لم يكن المؤتمر الذي دعت إليه شركة "روتانا" في فندق الـ Four Seasons في بيروت مجرد لقاء بين الفنانة إليسا والصحافيين للحديث عن بنود العقد المجدّد بينها وبين الشركة التي احتضنت موهبتها منذ العام 2001، بقدر ما كان جلسة مصارحة بين إليسا وأهل الصحافة الذين وجّهت إليهم رسالة مبطّنة، مفادها أنّها اليوم تحتفل بعيد ميلادها وبإعادة توقيع العقد، وبأنها استيقظت منذ الصباح الباكر على باقات الأزهار التي تملأ منزلها، ولن تسمح لأي شيء أن يعكّر مزاجها.
كانت إليسا تحضّر نفسها لمعركة مفترضة قد يختلقها بعض الصحافيين للإثارة، إلا أنّ هذه المعركة لم تقع، لأنّ أهل الصحافة كانوا يحتفون بعودة المؤتمرات الفنيّة إلى بيروت، والتي انحصرت خلال السنوات الماضية بالإعلان عن برامج الهواة التي تصوّر في العاصمة اللبنانيّة فحسب، قدر احتفالهم بالمناسبة الفنيّة التي أريد لها أن تكون يوم عيد ميلاد إليسا، ولم يكن ببال أي منهم أن يخترق هذه الاحتفاليّة بما يعكّر صفو المحتفى بها.
ما حكاية الملايين الأربعة؟
بحضور إليسا ومدير شركة "روتانا" السيد سالم الهندي والإعلامية جومانة بو عيد التي قدّمت المؤتمر، انطلق المؤتمر الذي بدا واضحاً فيه أنّ الشركة لا تريد الحديث عن أي بند من بنود العقد، باستثناء أنّه يتضمّن إنتاج ثلاث ألبومات للفنّانة، التي بدورها رفضت الردّ على ما أشيع عن أنّها تقاضت مبلغ أربع ملايين دولار عن تجديد العقد.
كما نفت إليسا ما أشيع عن أنّ المفاوضات مع الشركة كانت متعثّرة، مؤكّدة أنّ الاتفاق تمّ من اللقاء الأوّل، وأنّه لم يكن لديها الكثير من الطلبات، بل كانت تريد تحسين شروط العقد السّابق لأنّ ثمّة أمور استجدّت تتطلّب هذا التحسين.
بدوره، نفى سالم الهندي ما يشاع عن تعثّر مالي لشركة "روتانا"، مؤكّداً أنّ الظروف التي تمرّ بها بيروت، استدعت نقل معظم فعالياتها الفنيّة إلى دبي، واختيار مدينة أغلى من بيروت دليل على أنّ الشركة لا تمرّ بضائقة مادية كما يشاع.
وعن أسباب إعادة تجديد العقد في ظروف ليست مؤاتية من حيث كساد سوق المبيعات والحفلات بسبب الظروف التي تمّر بها المنطقة، أكّد الهندي أنّه مؤمن أنّ الوضع سيتحسّن وأنّ سوق المبيعات لن يبقى كما هو عليه اليوم.
قلّة وفاء الفنّانات
وكانت مناسبة ليتحدّث مدير عام "روتانا" عن وفاء إليسا مقابل خذلان بعض الفنانات، اللواتي قدّمت لهنّ "روتانا" الكثير، لكنّهن لم يعترفن يوماً بما قدّم إليهن.
رفض الهندي تسمية هؤلاء الفنانات، واكتفى بالقول "أنتم تعرفونهن"، رغم أنّ إجابته كانت تعليقاً على سؤال أحد الزملاء عن عودة إليسا مقابل مغادرة الفنّانات نجوى كرم، نوال الزغبي وأحلام الشركة.
إليسا بدورها قالت إنّه لم يكن بمقدورها أن تحقّق كل هذه النجاحات لو لم تكن مدعومة من "روتانا"، مؤكدة أنّ محبتها في قلوب القيمين على الشركة مختلفة تماماً عن زميلاتها، في إشارة إلى من غادرن "روتانا".
ورغم الاحتفاء بنجاحها، تحدّثت إليسا عن الحملات المشبوهة التي تتعرّض لها من انتقادات لم تعد تؤثر فيها، فقالت "خلص تمسحت"، في إشارة إلى أنها لم تعد تكترث بالانتقادات، وأنّ قلّة منها تأخذ فيها وتتعلّم منها، مشيرة إلى حملة الهجوم التي تعرّضت بعد نشرها إحدى صورها مؤخراً، وقالت إنّها في السابق كانت تتألّم وتبكي، لكنّها اليوم لم تعد تبالي.
رسالة مؤثرة إلى أهل السياسة
ولم يخل المؤتمر من الحديث عن السياسة، حيث برّرت الفنانة عدم إيمانها بالحراك الشعبي الذي انطلق منذ أشهر، بقولها إنّ هذا الحراك لم يكن لديه مشروعاً معيناً، وإنّ المطالبة باستقالة الحكومة يودي بالبلد إلى المجهول، وعندما طلب منها أن توجّه رسالة إلى المسؤولين قالت إنّ هؤلاء لم يسمعوا من شباب ينزلون إلى الساحات منذ أشهر لأن الواضح أنّهم يريدون صمّ آذانهم، وكان طلبها الوحيد منهم أن يرفعوا النفايات من الطرقات رحمةً بالناس.
وأكدت إليسا أنّها طالما موجودة سيبقى لبنان أولاً في وجدانها، وأنّ فكرة إطلاق أغنية وطنية خاصّة ليست بعيدة عنها.
وتحدّثت الفنانة عن الرسائل التي توجّهها من خلال فنّها، فقالت إنّها باتت أجرأ لناحية اختيار مواضيع أغانيها، نافية أن تكون قد حملت لواء قضية العنف ضد المرأة من خلال أغنية "يا مرايتي" وقالت إنها مجرد رسالة أرادت إيصالها من خلال الفيديو كليب، وإنّ ثمّة جمعيات تهتمّ بالقضيّة، لأنّها كفنانة لديها ما يكفي من الانشغالات، عاجزة عن حمل قضية بهذا الحجم لوحدها.
فضل شاكر حاضر في مؤتمر إليسا
لم يغب الفنان فضل شاكر عن المؤتمر، سأل البعض سالم الهندي عمّا إذا كانت شركة "روتانا" سترحّب بعودته إليها في حال قرّر العودة إلى الفن، فأجاب أنّ الشركة لا مانع لديها، شرط ألاّ يكون لدى فضل أي مشاكل مع الدولة اللبنانيّة.
وسئلت إليسا عمّا إذا كان من الممكن أن تعيد تجربة الديو مع فضل في حال ثبتت براءته، فقالت إنّها لا تكرّر أي تجربة ديو مع أي فنّان بما فيهم راغب علامة، وأكّدت أنها لا تلوم فضل لأنها لا تعرف ظروفه، وأنها حزينة عليه وتعتبره خسارة كبرى.
وأشارت إلى رغبتها بديو يجمعها بالفنان وائل كفوري، معترفة بأنها تحبّه وبأنها تشعر بضعف تجاهه.
في عيد ميلادها تمنّت إليسا الاستمرار في تقديم أعمال فنيّة ناجحة، وتمنّت الاستقرار العاطفي مؤكّدة أنّها في الأربعين من عمرها تشعر بالحب كما كانت تشعر به سابقاً، نافيةً أي علاقة بين العمر والحب.
مشاهدات من المؤتمر:
شهد المؤتمر تنظيماً لافتاً، وكانت شركة "روتانا" حريصة على الخروج بمؤتمر ناجح بعد فترة طويلة من الغياب عن بيروت.
لوحظ أنّ ثمّة هدنة معلنة بين إليسا والصحافيين، حتى أولئك الذين اعتادوا على مهاجمتها، ربّما لأنّ أجواء الاحتفال طغت على ما عداها.
خلال العشاء الذي تلا المؤتمر، اقتحم الصالة شاب بدا أنّه معجب مهووس بالفنانة، وبدأ بالصراخ مطالباً أن يلتقط صورة معها، حاول البعض إبعاده، قبل أن يتبيّن أنّ المعجب ليس سوى راقص محترف اتّفق معه منظّمو الحفل لمفاجأة الفنانة بوصلة احتفال راقصة.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"