ضوضاء تغلف الأمكنة. وأضواء تخطف الأبصار. ركض ولهث في بحث عن المفقود. وموسيقي عالية تصدح في الفضاء. أشخاص يبحثون عن شيء ناقص في حياتهم, وآخرون يهربون من واقع يخشون مواجهته. الاحتفالات تطرح أسئلة غير مرئية, تلمحها في الوجوه, وتسمعها في لحظات الصمت. أتأمل كل من حولي وأرى عبارات ناقصة, وأجوبة لم تكتمل. مسافرون في صحراء تشتتهم السبل. الاحتفال هو أن تقضي اللحظة مع من يستحق. حينما تكون مع الشخص الذي يختصر كل البشر في وجوده. وكل الفرح في حضوره.
زاوية صغيرة وضوء خافت معك, هي أكبر من كل الاحتفالات. في وجودك يفز قلبي كطفل صغير. تهطل تباشير السعادة ويصبح الكون قصيدة فرح. الأعياد الحقيقية هي اللحظات التي أقضيها معك. فأنا قبلك خريف مستمر يتشوق للربيع. وتبقي كل اللحظات مملة في غيابك. قبلك كنت أحسب أن الحياة مجرد أيام تمضي, وينتهي العمر. وحينما أقبلت في حياتي إكتشفت معنى السعادة وتفاصيل الفرح. وأن الحياة ليست جافة كما تبدو, بل لها طعم ولون وروح.
السعادة لا تصنعها الاحتفالات الصاخبة ولا الفلاشات السريعة. بل هي في الإحساس بالأمان والمشاركة مع الشخص الذي يخاطب الروح قبل الجسد. أنتظر دائما إطلالتك. نورا يضيء حياتي. بلسما ينسيني متاعبي. أحتاج إليك دائما. تأخذني إلى فضائك الحنون, وإلى عطائك الذي لايعرف الحدود. أنت الإنسان الذي يعرف كيف يتعامل مع كل تناقضاتي وتقلباتي. أنت الكيان الذي يستوعب ويسامح ويعطي.
التواريخ مجرد أرقام, والمناسبات هي محاولة لصنع الفرح. بينما أنت تصنع الفرح في أيامي, وتصبح اللحظة أكبر من المناسبة, وأعمق من الأرقام. حفلتي معك شريط مستمر واسثناء خارج المقارنات. حفلتي وهج من السعادة لاينتهي. وكل يوم معك هو ولادة جديدة لبدايات الفرح.
اليوم الثامن:
الفرح موجود بين أيدينا طوال السنة
لماذا نتذكر ذلك فقط في ليلة واحدة؟