أكره البيت!
عمري 27 سنة، ومشكلتي أنني انطوائية، ولا أتعامل بتلقائية حتى مع بعض أفراد أسرتي، ولدي خجل واضح من الناس، والغريب أنني أخجل بشدة من الفتيات أكثر من الرجال، وأحيانًا أكون متقلبة المزاج، أعاني من وسوسة لدرجة الجنون، وكلما أشعر بالخوف أبكي، وأحس أن جو البيت متوتر جدًا، وخانق، فحين أكون في مكان الوظيفة أحس براحة، وبمجرد أن أدخل البيت ينقلب مزاجي.. فماذا أفعل؟
سلمى
أختي السائلة خوفك، وخجلك الواضح، والشديد، ووسوستك لحد الجنون تعني وعيك بما تعانين، وتدل على أعراض تحتاج إلى تفصيل وتقييم، ويمكن اختزالها في حالة قلق، تحتاج إلى معالجة بمضادات القلق التي تساعد في تخفيف الأعراض، ومجرد تحسن حالتك تصبحين أقدر على التصالح مع نفسك أولاً، واستعادة الثقة والتوافق مع أفراد عائلتك، وحتى تتمكني من تكوين علاقات ناجحة مع قريباتك، وزميلاتك لا بد من اكتسابك مهارات التعامل الإيجابي معهنّ، وبناءً عليه فإنني أنصحك بأن تركزي على إيجابياتك وإنجازاتك، وأن تتجاهلي أحاسيسك التي تُشعرك بالانطواء، فكوني عملية في التواصل والحوار مع الآخرين، متدرجة في المواقف، ووطدي علاقاتك مع من ترينهنّ أكثر تقبلاً لك، واشغلي يومك بنشاطات مختلفة، ومارسي الرياضة التي تناسبك، وتحدثي دون قيد مع صديقة مقربة عن كل ما يوترك.
يهددني بالطلاق!
زوجي يتهمني أنني لا أُطيعه في بعض الأمور، وإذا وقع خلاف بيننا -لو كان عاديًا أو بسيطًا- فإنه يهددني بالطلاق، رغم أننا متزوجان منذ خمس سنوات، ولدينا طفل عمره ثلاث سنوات، والنتيجة أنني أخشى أن أكرهه، خاصة أنني لم أقصر معه في شيء، أحيانًا أعتبر تهديده مجرد غضب، وأحيانًا لا أشعر بالأمان معه، وأتوقع أن يفعل ذلك في أي لحظة، وبأي حجة، المهم أن علاقتنا الخاصة لم تعد كما كانت، وأرفض طلبه أن أحمل مرة أخرى، وأشغل نفسي باستكمال دراستي الجامعية، فكيف أتعايش مع تهديداته من دون خوف أو قلق؟
شذا
أختي السائلة العلاقة الزوجية لا تخلو من الخلافات، والمواقف المتجددة، وبطبيعة الحال تحدث تغيرات في الحياة الزوجية، لكن المهم كيفية إدارتها، ومواجهتها بأساليب مختلفة، فاقترحي عليه -حين يلفظ تهديده بالطلاق- أن يختار وقتًا، ومكانًا مناسبًا كالسفر لمناقشة أسباب الخلاف في جو بعيد عن البيت، وكونا صريحين في الحديث عما يكدر كليكما، وما ترغبانه في ضوء وجود طفل، وانشغالك بإكمال دراستك، وأكدي له أنك تمارسين ثلاثة أدوار: زوجة، وأم، وطالبة، ومن خلال حواركما الهادئ ستعيدان ترتيب الأولويات لكليكما، ولا تلتفتي -في حال الشجار- إلى تهديده بالطلاق، فعلاقتكما الآن مستمرة منذ خمس سنوات ومازلت على ذمته، حتى لو ألح عليك في مسألة الحمل، حاولي إقناعه بأن طفلكما مازال محتاجًا إلى العناية، وعديه بإمكانية تلبية رغبته في الوقت المناسب، وفور حصولك على الشهادة الجامعية.
أنا وزوجة أخي!
تقيم أمي مع أخي الأكبر وزوجته، بينما أقيم في مدينة بعيدة، والمشكلة أن أمي تعاني من أعراض مرضية، وكلما ذهبت لزيارتها لا تحدثني إلا عن زوجة أخي التي تفعل لها كذا وكذا، ومن ناحيتها لا تتوقف زوجة أخي عن الشرح التفصيلي لما تقدمه لأمي من خدمات، فأشعر أنها أخذت مكاني، وصارت أقرب إلى أمي مني، فكيف أقاوم هذا الشعور؟ وكيف أقنع أمي بأن ظروفي لا تسعفني لتقديم مزيد من الرعاية لها؟
صابرينا
يبدو من رسالتك أن لديك قدرًا كبيرًا من الإحباط، ليس فقط لأنك تتحملين مشقة السفر، بينما لا تشعر أمك بأنك تقدمين لها شيئًا ذا قيمة، ولكنك أيضًا محبطة من الظروف التي جعلت زوجة أخيك أقرب إلى أمك منك، والحقيقة أن زوجة أخيك (التي كانت علاقتك بها على ما يرام قبل مرض أمك) لا تحاول (كما تظنين) أن تؤكد لك في كل لحظة أنها تقدم لأمك من الرعاية والمساعدة ما لا تستطيعين أنت تقديمه، بل تقول لك بطريقة غير مباشرة: «اطمئني على أمك، فهي في يد أمينة»، وكذلك أمك، أرادت أن تحدثك عن الأشياء الجميلة في حياتها مع أخيك وزوجته، بدلاً من أن تزعجك، وتزيد قلقك بالحديث عن المشكلات المرضية التي تعاني منها، لكن تفسيرك الخاطئ جعلك تظنين أن زوجة أخيك تأخذ مكانك وتبعدك عن أمك، وأن أمك ذاتها أصبحت تشعر بقربها إليها أكثر منك، وهذا لون من غيرة الشقيقات، ظهرت أعراضه مع زوجة الأخ؛ لعدم وجود شقيقة لك، وربما كنت تتنافسين في مرحلة الطفولة مع أخيك، وشعرت حينها أنه أزاحك من مكانتك لدى والدتك، ومازالت هذه المشاعر كامنة، بدليل أنك قمت باستعادتها في هذا الموقف، ولذلك أنصحك بالتخلص من هذه المشاعر السلبية المختزنة في اللاشعور.
الاختصاصية لوسي بيريسفورد