عائلة إماراتية تهوى التحدي، يعشق أفرادها الطقس وتتبع السحب والغيوم، ولا يستسلمون أطفالاً وكباراً للمخاطر، إنهم علي سلطان المرزوقي وزوجته آمنة عبد الرحمن وأبناؤهما الخمسة، الذين اتخذوا من مطاردة الأمطار هواية لهم، فباتت كل إنجازاتهم محط أنظار وتشجيع من الجميع، فشكلوا فريق "أجواء"، لملاحقة الأمطار في الدولة وخارجها، وأبتكروا أول حقيبة مخصصة لمطاردي الأمطار، وكانت الأولى من نوعها في الوطن العربي، ومؤخراً اعتمدت وزارة الاقتصاد أول شخصيات تعليمية خاصة بالطقس في الشرق الأوسط، والتي قاموا بابتكارها.
الأب علي المرزوقي بدا متحمساً وحدثنا قائلاً "أجواء فريق لمطاردة الأمطار وتتبع الغيوم والسحب، وهي هواية معروفة في الدولة والخليج العربي، مكون من أفراد الأسرة وأصغر عضو فيه هو ابني عبد الرحمن الذي بدأ مطارداته في عامه الأول، ثم بدأ بالتصوير في عامه الثاني، حيث كان يستعير الكاميرا من أمه، ليلتقط صور الأمطار والغيوم، أما ابنتنا الكبرى مزون، فكانت من أصغر مطاردات الأمطار في الدولة، حيث كانت تشارك بصورها التي تلتقطها أثناء الرحلات في المنتديات، لذلك أطلقنا عليهم الخمسة لقب "مطاردو أجواء الصغار"، ونقوم بنشر الصور التي يلتقطونها أثناء المطاردات على مواقع التواصل المختلفة على صفحاتهم الخاصة، وقد حصل فريق أجواء على عضوية مجموعة «نظِّفوا العالم» بأستراليا، ومجموعة «Chasertv»، التي تهتم بالنشر المباشر لأحوال الطقس بأمريكا، وهو أول فريق يحصل عليها في الشرق الأوسط.
وأضاف المرزوقي: إن هذه الهواية قديمة، وجزء من تاريخ الأجداد والآباء، ونحن نعشق كل ما له رائحة وعبق الماضي، ونتمنى أن نحافظ عليه ويبقى له مكانة في قلوب أولادنا والأجيال الشابة.
عن شخصيات الطقس قالت الأم آمنة المرزوقي إن الفكرة بدأت عند دعوة عائلتها لمعرض الفرص التطوعية الأول، الذي أقيم في مركز رأس الخيمة للمعارض عام 2013، حيث لم يكن هناك ما يقدمونه للجمهور سوى صور وفيديوهات وأكواب، طبع عليها شعار فريقهم "أجواء"، وتتابع "فكرت في إيجاد شخصيات خاصة بالطقس تعبر عنا وتوضح للناس أهدافنا، ونشارك بها في المعارض التثقيفية والمدارس، وكافة الفعاليات الأخرى، وأعتقد أن هذه الشخصيات تمثل ابتكاراً مهماً في ظل التغيرات التي يشهدها المناخ وما يصاحبه من احتباس حراري وظاهرة «النينو»، وصممنا الشخصيات وتم تسجيلها واعتمادها مؤخراً من قبل وزارة الاقتصاد، ونتمنى أيضاً أن تعتمد من وزارة التربية والتعليم والمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل".
لكل منا شخصية
وأوضحت الأم أيضاً لسيدتي أن شخصيات أجواء التعليمية هي في الواقع تجسد أسرتها، وكل منهم له شخصية تمثله، وتعبر عن حالة أو ظاهرة من ظواهر الطقس، فالإعصار يمثله الزوج مطارد الأمطار علي سلطان المرزوقي، والشمس هي الأم، والابنة مزون هي الرياح، أما الثلج فهو الابن سلطان، وفاطمة تمثل شخصية الغيمة، أما قطرة الماء فهي الابنة غاية، والبرق هو الطفل عبدالرحمن، وقد قامت الأسرة بالاتفاق مع مدرسات العلوم في مدارس الأبناء للتعاون معهم، وستقدم الرسومات الفنانة الإماراتية آمنة الزعابي.
وتتابع الأم صاحبة الفكرة "بدأنا بإدراج بعض المعلومات عن مسميات السحب من خلال صفحاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر وانستغرام وواتس آب»، وبعد الانتهاء من إدراج المعلومات وأنواع السحب والثلج وغيرها، سنبدأ بعمل قصص مصورة عن المطر وكيفية نشوء الغيم بصورة محببة ومبسطة للأطفال وللكبار، وسنتطرق إلى المشكلات التي تواجهها الكرة الأرضية وكيفية إيجاد الحلول لها، لنساعد الأجيال الشابة ونقدم لهم طرقاً للحفاظ على الأرض، ونتمنى أن نجد راعياً لهذه الفكرة، لتظهر بشكل أفضل وتكون عالمية، كما أطمح في المستقبل أن يتم تنفيذ مسلسل كرتوني ثلاثي الأبعاد بعدة لغات، أو نتقدم إلى أحد مشاريع الشباب من أجل البدء في تنفيذ فكرة هذا المسلسل، وقد بدأنا في عمل حلقات كرتونية للشخصيات، ونبحث عن شركة تقوم بعمل رسومات ثنائية الأبعاد للشخصيات، تحتوى على الجد والمغامرات والمرح، حتى تصل المعلومات الطقسية للصغار والكبار بشكل سلس وممتع، ونسعى لأن تكون للشخصيات ماركة مسجلة إماراتية، ولها منتجاتها الخاصة بلغات متعددة.
رصدنا كوكب الزهرة
شاركت العائلة في مناسبات فلكية عدة، وأحبها إليهم كما قالت الأم هي رصد مرور كوكب الزهرة أمام الشمس، وقالت«قمت بهذه التجربة الممتعة مع الأمهات وطالبات مدرسة عائشة بنت عبدالله في عجمان، كنت أتابع إقتراب الحدث عن كثب، وعند إقترابه اقترحت على زوجي أن نقوم برصده، بعد الاتفاق بينه وبين مدير مركز أجواء، الإعلامي أحمد ناصر الطنيجي تمت الموافقة، وإتفقت مع صديقة العائلة إيني من هولندا، أن ترسل لي كمية من النظارات الواقية والمختصة في رصد كسوف الشمس، والأحداث المتعلقة بها، ثم جاء النبأ الذي بدد أحلامي، حيث قالت الجهة المختصة التي كانت ستتعاون معنا إن الوقت سيكون مبكراً وتخلوا عن الفكرة، وطلبت من زوجي أن نجرب نحن كفريق ولن نخسر شيئاً، وبالفعل تمت عملية شراء النظارات وتوزيعها، وقمنا بإعطاء مدير مركز أجواء 80 نظارة وضع عليها شعار المركز، و20 نظارة للأطفال حيث رفضنا إعداد المزيد خوفاً من عدم حضور جمهور كبير، وتطوع محمد سليم البلوشي من الفجيرة بتغطية الحدث هناك، وقمنا بتسليمه النظارات مع شرح عن الحدث النادر، وأكثر ما أفرحني أن العدد فاق ما توقعنا في الأماكن الثلاثة، حيث حضر أكثر من 200 شخص في رأس الخيمة.
تفوق أبنائي يساعدني
عن كيفية التنسيق بين المطاردات ومذاكرة الأبناء فقد شرحت الأمر لنا بقولها "عندي جدول يومي يعتمد على الإنتهاء من الواجبات والمذاكرة، وأولادي من المتفوقين دراسياً ومن الأوائل، وأحياناً نكمل المذاكرة في السيارة في طريقنا لمكان المطاردة، خروجنا للمطاردات يكون في فصل الصيف ومطاردتنا في الدولة أو في سلطنة عمان، بعد أن نعلم بوجود تكونات سحب في الأماكن المتجهين إليها، وعادة ما نصل متأخرين، لأننا ننتظر خروج الأبناء من المدارس، بعد أن أكون جهزت لهم ملابسهم وأغراضهم وطعامهم خاصة عندما نذهب لأخذهم من المدرسة، لننطلق فوراً.