يمتاز منزل الدكتور هاني شدياق الواقع في منطقة «الأشرفية» البيروتيّة برسوماته الجداريّة بريشة الرسّامة ومهندسة الديكور أدريانا حاج، ويطغى الطراز الريفيّ على أثاثه الذي تتخلّله لمسات كلاسيكية و«نيو كلاسيكية».
تطلّ الجدارية الأولى التي تصوّر مشهداً هادئاً من الطبيعة في البهو الداخلي ذي الشكل الهندسي المربّع، وتسمح مساحته الفسيحة بحلول الخشب البيج المشغول بأسلوب متقن على الجدران، فيما أرضيته مكسوّة بالرخام تؤطّرها زخرفة عسليّة اللون.
وإذ يبدو إلى يمينه مقعد خشبي يطغى اللون الأخضر الفاتح عليه، ثبتت فوقه مرآة مستطيلة ذات إطار خشبي مماثل للمقعد، تنسدل ستارة مزدوجة تجمع بين القماش القطني والشفّاف على واجهة زجاجية. هنا، يحتجب جهاز التدفئة خلف ديكور خشبي.
ولم تغب الرسومات عن السقف المشغول بالجصّ، فيما الإنارة مخفية.
دمج موفّق
تنفتح الصالونات على بعضها لتشكّل مساحة واحدة للاستقبال.
يتألّف الصالون الأوّل، من كرسي طولي كلاسيكي ذي إطار خشبي ناعم يكسوه المخمل الحريري الليلكي وطاولة خشبية بيضوية بنية ترفع غطاء من «الأورغنزا» وطبقاً من «البورسلان» ومقعد مفرد منخفض وآخر صغير. هنا، تلفتنا طاولة يزيّن سطحها رسم يدوي يصوّر مجموعة من الأزهار الملوّنة وأخرى صغيرة ريفية ترفع منحوتة مميزة و«فيترين» من الخشب البنّي الداكن.
وتزيّن الجدران لوحة تصوّر مشهداً من الطبيعة، تجاورها نافذة صغيرة تنسدل من أعلاها ستارة تمتاز ببساطتها وبلونها البنفسجي الهادئ، أمّا الديكور الخشبي الذي يشكّل خلفيّة لهذا المكان تحجبه عن البهو فقد عُلّق عليه «أبليك» كلاسيكي أنيق.
وفي الصالون الثاني، تبدو زاوية عصرية مريحة، إسبانية الطراز، وتتوسّطه طاولة مميّزة ترفع مجموعة من «الاكسسوارات» الملوّنة. وتحلّ على الجدار الرئيس المكسوّ بقطع من الحجر الصخري لوحة قديمة العهد ومرآتان أنيقتان، يقابله ديكور خشبي داكن يحمل الخزائن في قسمه السفلي تعلوها شاشة تلفزيون مسطّحة.
ويتضمّن الصالون الثالث كنبة كلاسيكية تنتمي إلى طراز لويس الخامس عشر وكرسيين مقشّشي الظهر و«باهو» جذّاباً بألوانه. أمّا
في الوسط فثمة طاولة كلاسيكية مذهّبة ومعتّقة ترفع منفضتين
قديمتين. وفي الخلف، يظهر ركن أنيق مخصص لتناول المشروبات يطغى عليه اللون العسليّ.
بساطة لافتة
تنفتح غرفة الطعام على أحد الصالونات الثلاثة، تمتاز ببساطة تصميمها الذي يميل الى الطراز «النيو كلاسيكي»، حيث طاولة خشبية مستطيلة ومتوسطة الحجم يرفع سطحها غطاءً يدوي الصنع تحوطه كراسٍ ستّة من الجلد البني. هنا، تجمع «الفيترين» خامتي الخشب والزجاج وتتصل بقطعة خشبية بعض الخزائن ، ويبدو «درسوار» عريض تتخلّله بعض الأدراج تعلوه مرآة عريضة ذات إطار خشبي رفيع. وتشكّل الشفرات الخشبية في السقف ديكوراً جذّاباً ينسجم مع الستارة.
ويطغى اللونان الأسود والأبيض على حمام الضيوف، ما يمنحه أناقة بالغة.
هدوء غرفة النوم
يعمّ الهدوء في أرجاء هذه الغرفة التي صممتها المهندسة أدريانا حاج بصورة تحقّق للمالكين الراحة التي ينشدانها بعد عناء يوم طويل، ويطغى الأزرق السماوي على أرجائها.
وسلّطت الإنارة من اتجاهات مختلفة على السرير المزدوج ذي الطراز الريفي والذي تمّ تعتيق خشبه الفاتح يدوياً بأسلوب فنّي متقن، فيما ظهره مرتفع يتوسّطه رسم للسماء. وتركن منضدة إلى كل جانب من جانبيه ترفع قطعة إنارة، فيما يتقدّمه مقعد عريض منجّد بقماش قطني أبيض.
ويحوط إطار خشبي السقف الذي تمّ رسمه بطريقة تخدع العين وتبيّن كأنّ المساحة مفتوحة على السماء. وتتداخل أبواب الخزائن وزوج المناضد مع الديكور المرسوم بشكل لافت على الجدران، فيما يكسو «الباركيه» الأرضيّة.
وثمة حمّام ملحق بهذه الغرفة، تظهر فيه قطع «البورسلان» ذات المظهر المماثل للحجر الصخري على الجدران، فيما سقفه قرميدي اللون. ويرتكز حوض المغسلة على قاعدة من الخشب ذي اللون العسلي الفاتح تتصل بمجموعة من الرفوف الخشبية.