أظهرت وثيقة عمرها أكثر من 60 عاماً، مدى حرص وزارة التعليم ومديريها على العملية التعليمية في السعودية؛ إذ يوجه فيها مدير التعليم في القصيم علي الحصين، مدير مدرسة في الرس آنذاك، بضرورة استئناف الدراسة، قائلًا: "حاولوا الدراسة ما أمكن ولو في أحواش المدرسة، على أن تتصلوا بمالك الدار للإسراع بترميمها".
وكانت مدرسة في الرس قد تهدم سورها نتيجة الأمطار، فخاطب مديرها إدارة التعليم لتعليق الدراسة بها، فرد مدير التعليم في 20 كلمة بإكمال الدراسة وعدم تعطيلها، حسب ما تداوله مغردون على تويتر، مشيرين إلى أن المنازل في ذلك الوقت لم تكن تنتشر لتبلغ الأودية والشعاب، والغرق قليل عكس ما يحدث من خطر في الوقت الحالي بعد أن أصبحت الشوارع مجاري للأودية والشعاب في بعض المدن.
فيما يرى مغردون آخرون أن تعليق الدراسة لم يكن وارداً في ذلك الوقت، حرصاً على العملية التعليمية واستمرارها.
وعلق التربوي السابق في تعليم القصيم سليمان الفايز على الوثيقة، قائلاً إن تعليق الدراسة ليس مضرّاً بالعملية التربوية، بل هو حماية للصغار من خطر الأمطار التي قد تطالهم، وسلامة طفل واحد في أي مكان من المملكة تساوي العملية التعليمية برمتها؛ فالسلامة أولاً وثانياً وأخيراً.
وأشار الفايز إلى أن تعليق الدراسة لا يمثل تعطيلاً للعمل التعليمي، ولا يصل تعليق الدراسة لكل منطقة 5 أيام، وهذا نادر، وبعض المناطق يمر العام من دون تعليق، لافتاً إلى أن المقارنة بالتعليم قبل نحو 60 عاماً مجحف؛ فعدد طلاب مدرسة في الرس في ذلك الزمن لا يتجاوز 20 طالباً. أما اليوم فيصل العدد إلى أكثر من 700 طالب في المدرسة الواحدة، وهنا يكمن الخطر.