الدعائم الأربعة للاستثمار الناجح

اربعة متطلبات هي أهم ما يجب أن يتسلح به كل مستثمر خاصة في ظل الظروف الحالية التي تهيمن على الأسواق والتي لا نعلم حتى يومنا هذا إذا ما كانت ستنقشع قريباً أو أنها باقية أو على الأقل ستبقى آثارها خلال السنوات القليلة القادمة.

 هذا ماحدثنا ابه  محمد يوسف باحافظ ،مضيفاً ان كل يوم يشهد العالم ميلاد مستثمرين جدد ينجح قليل منهم ويستمر، فيما يفشل البعض الآخر ليحاول الكرة من جديد أو يترك عالم الاستثمار، وأهم المتطلبات للاستثمار اليوم خاصة الجديد منه هي المعرفة بالاقتصاد أولاً، ثم السياسة، ثم القانون وأخيراً المعرفة الاجتماعية.

ومتطلبات اليوم لم تقف عند المتطلبات القديمة بل زادت لتلامس هذه الأشياء التي تعتبر اليوم من الدعائم وليس فقط القديمة مثل: رأس المال والموقع وغيره والتي أصبحت بديهيات يجب توفيرها حتى قبل التفكير في دخول عالم الاستثمار.

 


أولاً: المعرفة الاقتصادية

بدأ باحافظ تفصيل هذه المتطلبات وقال :من الطبيعي أن يحيط كل من يدخل عالم الاستثمار بالأحوال الاقتصادية في المنطقة التي يرغب بالاستثمار بها، والمعرفة الاقتصادية هنا لا تقف عند الوضع الحالي بل يجب أن تمتد لتصل للتنبؤ والدراية بما هو متوقع بالسنوات الخمس القادمة، وليس المقصود أن يعلم الشخص بالغيبيات وأنما تكون الأمور على شكل دراسة لأوضاع السوق السابقة وفي أحوال مالية مشابهة للمنطقة المراد العمل بها، وبهذه الحالة يكون الشخص على علم كامل بكل أوضاع السوق باستثناء غير الطبيعية منها والتي تتطلب منه في هذه الحالة وضع خطة اقتصادية بديلة تساعده على تجاوز هذه الظروف الطارئة والاستثنائية التي تمر بها الأسواق كما في أيامنا هذه، ولهذا السبب لابد على كل من يدخل في عالم الاستثمار اليوم أن يلم اقتصادياً بكل المعلومات المطلوبة حتى لا يقع فريسة للأحوال السيئة من ناحية، ولكي يستطيع النجاة في عالم استثمار تحيط به المنافسة الشرسة وغير النزيهة أحياناً من كل جوانبه فتطاله ملامح الفشل التي أول ما تطال الجدد بالأسواق وأصحاب الخبرات القليلة.

 

ثانياً: المعرفة السياسية

ويضيف : هنا يبدأ ما هو جديد، فمتى كان من الواجب على المستثمر أو التاجر أن يكون سياسياً؟

اليوم نعم، فلابد أن يتابع هذا المستثمر وفي كل مراحل استثماره وقبل أن يبدأ أيضاً كل الظروف المحيطة بالمنطقة التي سيستثمر بها بل وبالمناطق الأخرى المحيطة, أو التي قد تؤثر بأي شكل من الأشكال على منطقته، فنحن اليوم نعيش في عالم غير مستقر سياسياً، وأي منطقة في العالم قد تكون معرضة لأي نوع من الحروب سواء الحقيقية أو الباردة، وبالتالي فلابد أن يكون هذا المستثمر على متابعة دائمة لما يحدث وما قد يحدث لما لهذا الحدث من تأثير مباشر على استثماره، ومن البديهي أن يبتعد باستثماره عن المناطق غير المستقرة سياسياً ويذهب بها باتجاه المناطق المستقرة، فهذه المناطق التي تنعم بالاستقرار السياسي هي نفسها المناطق التي تنعم بالاستقرار الاقتصادي والتي يستطيع أن يجد فيها المستثمر المناخ الاستثماري الجيد والمساعد على نمو الاستثمار.

 

ثالثاً: المعرفة القانونية

كما أكد باحافظ أن المعرفة القانونية أيضاً مهمة وضرورية لكل مستثمر فأنتَ كرجل أعمال وأنتِ كسيدة أعمال معرضان للتعامل مع القانون والقوانين بكل مراحل استثماركما، فمنذ البداية وعند تجهيزكما للاستثمار فأنتما تتعاملان مع القوانين من خلال تجهيز المستندات والأوراق المطلوبة للاستثمار، وحتى النهاية فأنتما دوماً تتعاملان مع هذا القانون ولكي لا تكونا عرضة للمساءلة أو لتعطيل عملكما أو إيقافه في أي مراحله، ولكي توفرا سبل التطوير دوماً وتكونا بعيدين عن إضاعة الوقت فيجب عليكما أن تكونا على إطلاع كافٍ على القوانين التي قد تحتاجانها خلال عملكما، فكثير من الشركات والاستثمارات مثلاً في منطقتنا توقفت وتعطلت لفترات طويلة كلفتها الملايين وهي تنتظر توفر عمالة واستقدامها لتشغيل مشاريعها حيث إنها تجاوزت الحد المسموح لها بالاستقدام أو أنها لم تف بالشروط المطلوبة، وغيرها من الأمثلة التي كلفت أصحابها الكثير نظراً لعدم اطلاعهم على القوانين التي قد تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على استثماراتهم.

 

رابعاً: المعرفة الاجتماعية

والمعرفة الاجتماعية هي الدعامة الرابعة والمهمة لإنجاح واستمرار الاستثمار، والمعرفة الاجتماعية هي مصطلح بسيط ولكن مفهومه واسع جداً ومتعدد الجوانب، فهي تتطلب معرفة متطلبات العملاء وما يناسب أذواقهم، والمعرفة الاجتماعية أيضاً تتطلب معرفة ظروف العاملين وما قد يؤثر على سير العمل وتقدمه، وهي أيضاً تؤثر على معرفتك كيف تتطور أذواق المستهلكين؟ وكيف أنّ منتجك أو خدمتك ستبقى في المستقبل مناسبة لهم؟ وغيرها من المتطلبات الكثيرة التي قد تخدمك معرفتك الاجتماعية في تجاوزها والاستفادة منها.

 

أخيراً:

في النهاية يختتم باحافظ قوله:" قد يجد البعض أنّ الإلمام بكل ما سبق هو ضرب من المستحيل على الأقل في البداية، وأنا أظن أنه ليس بالمستحيل حيث إنّ هذه المتطلبات متوفرة لدى الكثير من المستثمرين ولدى الغالبية العظمى من المستثمرين الناجحين، ولتجاوز هذه النقطة فأنت ولكن فقط في البداية تستطيعين أن تنتدبي من هو مطلع على هذه المتطلبات لكي يساعدك, وبعد ذلك تبدئين أنت بمتابعتها شخصياً حتى لو ظل هذا المندوب موجوداً".