاله واتجاهه للإنشاد الديني، فيما أكد «مخاوي الليل« في تصريح لـ«سيدتي» حول هذا الموضوع أن اتجاهه إلى الإنشاد الديني سيسير في الوقت ذاته بمحاذاة مشواره في عالم الغناء والطرب، مبيناً أنه يقدم الإنشاد لحبه فيه وحتى يصل للشريحة التي لا تتابعه كفنان، وقال: «الأقدار في علم الغيب، ولا أدري ماذا أقدم أو ماذا أختار غداً، وبشكل عام، أن أحفظ الله في حياتي وأفعالي كأن أصلي وأصوم وأزكّي وأؤدي الواجبات الدينية، وأتمنى تقديم رسالة تقرّبنا من الدين عبر الإنشاد».
أما الفنان الكوميدي فهد الحيان فقد أعلن عن اعتزاله بالفعل منذ أشهر قبل أن يعود إلى الدراما في رمضان الماضي في «مسلسل «منا وفينا» على التلفزيون السعودي، وقال في ذلك الوقت في حوار خاص مع «سيدتي»: «بالفعل، لقد قررت اعتزال الفن خلال هذه الفترة رغم صعوبة هذا القرار بالنسبة لي، وذلك بسبب انهيار الدراما والفن السعودي مع عدم وجود أي جهة رسمية تسعى لإنقاذه»، معتبراً أن عدم تعميده من التلفزيون السعودي هو عدم تقدير للفنان السعودي من قبل تلفزيون وطنه، كما أن الأمور في التلفزيون تدور في إطار التعميد لمصالح شخصية ولفنانين معينين حسب تصريحه.
وعن شروط الحيان للعودة للفن قال: «ليست شروطاً بالمعنى الحرفي، وأنا قررت الاعتزال لأسباب حقيقية وملموسة بالنسبة لي، وإذا تغير الحال وأقنعتني جهة ما بتقديم عمل فني راقٍ يحترم قيمتي الفنية وتاريخي الدرامي ويحترم الجمهور ربما أعود».
قصي الخولي وباسل خياط ليسا بطلي "فخامة الشك" لنادين الراسي
إفلاس فني
اعتبر الدكتور حزاب الريس الأكاديمي والناقد الفني السعودي أن أغلب ما يتم تداوله من أخبار عن اعتزال الفنانين السعوديين ليس حقيقياً، بل هو مجرد محاولة للعودة إلى الأضواء والشهرة واستعادة بريق النجومية الذي يفقده الفنان الذي يشيع أمر اعتزاله نتيجة فشل أعماله الأخيرة، فيعوض ذلك بترديد أخبار وشائعات عنه وقيل وقال وترويج لنفسه في الإعلام، حسب تعبيره.
وأضاف: «هؤلاء الفنانون لا يستطيعون مواكبة التغيرات الفنية والمحافظة على نجوميتهم مع صعود العديد من المواهب الفنية والنجوم الجدد، وبالتالي لا تعرض عليهم أعمال فنية، وخبر اعتزالهم هو تعبير عن حالة إفلاس فني من وجهة نظري».
وأشار الريس إلى أن شخصية الفنان الذي يتجه لمثل تلك الشائعات مذبذبة، ولا توجد لديه رؤية تتضمن الرسالة الإنسانية والثقافية من الفن ودوره، كما لا توجد لديه خطة عمل واضحة وأهداف محددة مع عدم القدرة على اتخاذ قرار سليم، مبيناً أن هذا أسوأ من السبب الأول الذي ذكره، ولفت إلى أن تلك التصرفات طفولية ولا تعبّر عن فنان حقيقي.
بالصور: أجواء رومانسية بين التركيين ساريناي ساريكايا وكرم بورسين
"شو" إعلامي
قال رجا العتيبي المخرج المسرحي والكاتب الفني ومدير جمعية الثقافة والفنون بالرياض: «تقديري الشخصي، أن هذا موضوع هام للغاية، وبصفتي كاتباً وناقداً ومتابعاً للحركة الفنية، فإن هناك احتمالات أضعها مبرراً لاتخاذ بعض الفنانين هذا الموقف، منها: أن الاعتزال قد يكون ردة فعل عن موقف آني وفي لحظة نفسية صعبة جداً على الفنان، وتستمر تلك الحالة لأيام، فيضطر للتعبير عن شعوره بالتلويح بالاعتزال للتخفيف من وطأة الحدث أو الموقف الذي يواجهه».
وتابع: «حدث ذلك مع «فنان العرب» محمد عبده، حيث لوّح بالاعتزال عدة مرات، ثم اكتشفنا أنه كان يمر بلحظات صعبة واتخذ هذا الموقف بناءً على ذلك، وأيضاً الفنان رابح صقر الذي أعلن عن اعتزاله عندما واجهته مشكلة ما، وبعد ذلك انتهى الأمر».
وذكر العتيبي أن الاحتمال الثاني يتجسد في فنان يلجأ لعمل «شو إعلامي» معين بقرار اعتزاله بعد خفوت وهجه ونجوميته، خاصة أن خبر الاعتزال لافت كثيراً للنظر ويجذب الجمهور، كما أن وسائل الإعلام تستقبله بحفاوة كبيرة، فهو يشكل مادة إعلامية ثرية وعالية الأهمية وتساوي القيمة الإعلامية لخبر وفاة فنان، حسب تصريحه.
وأبان أن الاحتمالين موجودان بكثرة وبنسبة تكاد تكون متساوية في الوسط الفني السعودي، وهما: الاعتزال الوهمي من أجل «الشو» (الاستعراض) الإعلامي، أو الاعتزال الوهمي نتيجة ظروف صعبة يمر بها الفنان.
بالصور.. الأمير هاري يكرم الأطفال المصابين بأمراض خطيرة
تحسين شروط التعاقد
أوضح المخرج والكاتب المسرحي صالح العلياني أن اتجاه بعض الفنانين لإعلان وهمي عن الاعتزال لا يعدو كونه فرقعة إعلامية ومحاولة للعودة لأضواء غابت عن الفنان، ربما يكون سببها ابتعاده عن الوسط الفني لسنوات أو فشل أعماله الأخيرة وعدم تحقيقها أي نجاح يذكر جماهيرياً ونقدياً.
وأرجع العلياني أسباب اتخاذ بعض الفنانين هذا الموقف إلى البحث عن تواجد فني وتحسين شروط التعاقد بالاعتماد على التلميع والظهور في الإعلام ولو من خلال أي خبر حتى وإن كان الاعتزال
اعتزلوهم ولم يعتزلوا!
أكد الكاتب الروائي والدرامي عبدالله بن بخيت أن الكثير من هؤلاء الفنانين ممن يقومون بالاعتزال الوهمي لا يقدمون أكثر من عمل واحد كل عامين أو ثلاثة، ورصيدهم الفني قليل، مبيناً أن الفنان الذي يعتزل بصورة وهمية يصبح اسمه الصحيح معتزلاً تحت الطلب، وكأنه لاعب كرة قدم احتياطي، والمضحك في الأمر أن اللاعب بعد الاعتزال جسمه الرياضي المتناسق يصاب بالترهل أما هؤلاء الفنانون فهم مترهلون بالأساس، حسب تعبيره.
وتابع: «أعتقد أن سبب إقدامهم على تلك الخطوة عدم تعميدهم من التلفزيون السعودي أو القنوات الفضائية لتقديم أعمال فنية جديدة، ورفضهم، فيخرجون لإعلان اعتزالهم وهم بالأصل معتزلون لعدم عرض أعمال فنية جديدة عليهم، حيث أن صنّاع الفن اعتزلوهم بدليل أن أغلب هؤلاء الفنانين بمجرد حصولهم على أي عقد لعمل فني يعودون مباشرة للعمل».
وشدد بن بخيت على أن من يقرر ذلك من الفنانين غالباً يكون غائباً عن الساحة منذ عامين أو أكثر ويخشى أن يغيب كذلك العام القادم لعدم عرض أعمال فنية عليه، فيشيع خبر اعتزاله حتى لا يقال أنه غير مطلوب لأي عمل فني، وهذه هي حقيقة ما يحدث من وجهة نظره.
وأضاف: «الأمر أشبه بحالة فنان عاطل من العمل يقول إنه قدم العديد من الأعمال التلفزيونية للعديد من الفضائيات الخاصة، ولم يُعط أي تعميد، ومر على العديد من القنوات لعدة سنوات، وهذا ليس إنتاجاً محترفاً كما هو معروف في الفن العربي، هو فقط مجرد تعميد لعمل أو مشروع، ومن المفترض أن يقوم المنتج الذي هو في أغلب الأمر بطل العمل بإنتاجه أولاً، ثم التسويق لمنتجه الفني على القنوات، وذلك بسبب عدم ثقة الفنان بنفسه في إقناع القنوات بعمله الفني، إضافة إلى أن بعض الفنانين اعتادوا على عقود التلفزيون الحكومي الذي لا يأخذ الأعمال لجودتها الفنية بالضرورة، بل للمعرفة الشخصية والواسطة وأمور أخرى بعيدة عن الفن».
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"