كلودين إيفاري تطرح مجموعتها الأولى

من المؤكّد أن كبار مصمّمي الأزياء، الذين يتزاحم لحضور عروضهم أشهر النجوم والشخصيات، بدأوا صغاراً ذات يوم. ولا شك أن كلودين إيفاري ما تزال مصمّمة مبتدئة، لكنها مرشّحة للسير على خطى الكبار. هذا الحلم يراودها منذ سن السابعة، حيث كان رسم الأزياء هوايتها المفضّلة منذ الصغر. وقد نمّت هذه الهواية باستمرار، عبر الدراسة والبحث والمثابرة. وها هي جهودها تتوّج بتقديم أول عرض لها في مجال الخياطة الراقية...

«سيدتي» حضرت العرض الخاص الذي نظّمته هذه المصمّمة ذات الأصل الإيراني في باريس، حيث كانت في أوج فرحتها بتقديم أول مجموعة أزياء من تصميمها لخريف وشتاء هذه السنة والتي استلهمت أقمشتها ورسوماتها وكذلك اكسسواراتها من افريقيا. وقد حضر العرض عدد من الشخصيات البارزة في عالم الموضة والصحافة، حيث أبدى الجميع إعجابهم باللمسة الفنية لهذه المصمّمة.

من خلال هذه التصاميم، عبّرت كلودين إيفاري عن شغفها بالخياطة الراقية، وحرصها على استخدام أرقى الأقمشة الفرنسية والإيطالية. وبالرغم من أنها ما تزال في بداياتها، فقد برهنت على ذوق فني رفيع تُرجم من خلال قصّات راقية أضفت على أزيائها لمسة بالغة الأناقة والتميّز. كما أنها برهنت على عشقها للألوان التي تستلهم أسرارها من خلال الرحلات والأسفار التي تقوم بها، حيث تقول: «كل شيء يستهويني ويجذب انتباهي عندما أسافر، بدءاً بوجوه الناس والملابس التقليدية والإيقاعات الموسيقية المحلية. كل ذلك بالنسبة لي مصادر متعدّدة تجذبني وتساعدني على الإبداع، واستلهم منها أزيائي...».

تتضمّن هذه التشكيلة الأولى من تصاميم  كلودين إيفاري خمسة وعشرين فستاناً تتنوّع بين فساتين السهرة الطويلة وفساتين الكوكتيل، وكل قطعة تحمل ختمها وتصاحبها شهادة سُجّلت عليها نوعية القماش المستعمل ومصادر الأحجار التي طُرّزت بها. وأكّدت لنا المصمّمة أن كل فساتينها هي من صنع يدوي فرنسي مائة بالمائة، حيث رأت النور جميعاً في مشغلها الباريسي.

وتضيف أنها تأثّرت كثيراً بإحدى زياراتها إلى «متحف الأحجار الكريمة الخاصة بتاج العائلة المالكة الإيرانية»، بحكم أن إيران هي بلدها الأصلي. لذا، قرّرت تطريز  بعض من الأزياء التي صمّمتها بالأحجار نصف الكريمة، مثل «الأميتيست» Améthystes، و«التوباز» Topazes، و«السيترين» Citrines، والكريستال Crystal. وهي حريصة على ذلك، بالرغم من أن تطريز بعض الفساتين يحتاج إلى أكثر من مائتي ساعة من العمل اليدوي الشاق، لكي تستحقّ صفة «الخياطة الراقية»...

 

سيرة مختصرة

وُلدت المصمّمة كلودين إيفاري سنة 1985 بباريس. وهي فرنسية من أصل إيراني،  درست بالمدرسة العليا لفنون وتقنيات الموضة ESMOD، حيث تخصّصت في الخياطة الراقية، وذلك بعد أن تخرّجت من الجامعة الأميركية بباريس. وهي إبنة  البروفيسورين إدوارد وإيمي إيفاري، صاحبي أشهر معهد عالمي لمعالجة مشاكل تساقط الشعر. وتقول كلودين عن والديها إنهما وقفا إلى جانبها، وعملا على توثيق  موهبتها، منذ البداية، حيث تستمدّ من مساندتهما لها القدرة على البحث والعمل والإجتهاد من أجل تحقيق حلمها بأن تصبح واحدة من أشهر مصمّمات  الأزياء عبر العالم...