يقول العالِم «جون موير»: «القدرة على الخيال تجعل منّا خارقين»، إحدى أنواع ذلك الخيال هي فكرة «آلة الزمن»، فقد أصبح السفر عبر الزمن إلى المستقبل طيفاً يداعب عقول البشر في صحوهم ومنامهم،
«سيدتي» استطلعت آراء الشباب والشابات حول خيالاتهم لما يتمنون حدوثه مستقبلاً، فكان التحقيق الآتي:
السياحة للكواكب الأخرى وسمنة متزايدة
بداية يرى معاذ عبد الحكيم،21 عاماً، طالب جامعي، أن المستقبل سيصبح مشرقاً وسيحمل الكثير، إذ ستصبح الحواسيب الآلية بأحجام صغيرة جداً، وسننتقل من دولة إلى أخرى بسرعة الضوء عبر أسطوانة زجاجية تحملنا إلى حيث نريد، وستُصنع ملابس تُعالج الأمراض سريعاً، كما ستكون الكهرباء لاسلكية وتختفي الأسلاك من حياتنا بلا عودة، وستُصبح السياحة إلى الكواكب الأخرى هي السياحة الرائجة، وستتواجد السيارات الطائرة، كما أنّ البشر سيزدادون قصراً وتكثر السمنة.
أفراح افتراضية، وبرمجة برمش العين
وتقول هيفاء أحمد، مبرمجة حاسب آلي، 27 عاماً: «أعتقد أن التطور سيكتسح المناسبات والأفراح وسيصبح حضورها افتراضياً، ستتقدم البرمجة بخطوات مهولة، وتصبح عملية تخاطر ذهني بين عقول فريق من المبرمجين، وتُترجم مباشرة دون تدخل بشري، وقد تصبح البرمجة برمش العين يوماً ما».
عازف بيانو شعره الأطول من نوعه، ولا فرق بين الرجال والنساء
أما الكاتب والعازف الموسيقي «علي البوري، 35 عاماً» فيملك حساً خيالياً وواقعياً في الوقت ذاته إذ يقول: « ستصبح الموسيقى قائمة على التسجيلات الإلكترونية والعزف على الألواح الإلكترونية، سيذهب جزء من البشر إلى المريخ وسينتحرون بعد بقائهم هناك، سترتفع درجات الحرارة بمعدلات خيالية، سيخترعون عازف بيانو إلكترونياً شعره هو الأطول من نوعه، لن نحتاج إلى السلالم أو المصاعد، حينها سنكون قادرين للوصول إلى المكان الذي نريده بكبسة زر، ولن نفرق بين الرجال والنساء سيكونون متشابهين إلى حد كبير».
منبه خيالي، ووجبة بكبسة زر
وتخبر «فاطمة إحسان، متخصصة في علم النفس، 24 عاماً» عن بعض من ملامح رحلتها الخيالية إلى المستقبل «المنبه سيكون مزوداً بالعديد من الخيارات، فقد تختار حاسة البصر فيُصدر حزمة موجات ضوئية تتسلط على عينيك، وقد يكون بحاسة الشم كرائحة الفطائر المحلاة بالشوكولاتة، وفي المطبخ ستصبح الخزانة والطاولة مزودة بأزرار جانبية تعرض لائحة خيارات الوجبات.
بشر يشبهون الكوريين، ومصممو أزياء آليون
وتعتقد «نورا الغانمي، 19 عاماً، طالبة جامعية» بتحقق الكثير من الأمور التي نراها من المستحيلات اليوم، إذ تقول: «سنجد آلات تساير درجات حرارة أجسادنا، ومواد استشعار تهتم بنا؛ لكي تقوم بتكييف كل ما يتلاءم معنا فمثلاً تقوم بتبريد الماء أو تسخينه أوتوماتيكياً حين الاستحمام، وسنجد خزانة كتب تخبرنا بآخر كتاب تمت قراءته، وسنرى سيارات تسير بالطاقة الشمسية وسيتم الإعلان عن أشهر مصممي الأزياء من الروبوتات.
سنرى الدولة المجاورة بمنظار
ويسرح «هشام كرم، 45عاماً» في خياله فيقول« سيصبح من السهل تعديل جسد الإنسان إلكترونياً وإشعاعياً في دقائق معدودة، وسيصبح عدد البشر أكثر، وسيصبح بالإمكان تحديد شكل الجنين وحجمه، كما سنرى معالم الدولة التي بجوارنا بمنظار فقط ».
التجميل بعقاقير أو شراب، ونساء أكثر خجلاً
ويرى «عبدالله علي، 22 عاماً، طالب في كلية الإدارة: «سنتخلص من عمليات التجميل، فيصبح التجميل بعقاقير أو شراب، وستصبح الحروب على المجرات وليست على الأراضي فقط، وستكثر الروبوتات «الأشخاص الآليون»، كما سنرى نساءً أكثر خجلاً».
سوار للتحكم بمزاج الرجل
بينما «فاطمة أحمد، 30 عاماً، موظفة»، ترى أنّه قد يتم اختراع أسورة تستطيع التحكم بأمزجة الرجال، تتوفر بأربعة ألوان، الحمراء ليكون حنوناً، والبيضاء لتمده بالحب والصبر، والخضراء لتلبية الطلبات والزرقاء لجعله أباً مثالياً.
الرأي الاجتماعي
يحدثنا الدكتور «ماجد قنش، مستشار أسري واجتماعي» عن الرأي النفسي والاجتماعي حول هذا الخيال فيقول: «الخيال قوة عظيمة في النفس البشرية، وتنمو به أجزاء الدماغ، فالشخص المبدع والناجح لابد أن يُشكّل الخيال 90- 95% من حياته؛ كي ينجز مهامه اليومية ويتطلّع إلى المستقبل، فالخيال يرسم الابتسامة على وجه الفرد ويُشعره بالطمأنينة والأمان بحصوله على الأفضل، وتذكر الدراسات العالمية أن الطفل يملك قوة خيال تصل إلى 98% منذ السنة الأولى وحتى السابعة من عمره، وحين ارتياده إلى المدرسة والحياة الاجتماعية ينخفض الخيال لديه ليصل إلى 2% فقط وذلك بسبب قمع قوة الخيال في هذه المرحلة، ويكمل «غالباً من يملكون خيالاً واسعاً هم من يملكون ذكاءً حسياً وجدانياً، وخيالات الشباب غالباً مُنصبّة على أحلامهم ورغباتهم الداخلية وتختلف من شخص إلى آخر، إضافة إلى بعض الأمور التقنية والفنية التي قد تساعدهم في حياتهم، ولا يصبح الخيال أمراً سلبياً إلا إذا كان المُتخيل شخصاً متشائماً فيتخيل أموراً سلبية مستقبلية.
حقائق عالمية
لم تعد تلك الاختراعات والأمور التي ذكرها المشاركون في هذا التحقيق صعبة المنال، على سبيل المثال تلك العدسات التي قد تقوم بتغيير ملامح من تحب لتبدو متطابقة مع أحلامك، والشارات الإلكترونية التي تقوم بالتواصل مع جميع الشارات في المناطق السكنية التي تحيط بك كي تجذب إليك شريك حياتك وفقاً للمتطلبات التي قمت بتحديدها، وكتاب الطبخ الثلاثي الأبعاد كالمجهر الذي يُظهر الوصفات بآلية الإسقاط «Projected» على السطح وسيجمع بين الحداثة والعصرية.
وفي المجال المهني سنرى الكثير من الروبوتات الآخذة في الانتشار منذ الآن، سنرى المزارع الذي صممه المخترع الهندي في سنغافورة Prithu Paul والذي يعمل في الظروف المناخية القاسية ويحوي كاميرا ليلية وجهازاً لتحديد المواقع.
أضف إلى ذلك خلايا النانوبوتس تلك التي تقوم بعمل الدواء الذي يسبح ليغدق على الخلايا المعطوبة في الجسد بإصلاحها والتي يعكف العلماء حالياً لتطويع استخدامها للقضاء على الخلايا السرطانية.
إحصاءات
بعد استطلاع قامت به «سيدتي» لعدد 124 شخصاً من مختلف شرائح المجتمع، ترصد فيه توقعات الجمهور حول أبرز 3 خيالات يتوقعون وجودها مستقبلاً، كانت النتائج كالآتي:
54 من المشاركين يرون أن أكثر ما سيتواجد مستقبلاً هو سهولة الانتقال من دولة إلى أخرى بكبسة زر، وصوّت 35 منهم على أن التجميل سيتطور ويصبح تغيير الشكل بالعقاقير فقط، في حين تخيّل 25 من الأفراد أن الأشخاص الآليين سيكثرون في الأرض، وكتب 10 من المشاركين أموراً أخرى متفرقة يتوقعونها، أغربها ما ذكره أحدهم «إمكانية التواصل مع الأموات».