نتشرت قبل أيام عبر حساب محطة CBC الكنديّة على الفايسبوك، مقابلة للفنانة السوريّة المقيمة في العاصمة الفرنسيّة دارينا الجندي تتحدث فيها عن انفجارات باريس وبيروت، وتقارن بين الاهتمام الإعلامي بالانفجارين وبما خلفهما من ضحايا.
وقالت دارينا رداً على سؤال مذيعة الـ CBC إنّه ثمّة طبقيّة حتّى في الموت، وبما أنّ باريس أهم من بيروت، فإنّ ضحاياها أهمّ من الضحايا اللبنانيين الذين سقطوا قبلهم بيوم واحد في التفجير الذي ضرب برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبيّة، وأرفقت دارينا تحليلها بابتسامة ساخرة بدا وكأنها تسلّم بالمعادلة غير الإنسانيّة قائلة "هذا هو الواقع".
على صفحة المحطّة، انهالت التعليقات القاسية على الممثلة النصف لبنانيّة لجهة الأم والتي قضت معظم طفولتها في بيروت، البعض لقّنها درساً بالإنسانيّة، والبعض الآخر افترض أنّها تسخر من هذه المعادلة غير العادلة، في حين رأى البعض الآخر أنّه أتيح لهذه العربيّة المقيمة في باريس فرصة الحديث عن مأساة التهميش التي يعانيها شعبها، إلا أنّها فضّلت التعامل مع الموضوع بسخرية لم يفهمها حتّى المتلقّي العربي.
لم تعتذر دارينا ولم توضّح موقفها، بل قامت بنشر فيديو المقابلة كاملة، فيديو يفضح الاجتزاء الذي قامت به المحطّة، والذي لا يمكن تفسيره إلا بأنّه محاولة لخلق المزيد من البلبلة بين العرب الذين يبحثون عن فرصة للتقاتل، ما لم يكن اجتزاءً عفوياً قام به موظف لم يكن يعرف أنّ العرب يبحثون عن فرصة للتقاتل فيما بينهم.
في المقابلة التي اجتزأتها المحطة تكمل دراينا الجندي "للأسف باريس أهم من بيروت بالنسبة إلى الجميع، بالنسبة إليكم، إلى نشرات الأخبار، الصحافة... بالنسبة إليهم باريس كرمز أهم بيروت، بيروت تركت جانباً. أخبار باريس كانت أهم للصحافة العالمية فركّزت عليها، بينما بعض وسائل الإعلام لم تلحظ في نشراتها حتى ذكر لحقيقة أنّ ثمّة انفجار وقع في بيروت في برج البراجنة".
وبما أنّ صوت النشاز أعلى، سمع كثيرون بأنّ ثمة ممثلة عربية غائبة منذ سنوات استخفّت بالدم العربي، ولم يسمعوا أنّ ثمّة تتمّة لحديث قالت فيه عن لسانهم ما كانوا يتمنّون أن يقولوه لوسائل إعلام تعمّدت تجاهل مآسيهم، بدليل أنّ المذيعة لم تعقّب على كلام دارينا، وانتقلت بصورة آليّة إلى طرح سؤال آخر وكأنّها لم تسمع العتاب الموجّه إلى الإعلام الغربي ومنهم المحطّة التي بالكاد ذكرت أن ثمّة تفجير أودى بحياة أبرياء في بيروت.
شاهدوا مقابلة دارينا الجندي كاملة