لوحة الظلام تجمع قادة الحرية حول العالم

2 صور
لوحة رُسمت في الظلام، لقادة وعلماء العالم الذين أفنوا حياتهم من أجل حرية وكرامة الإنسان، ولا ندري هل كان الظلام حقاً بسبب انقطاع الكهرباء عن غزة في حصارها، أم كان إشارة أن العالم بعدهم دخل في ظلامٍ دامس وهو لا يجد من يُدافع عن الإنسانية بعدهم، ضمت اللوحة غاندي وعرفات، عمر المختار وعز الدين القسام، مانديلا وجمال عبد الناصر، جميلة بوحريد وجيفارا، وثائر مجهول ربما يرمز لهؤلاء الذين سيخرجون من رحم المستقبل ليحملوا شعلة المناضلة.
الفنانة الفلسطينية الشابة خلود الدسوقي، خريجة كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة الأقصى في غزة، قامت برسم هذه اللوحة في أربعين يوماً، بمعدل ساعتين كل ليلة، حتى ظهرت بهذه الروعة وحصدت الكثير من الإعجاب على مواقع التواصل الاجتماعي لغرابة فكرتها.
خلود ابتكرت طريقة غريبة وفريدة في الرسم، وهي الرسم بالماكياج وتقول «ليس من الضروري أن تكون علب الماكياج البلاشر، سارية الصلاحية فأنا أستخدم علب ماكياج أحتفظ بها منذ سنوات لهذا الغرض، كما أنني أستخدم أي علبة «بلاشر» منتهية الصلاحية أو مكسرة أو مهشمة لدى صديقاتي وأستفيد منها.
وقد بدأت خلود موهبة الرسم منذ صغرها وبتشجيع من عائلتها، فقد ولدت لعائلة تهوى الفن وتقدره وخاصة الأب، كانت خلود تنقل كل ما تراه حولها إلى الورق، ولكن باستخدام الماكياج رغم أنها تستخدم الأساليب التقليدية في الرسم.
خلود تعمل حالياً في وظيفة لا تتعلق بمجال عملها؛ لأنها تخرجت حديثاً، لكنها تقوم متطوعة بتعليم الأطفال الرسم، وكذلك استغلال مخلفات البيئة من حولها في إنتاج تحف فنية جميلة، يعرضها الأطفال على أنها من صنع أيديهم ويستغلونها كحافظات للأقلام مثلاً.
وعن أحلامها تقول خلود «أتمنى أن أدرس تخصصاً غير موجود في غزة، وهو علاج الأطفال بالرسم، والعلاج البيولوجي والسيكولوجي بالفن التشكيلي غير متوفر أيضاً في العالم العربي، لذا أتمنى أن أحصل على فرصة دراسته في الغرب، لكي أخدم شريحة الأطفال الذين يعانون من مشكلات نفسية نشأت عن الحرب في غزة، ونتيجة ظروف أسرية يقع ضحيتها الأطفال الأبرياء».
وتُكمل خلود أرسم أيضاً بالألوان المائية، وألوان الزجاج إضافة إلى الفحم النباتي والتنقيط، وأكثف رسوماتي في وجوه النساء حيث أرى أن الجمال أنثى.