كيف تتوقع مني أن أكون نفس الإنسان، وأنا الذي أعطيت الإحسان لأتلقى الإساءة، ومنحت العطاء لأفاجأ بالنكران. تعودت أن أعطي ولم أشتك، جعلت أولوياتي الغير، ثم أنا. قلبت كل المعادلات من أجل صنع السعادة للآخرين. وأتساءل هل كنت قاسيا على نفسي ظالما لها؟ أم أنني كنت محقا في خياراتي. وإلى أي مدى تتحقق العدالة في الحياة؟
أصعب إحساس حينما تشعر بأن من تراهن عليهم يراهنون على أنفسهم فقط، وأن ما قدمت وتقدم هو، بالنسبة لهم، شيء طبيعي ومضمون، وكأنك تعاقب لأنك عودتهم على العطاء. ولأنك جعلت من نفسك شمعة تحترق من أجلهم. لماذا يخلطون في مجتمعاتنا بين الطيبة والسذاجة. وهل حينما نتنازل عن حقوقنا نساهم في ظلم أنفسنا.
علمتنا الحياة أنه إذا أخذنا لابد أن نعطي. وأن يكون هناك ضمير داخلي يحاسبنا. من الصعب حينما يتعامل معنا الآخرون وكأننا من المسلمات. وكأن كل ما عداهم جزء من ممتلكاتهم. أسوأ الصفات البشرية الانتهازية. إنها اختطاف للبراءة واغتيال للنقاء.
تشعر للحظة أن المقاييس اختلفت، وأنك ربما كنت تركض في المسار الخاطئ. وترى الآخرين يتسابقون للحصول على الأكثر، ويختفون في لحظة العطاء. وتسترجع صفحات من الماضي لترى الأمور بشكل مختلف. لم تكن تصنفها آنذاك أنها تضحيات، بل ممارسة سلوك عفوي. والأصعب حينما تبدأ المقارنات.
ويبقى الأصل هو الذي يسود في مختلف الظروف. ومهما حصلت من متغيرات فلا يصح إلا الصحيح. الأتقياء هم الذين يملكون القدرة على رؤية الأشياء بألوانها الطبيعية. تجدهم سعيدون من داخلهم ، متصالحون مع أنفسهم. وسوف يبقى الأمل دائما مضيئا في فضاء حياتهم. مستبشرون بغد أفضل. واثقون أنه مهما حجبت السحب أشعة الشمس، فإن نورها سيشرق من جديد.
اليوم الثامن:
لا تندم يوما على العطاء
هو رصيد سدده لك الغير