كان يا ما كان
طلبت منه ألا يُحدثها عن الماضي، ربما لأنها تتوقعه سيئًا أو لعدم تضييع الوقت في الكلام عنه؟ جمله ترددها كل حبيبة تجلس بجوار حبيبها على طاولة مطعم رومانسي، لماذا الماضي أول موضوع يحدثنا به الحبيب؟ لماذا هو المتهم دائما بالاسوداد؟
هل الماضي لنا.. أم هو وقت عاشه غيرنا والتصق بنا؟ لماذا الأفكار السلبية تدور دائما حوله؟ صراحة سألت نفسي كثيرا لماذا الخوف منه؟ ولم أجد جوابا، ولكني وجدت جوابا عن سبب تعلقنا به؟ ولماذا هو الموضوع الأول الذي يختاره كل إنسان أراد التقرب من إنسان آخر؟
بعطف أمٍّ حنون وود أب مسؤول ننقاد صغارا لأسرتنا للنوم، ننام على أصواتهم الشجية، وهم يحكون لنا (كان يا ما كان) قبل أن نتعلم القراءة والكتابة ننصت لأصواتهم المحبة كل يوم على نغمة (كان يا ما كان)، رغبة منهم في نوم هادئ وأحلام سعيدة لأطفالهم.
ولكنها الجملة الأخيرة التي تصل لعقولنا وأدمغتنا وتخزن فيها كل يوم قبل نومنا.. (كان يا ما كان).
فأهلنا طرحوا لنا الحالة، وكيف تجاوزوها، ولكننا تعلقنا بالحالة (كان)، وتركنا طريقة تجاوزها (يا ما كان)، فطالما تعلقنا بالـ (كان) وتناسينا الـ (يا ما كان)، فكان جزءا كبيرا من يومياتنا.. كنت ناجحا، كنت حزينا، ندمت، أخطأت..كنت كذا وفعلت كذا...
لماذا لا نقول: كنت ويا ما كنت وكان غيري، أخطأت ويا ما أخطأت وأخطأ غيري، نجحت ويا ما نجحت ونجح غيري.
لماذا لا نستعمل الـ (يا ما كان)؟ أي لست الوحيد الذي حدث معه كذا، أو ليست المرة الأولى في تاريخ البشرية يحدث كذا.
لماذا لا نتجاوز الأمر فقط ونمضي؟ هل لأن سوءه أو جميله أثر بنا أم لأننا فقط لا نريد أن نمضي؟ فالماضي ليس قبيحا أو جميلا أو أبيض أو أسود.. الماضي هو الماضي ذهب ولن يعود بالتأكيد، فلماذا نعطيه الحق بأن يتسلل إلى قلوبنا المغرمة ويربكها.
فأنصتوا لماضي رفيقكم على أنه ماض وذهب، والذي ليس لديه ماضي ليس لديه حاضر، فلم أفهم بعد لِم الخوف منه إذا كان (كان) هو (كان يا ما كان)؟
شمس يوم جديد
قصة حياتك
لطالما اعتقدت أن الحياة ذات معنى مختلف، معنى يفوق تلك الواقعية المحضة المجردة من لحظات الأحلام المتطايرة في سماء الخيال.
فالمعتقدات عن أي شيء تعود إلى أساسيات الشخص، وتكوينه الداخلي والتجارب الحياتية التي تخصه، فكل منَّا له قصة هي حياته، لكن هنا ماذا عن تلك الكلمات التي سطرت في تلك القصة، والجمل التعبيرية والأحداث المتسلسلة، وتلك الشخصيات المحددة في قصتك أنت سوى تلك الرواية التي تخصك أنت روايتك الخاصة بك،
فهي حقا كالكتاب، لكن أنت لا تستطيع قراءة جميع محتواه ولا تكمل نهايته، ربما استطعت افتراضا لتلك النهاية، لكنك لا تتأكد من ذلك حتما، حقا إنه لأمر محير
أن أعيش حياة مبهمة لا أعلم عن أحداثها المستقبلية شيئا!
صفحات فيها تكون كلماتها دافئة نقية تخالطها بسماتك وعبق الروائح الجميلة،
وكم سيكون عدد الصفحات المكتوبة بتلك الطريقة المتناغمة من ألحان الصفاء
وصفحات تكون كلماتها باردة، تخالطها الدموع وعمق الشعور بالأسى والحزن
وكم سيكون عدد الصفحات المكتوبة بتلك الطريقة المتسلسلة من الجمل غير المرغوب فيها.. يا ترى توجد مقولة تقول (يوم لك ويوم عليك) ؟
وأنا أقول صفحة تفتحها وصفحة تقلبها، لكن لا تستطيع أن ترجع الصفحة التي قرأتها سابقا، وقد تريد أن تظهر لك كل يوم لتقرأها، وقد تتمنى قراءتها أبدا!!
لكن لهذه الرواية أيضا زمنا محددا، لكل الأحداث التي فيها، فكل يوم ينقضي صفحة ينتهي من كتابتها، والإنسان اعتاد على ذلك، لأنه من يوم ولادته ورؤيته لأول نور وهو يعيش بتلك الطريقة، جميعنا على هذه الأرض ومن دون استثناء لا يوجد في كتابه عقبات وفشل وألم، لكننا نختلف في طريقة تعاملنا معها، وطريقة تفكيرنا بها وحلها أو اجتيازها، منكم من يقابل الفشل بالأمل والألم بذكريات في صفحات كتابه، تذكره بأنه قد عاش قبل الألم فرحة وقد تعود، ويقابل الدمعة بالابتسامة، والمخاطر بتحدي تعديها واجتيازها، ويضع بخواطره كلمات نثرية توحي بأنه بعد كل كربة فرجة، ذلك الشخص هو حتما بطل روايته وقصة حياته وفارسها.
والبعض الآخر يجعل الذكريات تهوي به، وتحركه صفحات وتفرحه صفحات تحركه الأحداث، مما يجعله متأرجحا ليس بطلا لقصته، وأخيرا حياتك كتابك حاول أن تفهمها أكثر، وتتفهم الشخصيات التي توجد بها وتجتاز الصعاب.
أريج الشرقية
صعوبة الحياة
لطالما راودني ذلك التساؤل، لماذا نولد ونحن نبكي، كأننا عندما ولدنا أيقنا إلى أي مكان نحن قادمون، إلى قسوة الحياة.
يولد الطفل بعينين بريئتين تبحثان عن الحب والحنان، يصحبه التشاكس طالبا منتبها كالملائكة الصغار، ثم يتلاشى كل هذا شيئا فشيئا، ويشعر بالصعوبة التي حكم عليه عيشها.. ولولا صعوبة الحياة لما ولدنا نبكي.
هدى ناهد – الأردن
الضياع...
أتمنى لو أعود لدروبي الضائعة.. وأرى ابتسامتي المخفية في أقصى الدروب..
أسمع منْ يناديني في خفايا الزمن، وأنا لا ألتفت وأظل أبحث عن سر غامض يدور في الذاكرة.. أتمنى لو ألقى منْ يناديني وأهمس له بأني ما عدت أحتمل، وأن أعود إلى بداية كلها أمل، وأن أنسى الضياع الذي كاد يلتهمني، عِشت وأنا أبحث عن سر معاناتي التي ضيّعتني في فوهات الحياة.
أسمع نبرات طيفي تناديني أنظر إلى روحي المعذبة إلى أحلامي الملتوية وألواني المنسكبة.. لم أعد أحس بأني موجودة، هل فعلا ذلك من صنع خيالي؟ أم حكايات لوحاتي؟ أم صوت همس في الذاكرة؟ أو مجرد ضمير يعذبني؟.
زينب المادح - السعودية
غدا يوما آخر...
غدا ألقاك يا حبي...غدا أنساكِ يا آلامي.. غدا أغدو فراشة في ربوع الحب أشتاق وأحنو، أفرح وأضحك.
غدا تُحركنا أشواقنا.. آمالنا، وأحلى الذكريات.. غدا يوم آخر...
غدا يوم لا ينتهي، تشرق فيه الشمس ولا تنطفئ.. فأنت يومي وأنت شمسي
غدا سيأتي ويأتي بعدها ألف غد، فخذ كل أيامي ودعني أعش غدي......
سوزان سعيد
السجن والسجان
مللت والملل عدو يتربص بي في كل مكان
حاولت أن أهرب منه للزهر للطير للأغصان
فوجدت لونا باهتا وصوتا خافتا يدعواني أن أنام
هربت وهربت لمكان غير المكان وزمان غير الزمان
فدخلت دوامة سرعان ما مللتها سرعان
فيا أيها الملل اتركني فأنا مسجون وأنت السجن والسجان
ويا قلبي لماذا العذاب ولماذا تجمد الإيمان
ويا زهري لماذا بهت ولماذا تبدلت الألوان
ويا غنوة الطير لماذا خفت ولماذا تشابهت الألحان
ويا غصني لماذا خاصمت الربيع وتركت للخريف العنان
ويا قمري لماذا غبت ولماذا حرمتني الأمان
ويا شمسي عودي إلى القلب الذي تركته للحرمان
ويا ربي إنك أنت الرحيم الرحمن
فاشرح لي صدري واهدني للهدى والإيقان
لبنى عبدالله – مصر
مملكتي الخاصة
لحظات من ضياع تجتاحني..!
أبحث بها عن شيء لا أعلمه!!
دروب تسير بي إلى اللا معلوم
تقودني نحو مملكة أعيش بها وحدي
هذه مملكتي
سأبوح هنا بكل ما أريد أن أبوح أنا به
أستطيع العيش بمفردي
وقد أسعى في امتلاكك على أرض مملكتي
ولكنني لن أفعل!!
ليس لك خيار في ذلك
فمملكتي لا تقبل الخيانة على أرضها!!
وأنا لا أستطيع إرغام هذه الأرض بأن ترتوي تلك الخيانة
أتمنى لو أنني لم أظلمك يا مليكي
حتى تشاركني في وداد حبي
اعذريني يا مملكتي
لن يكون هناك شعب تحتضنينه
ولن يكون هناك حاكم يشاركني في حكمك
لقد بدأت أدرك الآن كيف أعيش وقلبي مغلق
ولماذا كان هذا الحب ممنوعا في مملكات البشر
لم يكن السبب لأن الحب ممنوع لذاته
بل السبب كان أعظم وأعظم
فالحب لم يعد كما كان سابقا
لم يعد حنانا، وشوقا وعذابا
بل أصبح البشر يُسيئون فهمه
ولا يكتفون بحبيب واحد
بل القلوب اتسعت لتشمل الكثير
ولتحب الكثير.. الكثير
لذا....منْ لا يريد أن يتذوق طعم الخيانة
فليبق قلبه مغلقا
وليقفل مملكته بإحكام حتى لا يتم الاستيلاء عليها
مملكة أنثى
لنرحــــل ربما نعود....
ربما تمسك الأيام بأيدينا فلا تبتعد كثيرا
ابتعد هذا ما أجبرت أن أحكيه لك
هاهي حياتنا التي اعتدنا عليها جمعتنا ثم فرّقتنا
لا تدري قد نجتمع
ابتعد وستراني بقلبك
ابتعد ولكني سأظل معك بذكرياتنا وبدعائي لك
ستسير حياتك بهدوء فلا تنسني
تعوّدنا أن نضع لعلاقتنا ليس كلمة حب فقط
بل صداقة وإخلاص وتعاون
سنلتقي.. سنلتقي.. سنلتقي
ولاء حربي
ردود
إلى إيمان العثمان من السعودية: تذمرك من وضع مقطع أدبي لك باسم آخر قد يكون خطأ فنيًّا، وتظلين صديقة صفحاتنا التي ننتظر منها المزيد، ولكن حاولي عدم إرسال موادك أكثر من مرة.
إلى جاسم العيتور من الأردن: مادتك «قلبي» غير قابلة للنشر لأنها باللهجة العامية.