هند ـ 33 ـ

لَمْ نَنْتَبِهْ أَنَّ الزَّمَانَ تَقَدَّمَا

وَبِأَنَّ مَا شَادَ الشَّبَابُ تَهَدَّمَا

اليَوْمَ لَا جَدْوَى لِلَوْمَةِ لَائِمٍ

وَنَصِيْحَتِي يَا هِنْدُ أَلَا نَنْدَمَا

مَا صَارَ صَارَ وَلَا سَبِيْلَ لِرَدِّهِ

مَهْمَا يَكُنْ وَجْهُ البَلَا لَنْ أُصْدَمَا

قَدْ أَصْدَرَ الحُكْمَ الزَّمَانُ وَحُكْمُهُ

طَالَ الغَنِيَّ وَلَمْ يُوَفِّرْ مُعْدَمَا

مَا زَالَتْ الذِّكْرَى بِنَاءً صُدِّعَتْ

جُدْرَانُهُ وَوَصِيَّتِي أَنْ يُرْدَمَا

مَا عَادَ شَيْءٌ يَسْتَحِقُّ تَأَمُّلًا

مِنَّا سِوَى صَوْتِ المَنِيَّةِ دَمْدَمَا

مَاذَا تُفيْدُ أَمَامَ قَبْرٍ خُطْبَةٌ

عَصْمَاءُ تَجْتَاحُ المَشَاعِرَ بَعْدَمَا

لِمَ لَمْ أَقُلْ إِنِّي أُحِبُّكِ قَبْلَ أَنْ

يَأْتِي الغُرُوْبُ حَبِيْبَتِي أَوْ عِنْدَمَا

بَوْحِي تَأَخَّرَ أَلْفَ عَامٍ فَاغْفِرِي

يَا هِنْدُ أَخْطَاءَ السِّنِيْنَ مُقْدَمَا

عَضُّ الأَصَابِعِ لَا يُسَاعِدُ نَادِمًا

حَتَّى وَلَوْ نَزَفَتْ أَصَابِعُهُ دَمَا