ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 37 المنعقدة حالياً، عرض الفيلم المصري "من ضهر رجل" بحضور أبطاله أسر ياسين وياسمين رئيس وشريف رمزي والمخرج كريم السبكي والمنتج احمد السبكي والمؤلف محمد أمين راضي، كما حضر لتهنئة صناع الفيلم المخرج محمد خان ومحمد العدل، وآثار الحكيم وكندة علوش والمخرج هادي الباجوري زوج بطلة الفيلم ياسمين رئيس، وامتلأت قاعة العرض حتى أن المخرجان سامح عبد العزيز ومحمد النجار لم يتمكنا من دخول القاعة في البداية.
الفيلم لاقى ردود أفعال ايجابية من الحضور، إلا أن مشهد اغتصاب مستفز بين بطلي الفيلم آسر ياسين وياسمين رئيس، استطاع أن يقلب الموازين حتى أن بعض الأسر التي حضرت بصحبة أطفالها اضطررت إلى مغادرة القاعة وعدم استكمال الفيلم.
وبعد الانتهاء من عرض الفيلم أقيمت ندوة للحديث عنه.
في البداية قال الممثل آسر ياسين إنّ الفيلم يلقى الضوء على العلاقة بين البلطجية والذراع الأمنية التي تسيطر عليهم وتحركهم في بعض الأحيان، وهذا معروف في المجتمع المصري، مؤكداً أنه لا يتجنى على أي قوى أمنية في الدولة، ولكن هناك الصالح وهناك الفاسد في كل مكان، وأن ما يقدمه خلال الفيلم موجود على أرض الواقع وليس من وحي خيال المؤلف، وأن الظلم موجود في كل مكان.
وأوضح آسر أن قصة الفيلم لا تدور عن الملاكمة ولكنه فيلم درامي، مؤكداً إنه تمرن لمدة عام ونصف على الملاكمة ، كما أن اللاعبين الذين ظهروا معه في العمل هم لاعبون في المنتخب الوطني للملاكمة، لذا راعى المخرج أن تظهر مشاهد الملاكمة بشكل حقيقي وواقعي.
من ناحيته قال المؤلف محمد أمين راضي رداً على إظهاره الشرطة بشكل سيء وعدم إظهار نموذج آخر من الشرطة جيد، إنه نموذج الدراما الذي يوضح أن هناك شخص جيد وشخص سيء في نفس المجال أصبح نموذجاً قديماً وجار عليه الزمن، مؤكداً أنه من الطبيعي أن كل مكان به الصالح والفاسد، لذلك لم يكن هناك داع لإظهار الجانب الصالح، موضحاً أن النموذج الجيد لرجل الشرطة برز من خلال الحوار في الفيلم على لسان محمد لطفي حينما قال لآسر ياسين "هتلاقي ناس ضدك وناس معاك"، ملمحاً بكلامه على الشرطة التي ستساعده في التخلص من الشرطي الفاسد الذي يسيطر عليه.
وعن جرأه مشهد الاغتصاب في الفيلم قال المخرج كريم السبكي إنّ هذا المشهد كان يجب تصويره بهذا الشكل العنيف، لتوظيفه الدرامي الهام مع الموسيقى التصويرية، فلم يكن الغرض المتاجرة به ولكن خدمة دراما العمل، وأوضح كريم أن أصعب مشهد قام بتصويره هو مشهد الولادة الذي قدمته رانيا يوسف ضيفة شرف العمل، مؤكداً صعوبة التصوير بطفل صغير لم يتعدّ عمره أيام.
وقالت الفنانة الشابة ياسمين رئيس إنها عندما قرأت العمل للمرة الأولى وجدت أن شخصية "مي" التي تقدمها قوية جداً، ولم توافق على الزواج من حبيبها بعدما تحول لشخص أخر لأنها لا تريد الارتباط ببلطجي، حتى عندما أخبرته أنها حامل كانت ثابتة وقوية ولم تأتيه باكية ومنكسرة، مؤكداً أن دور المرأة في الفيلم ليس ضعيفاً في العمل كما قال البعض.
وكشف المنتج أحمد السبكي أن الدور القوي الذي قدمه محمود حميدة كان من المفترض أن يقدمه الفنان الراحل خالد صالح، وعندما توفي تم إسناد الدور إلى محمود حميدة وتم إخباره أنه جاء بديلاً لخالد صالح، مؤكداً أن المخرج كريم السبكي كان مصمماً على أن يقوم بالدور ممثل أخر، ولكنه أصر على أن يقوم بالدور محمود حميدة.
فيما قال الفنان صبري فواز مدافعاً عن مشهد الاغتصاب في الفيلم الذي هاجمه البعض لتخطيه الخطوط الحمراء، أنه لا يوجد ما يسمى بالسينما النظيفة والذوق العام، فهذه كذبة كبيرة يرددها من لا يستطيعون تقديم فن حقيقي، مؤكداً أن الفن لا يوجد به خطوط حمراء، موضحاً أن الفن هو الصديق الذي يخبر صديقه بكل ما هو جيد وسيء بدون خجل أو حذف بعض الحقائق.