فوز الفنان الكويتي الكبير سعد الفرج بلقب أفضل ممثل خليجي عن دوره في مسلسل "تورا بورا" في استفتاء مجلة "سيدتي" وموقع "سيدتي نت" الأوسع عربياً بفئاته الدرامية ليس غريباً. فدوره كأب كويتي مثقف يفقد إبنه ويفاجأ بانضمامه لإحدى الجماعات الإرهابية المتسترة بالدين فيناضل بقوة بكافة الوسائل التي يعرفها ولا يعرفها لإعادته ويسافر حيث يوجد لانتزاعه من أيدى الإرهاب مخاطراً بحياته، أقنع المشاهدين ومسّ قلوبهم بواقعية أدائه له.
ويعدّ هذا الدور الذي قدم فيه سعد الفرج أداءً عذباً حياً وحاراً كأب وكمواطن عربي يخشى أن يتكرر ما حدث له ولإبنه مع آباء وأبناء آخرين، تتويجاً لمسيرته الفنية الغنية بالأعمال المهمة.
إلا أن هذا العمل بالذات يجسد بحق قيمة الفن كرسالة توعوية نبيلة مقدمة ضمن قالب درامي شهي وشيق مثير لاهتمام وفضول المشاهد بعيداً عن الكوميديا أو الفانتازيا،واختيار الجهة المنتجة له في هذا الدور كان أكثر من موفق لأنه كممثل كبير قدراً ومقاماً وخبرة وموهبة، الأقدر على إقناع المشاهدين، ومسّ قلوبهم وعقولهم بعصا توعوية تحذيرية لئلا يدخل الفكر الإرهابي بيوتهم ويعشش في عقول أبنائهم.
وبمسلسل "تورا بورا" فكرة وتأليف مخرجه: وليد العوضي،وسيناريو وحوار: رياض سيف وخلود النجار،وبطولة نخبة نجوم الكويت، يخطو سعد الفرج بأسلوب جديد نحو دراما كويتية جديدة أكثر قوة وجرأة وخروج عن المألوف باقترابها من قضايا تمسّ الوطن والناس بعمق وصدق كبيرين ، ومتمردة في مضمونها وشكلها عن الدراما الخليجية السابقة التي بات المشاهد يعرف بدايتها ونهايتها قبل أن يراها.
ويستحق هذا العمل الذي لم تتحمس لعرضه قنوات كثيرة عرضه ولو من باب توعية مشاهدينا الآباء والأبناء من خطورة هذه الجماعات الإرهابية على الأمة والشباب البريء.