يركضون، ويلعبون، ويستمتعون فلم يأخذ المرض منهم سوى عشوائية العصر الذي نعيشه في الصحة والغذاء وأسلوب الحياة، 30 طفلاً من أطفال السكري اجتمعوا في فعالية «أكلتي بيدي»؛ لتدريب الأطفال على إعداد وجباتهم وأطباقهم الصحية بأنفسهم، فكرة نظمتها مجموعة «كابتن ماما» بالتعاون مع أكاديمية الطهاة الصغار بجدة ورعاية إعلامية من مجلة سيدتي وحملتها «حلوين بدون سكر» لمرضى السكري.
الطبّاخون الصغار
اجتمع الأطفال حول موائد الطبخ المجهزة بكافة لوازم وأدوات العمل في مطبخ الأكاديمية، أعدوا وجباتهم الصحية من بيتزا وسلطة الفواكه بالشوفان والزبادي، كما تم توزيع قبعات الطباخين عليهم ليضيفوا بعض الرسومات بأيديهم، مما أعطاهم شعوراً بالفخر والسعادة بإنجازهم.
رغم أعمارهم الصغيرة إلا أن الوعي عال جداً
هذا ما أكدت عليه الشيف نورة إحدى المشرفات على الأطفال: «قد يبدو لنا أنهم أصغر من أن يتفهموا حالتهم الصحية، لكن أدهشني الإدراك والوعي لديهم وبما يجب تجنبه من الأطعمة، وأيضاً الرقابة الذاتية، فالأمهات لم يكنّ متواجدات، لكن كل طفل كان مسيطراً على نظامه الغذائي وحريصاً على ما يأكل»، وتذكرت الشيف في ذلك موقفاً من أحد الأطفال: «بعد إعدادنا للوجبات جاءتني طفلة وتخبرني أنها لن تأكل ما أعدت، فهو يحتوي على رقائق الذرة التي تعتبر مرفوضة ضمن نظامها الغذائي، هذا الإدراك منها رغم عمرها الصغير وتصالحها مع حالتها أسعدني كثيراً».
لا نهدف لعزل أطفال السكري عن المجتمع بل العكس
تحدثت إيمان عثمان، المدير التنفيذي ومؤسسة «كابتن ماما» لسيدتي عن الفعالية قائلة: «أردنا أن نجمع أطفال السكري مع بعضهم ليرى كل طفل من يشبهه بحالته ويكون ذلك محفزاً له بالتعايش والتصالح معها، ولا نقصد بذلك عزل أولئك الأطفال عن المجتمع والأطفال العاديين، بل بالعكس نحن نطالب بدمجهم وقبولهم في كل الأماكن والقطاعات كأطفال عاديين، لكن أعتقد أن أطفالاً كُثر بحاجة لرؤية مصابين بنفس أعمارهم لإعطائهم الأمل، فعلاً سعدت كثيراً بتعاون الأمهات مع أطفالهن بإحضارهم إلى الفعالية ومساندتهم وتشجيعهم، ونحن «كابتن ماما» بدورنا الأساسي في تثقيف ودعم الأمهات وجدنا أنه من واجبنا أن نجمع هؤلاء الأمهات ونوعيهم ونثقفهم بحالات أطفالهم وكيفية التعامل معهم».
الفعالية تهدف لتهيئة الأسرة للنظام الغذائي لطفل السكري
أكدت حنان كعكي أخصائية سكر أطفال بـ«كابتن ماما»، ومدربة معتمدة لمضخة الأنسولين أن الهدف من الفعالية هو تعليم الأطفال الاعتماد على أنفسهم بمساعدة أشقائهم في المنزل وتهيئة الأسرة والعائلة لنظام طفل السكري الغذائي، وقالت: «بما أننا في شهر نوفمبر وهو شهر اليوم العالمي للسكر قررنا أن نجمع أطفال السكر مع أشقائهم وأمهاتهم في هذه الفعالية؛ لكي تتهيأ الأسرة للنظام الغذائي الذي يجب أن يتبعه الطفل في هذه الحالة، وكما نلاحظ على طاولة الطبخ أن هناك أطفالاً مصابين مع أشقائهم الأصحاء يعاونونهم بإعداد الطبق الصحي المناسب لهم، وأيضاً استهدفنا فكرة أن يعتمد طفل السكري على نفسه بإعداد وجبته الخاصة».
سيدتي مع أمهات السكريين الصغار
• «حيسووا لنا الحفلة علشان إحنا مساكين» هذا ما قالته الطفلة ليندا التي لا تتجاوز خمس سنوات لوالدتها ليلى عندما عرضت عليها حضور الفعالية، وتقول أم ليندا لسيدتي: «أجبت ابنتي عند تهكمها عن الفعالية بأن هذه الفعالية ستقام لكم لأنكم أقوياء وأنكم في ظل خوف جميع الأطفال من الإبر أنتم لا تخشونها، ولأنكم أقوياء ستصنعون طعامكم بأنفسكم، بعد ذلك تحمست للحضور، وبالفعل لم أتوقع بأنها ستسعد بوجودها بين هؤلاء الأطفال، وأشعر بأن ذلك أعطاها دافعاً لتكون صديقة للسكري».
• بدور الزاحم أم غزل ابنة سبع سنوات تقول: «عرفتني صديقتي بـ«كابتن ماما» وأخبرتني عن الفعالية، وقررت الحضور مع ابنتي التي شاهدت مدى سعادتها بتعرفها على أصدقاء سكريين مثلها واستمتاعها بإعداد وجبتها الخاصة بنفسها، كما استفدت كثيراً مما قدمته الفعالية لنا كأمهات فقد سمعت معلومات من أمهات لأول مرة ساعدت بزيادة معرفتي بما يواجهه أطفال السكري».
• ضحى كركندي أم حمزة، أكدت أيضاً على استفادتها الكبيرة من المعلومات التي قدمتها الفعالية للأمهات وقالت: «تفاجأت بأن هناك الكثير من المعلومات لم أكن أعرفها، واليوم تعرفت عليها وسأباشر بإذن الله بتطبيقها؛ للمحافظة على ابني الذي استمتع اليوم كثيراً بصحبة أمثاله من السكريين لأول مرة وتجربة المطبخ الفريدة».
تابعوا المزيد من التفاصيل في عدد "سيدتي" 1815