في إطار مبادرتها الإنسانية والاجتماعية، أطلقت «سيدتي» حملة؛ للمطالبة بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، في المنطقة الشرقية. تضامن مع الحملة أكثر من 100 شخص، ممثلين في خبراء، مختصين، إعلاميين، وفنانين، شاركوا بالحضور مع ذوي الاحتياجات الخاصة؛ ليرسموا خارطة طريق للإعاقة بالمملكة.
تهدف الحملة إلى المطالبة بإنشاء هيئة مستقلة، تعنى بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة، وسنّ قوانين لحمايتهم وإعطائهم كافة الحقوق، دون ممارسة التمييز ضدهم، أو العنف والتحرش، والتأكيد على أهمية دمجهم بين أفراد المجتمع ومشاركتهم في صنع القرار، إضافة إلى تسليط الضوء على قدراتهم ومواهبهم الاستثنائية.
نظام حقوق ذوي الإعاقة
وقد صرح الدكتور «ناصر الموسى»، عضو مجلس الشورى، ورئيس مجلس إدارة جمعية المكفوفين الخيرية بمنطقة الرياض، بأن المجلس يعكف حالياً على تحديث وتطوير نظام رعاية المعوقين في المملكة الصادر عام 1421 هـ، بحيث يتم تحويله إلى مفهوم حقوقي وتنموي، يحمل اسم (نظام حقوق ذوي الإعاقة)، ويتم تفعيله من خلال إنشاء هيئة وطنية عامة لذوي الإعاقة، كذلك إعداد نظام جديد متخصص في مجال تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، لضمان الحقوق التربوية والتعليمية لهم في كافة مراحل التعلم.
وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، يولي ذوي الإعاقة اهتماماً كبيراً؛ برعايتهم ودعمهم غير المحدود، وقد قام بتأسيس مشروعين عملاقين؛ هما: مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، وجائزة الملك سلمان لأبحاث الإعاقة.
ويرى الدكتور «الحمد القاضي»، مستشار تربوي في حقوق الإنسان، أن ذوي الإعاقة هم بمثابة الأبناء، أعجزهم القدر الرباني وقلص من تفاعلهم وقيامهم بمهامهم الحياتية، العامة والخاصة، ويمثلون شريحة تستلزم منا الوقوف بجانبهم والعمل على تضافر الجهود العلاجية، والنفسية، والتربوية، والأسرية؛ لنخرج منهم جيلاً فعالاً مشاركاً ومنتجاً، يستثمر طاقته قدر الإمكان ويشرّف بلاده ومجتمعه.
تفاعل جماهيري مع الحملة
أما البروفيسور «عبدالله السبيعي»، استشاري الطب النفسي، فيقول: «في الوقت الذي عافانا الله من الإعاقة، ابتُلي إخوان لنا بها، لهم علينا حق الرعاية والاهتمام، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً».
وأشار المستشار الإعلامي «عبدالعزيز الشافي» إلى أن التفاعل الذي حدث من قبل ذوي الاحتياجات، والرأي العام، والمسؤولين مع الحملة من خلال تويتر، يدل على تنامي ثقافة مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة بتنمية الوطن، موضحاً أهمية تشريع قوانين تحميهم من الاستغلال الجنسي، والعملي، والعنف، والتمييز، وطالب الشافي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن نايف، بتبني فكرة تأسيس هيئة تكفل حقوق ذوي الاحتياجات، موضحاً أن تقرير الأمم المتحدة يشير إلى أن نسبة ذوي الإعاقة في العالم ما بين (10 و15) بالمائة، مطالباً بتأسيس هيئة تكفل لتلك الفئة حقوقهم المشروعة.
وترى الدكتورة «فايزة محمد الفايز»، أستاذ مشارك الرياضيات، بجامعة الأميرة نورة، أن ذوي الاحتياجات الخاصة فئة من المجتمع، قُدّر لها أن تحرم من إحدى نعم الله، وأن خدمة تلك الفئة مسؤولية كل فرد في المجتمع، والمسؤولية أياً كان مستواها فهي أمانة ثقيلة، لن ينجح فيها إلا من يخلص في إدارته لها، ويتقي الله في ممارسته لمتطلباتها، وأكدت أهمية توثيق الصلة بينهم وبين المحيط الاجتماعي، وإيجاد التفاعل البناء، بحيث تكون هذه الإعاقة فرصة لتأهيلهم علمياً وفكرياً.
الكثير من التفاصيل والمعلومات في أعداد "سيدتي" المتتالية.