مع الرجل المغربي ممنوع ارتداء الحجاب

3 صور

«صعب أن تختار المرأة بين زوجها وحجابها» كانت هذه العبارة المؤثرة هي ما بدأت بها (نادية. م) 27 سنة، التي تزوجت في سن 25، وتكمل: «كان كل شيء يوحي بالحياة السعيدة، وبعد مرور سنة على زواجي ارتديت الحجاب، الأمر الذي ضايق زوجي ودفعه ليقنعني بشتى الوسائل بعدم ارتدائه، لكن المفاوضات بيننا لم تصل إلى نتيجة إيجابية، بل وصلت الخلافات ذروتها عندما طلب مني الاختيار بينه وبين الحجاب، فكان خياري هو الحجاب وفضلت الدين على الدنيا»، وتحكي (ليلى. ص) 22 سنة، قصتها: «كنت محجبة قبل الزواج وزوجي قبلني كما أنا في البداية، لكن بعد سفرنا مباشرة للعيش في إسبانيا تغيرت نظرته للحجاب، وطلب مني أن أقلد الإسبانيات في لباسهن وقصات شعرهن بحجة التأقلم مع البيئة، سلوكه خلق مشاكل عديدة بيننا خاصة وأنه تزوجني وأنا بالحجاب، وتغيرت معاملته معي فأصبح عدوانياً، وزاد سلوكه العدواني تجاهي حد الضرب مما أدى بنا في النهاية إلى الانفصال».
من جهتها تعترف فاطمة (44 سنة)، أنها السبب في دمار بيتها بسبب تطرفها فتقول: «في السنوات الأخيرة انضممت إلى جمعية إسلامية، وتحجبت وفرضت الحجاب على بنتيّ الاثنتين، الأمر الذي استفز زوجي ووجد فيه تعصباً يخلق بيننا فجوة»، وتضيف فاطمة: «كلما اشتد نقاشنا حول الحجاب، كنت أتهم زوجي أنه منحل وخارج عن الدين، الأمر الذي أوصلنا إلى الطلاق».
استسلام
بينما ترى منال (30 سنة)، أن غلطة عمرها أنها طاوعت زوجها ونزعت الحجاب، فتقول: «خفت من أن يخونني بسبب ما يراه خارج البيت من مغريات، فخلعت الحجاب، مما سبب لي مشاكل نفسية وجعلني أخجل من أن أظهر أمام معارفي الذين أصبحوا ينظرون إليّ نظرة مختلفة».
الوقوع بين نارين هكذا وصفت نهاد (27 سنة) وضعها قائلة: «ارتديت الحجاب في سن صغيرة رغبة من أبي، لكني اقتنعت به مع التقدم في السن، بعد زواجي بأسابيع طلب مني زوجي نزع الحجاب، والاستمتاع ببعض الأشياء، التي أكون قد حرمت منها في السابق، فوجئ أبي بالأمر ورفضه، وقاطعني أنا وزوجي إلى الآن».
أما نورا جبالي (42 سنة) فتقول: «تزوجت وأنا محجبة، لكن زوجي من البداية أبدى تحفظه على حجابي، ورغم كل محاولاتي لإقناعه لم يرض به، توصلت معه بعد نقاش إلى أن أحتفظ به وسط أهلي، وأن أنزعه خلال السفر خاصة خارج المغرب».
إشكالية قديمة في المجتمع
يرى الدكتور «خالد أكز» أن إشكالية الحجاب ليست ظاهرة وليدة اللحظة، بل إنها قديمة جداً في المجتمعات الإسلامية، لهذا تجد بها قسمين أحدهما الزوجات اللواتي يطاوعن أزواجهن؛ خوفاً من عدة أسباب أهمها هي الخيانة، والآخر هن نساء يخشين عقاب الآخرة، ويضعن في اعتبارهن أن الدنيا زائلة، لهذا يفضلن الانفصال والإبقاء على الحجاب، لكن المنطقي في ظل هذه الإشكالية هو الحوار والتوصل إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف.
رأي الشرع
من جهته يرى عالم الدين «عبدالباري الزمزمي»، أن ظاهرة الضغط على الزوجات لخلع الحجاب ظالمة، في حق أي امرأة؛ لأنها تدخل في خانة الحريات، ويضيف الشيخ الزمزمي «الخالق فرضه عليها ليكرمها فلا يجب على زوجها إذلالها، وإذا اضطرت المرأة إلى قبول أوامر الزوج لأسباب معينة، أو لأنها مكرهة ومجبرة فلا حرج عليها، لكن الأجدى لها التشبث بدينها وطلب الطلاق.