سهم كيوبيد..

من لهم أثر

للذاكرة ركن احتواهم
رغم أن القبور منزلهم
كيف أن من البشر أناس يتحركون من حولنا ونراهم وكأننا لا نراهم
كيف أن هناك أناس ليسوا معنا «في القبور»، وفي كل خطوة نخطوها نشعر بأنهم معنا قلبًا وقالبًا
أستغرب كيف لكيان غائب أن يتحول إلى جسد وروح
كيف لكلماته أن تحيا بوجوده وحتى بعد رحيله
كيف خاطب أجيالاً  كان ويكون وسوف يكون
كيف يقال إن لكل جيل  فكرًا يميزه عن جيل آخر، ويبقى فكر ذلك رغم اختلاف الحضارة!
 كيف حطم كل القيود ودخل للقلوب واحتوى العقول
كيف لكلماته التي تحمل نفس حروف لغتنا ونفس الكلمات  لذة نغم وطرب
كيف لها حكمة وعِبر
كيف لها موطن
كيف لها نور.. كيف لها عبق الزهور!

ولاء محمد العبسي – اليمن

 

كم وكم!

كم رغبنا..كم تمنينا..كم حلمنا وشئنا وشاء الهوى أن نلامس أطراف الفرح بأطراف أعيننا كي نعيش؟؟
كم صبرنا..كم تحملنا وتخطينا آلامنا..كنا نرى بعين ونغفو بالأخرى كي نعيش،
وها نحن معا..تؤخذ من داخلنا الحياة؟!
ها نحن حبيبي..نهدي للعالم أجمل معانٍ..حبيبي..رغم السنين التي قضيتها معك، ورغم كل ما قيل..هناك الكثير، كلامي لم ينته، وحروفي لها في أوراقي مساحات، سأكتب لك عمرا جديدا وأغنيك في أيامه؛ كي تعيش. 

   
shosho



سهم كيوبيد..

كيف تمكنت بوقت قليل أن تلعب لعبتك وتغادر.. بأي سهم أصبتني؟ أكان السهر والشوق يرافقانك في كل مكان مثلي؟ والحنين يقتلك والأمل يتخبط مابين وجود وتلاش.. والناس أيضا يتهمونك بالجنون وأنك تنتحب طوال الليل مثلي؟
أكان طيفي يلاحقك كما طيفك الآن لا يغادرني؟ أنا أيضا أشتاق بجنون ولا أملك شيئًا..أحبك كما قالها العشاق وأكثر، أحبك كما قتلت هذه الأحرف المجانين.
لا جدوى مما نعانيه..كان واضحا من البداية طريقنا.. أيمكننا التحايل على قدرنا،
والسير دونما نظرة خاطفة إلى الخلف..أم أن هوانا لا يختلف عن هوى  غيرنا.. بقصص الحب الحمقاء ذاتها!

إيمان عبدالله –السعودية

 

خيالي العذب

أترقب لحظات مجيئك وأنتظرك بفارغ الصبر، وأتساءل عنك دوما، أتوق إلى صوتك.. ذاك الصوت الذي يسري بي إلى عالم لا أريد مفارقته، ارتياحي إليك يزيد تعلقي بك أكثر.. تذهلني أفكاري عندما تكون أنت بطلها، عندما يكون المستحيل ممكنا فقط في أحلامي معك، ما أجملك عندما تتحدث إليَّ تشدني إليك، قوة لا أستطيع الفرار منها، بل أكمل وأكمل وأنا تحت سيطرة قوتك، مما يجعلني أهيم بك شوقا وأطير فرحا، أريدك أن تصبح حقيقة وتكون لي أنا وحدي لأستطيع أن أنقل خيالي إلى واقعي وتكون أنت بطل حياتي، عندها سوف تكون ملكي، ولن تستطيع الفرار، سوف يكون مسكنك عيوني، وتأكد أني سوف أغلقها عليك جيدا، وأخيرا سوف يهدأ بركاني، وأغفو وأنام وأحلم بك لأجدد ما مضى من أحلام.

فطامي – الرياض

هناك أمل

 مازلت مصممة على أن المشاكل تلقى أبطالا يحلونها، كما والثورات تلد زعماء يورثونها، والأمراض تكشف عن لقاحات وأطباء يعالجونها، والدراما بدموعها وآهاتها تنجّم أبطالها! وبدون الأحزان لما عظمنا الفلاسفة والمفكرين والأطباء النفسيين! وبيوت المحامين ووكلاء النيابة وآلاف غيرهم... أليست مفتوحة بسبب القضايا والمحاضر والجنح والجنايات؟ وأين يعمل الصحفيون والإعلاميون بدون وجود مشاكل؟ وبدون المشكلة والعقدة والحبكة والحل.. لا وجود لروايات وروائيين! وبدون فيروسات لن يوجد مشافي ولا «فايزر» ولا شركات «أنتي فايرس» تروج لبرامج السيفتي!
ولولا فقدان البصر لما حمل طه حسين عمادة الأدب العربي! ولولا الصمم والبكم والعمى ما اخترعت «هيلين كيلير» طريقة «برايل» التي أضاءت نور العلم، وأعطت لملايين من فاقدي البصر أملا في التعلم والقراءة.
كما أن «عقدة نقص» لعدد من الشهادات التي يعلقها سواه على حوائط المنزل دفعت العقاد لاستكمال التعمق في العلم، بل كانت أهم سبب لفت إليه نظر صفوة المفكرين الذين رفعوه لمصاف العباقرة الذين كتب عنهم!
هناك مساحة لتلوين حياتنا بالفرح إذا تعلمنا كيفية خلط الألوان في حياتنا، أو على الأقل تقبل هذه الألوان في دنيانا.
 مازالت الحياة مستمرة، ويقال لي إذا كنت فقدت عمتك فاحمدي ربنا أنه عوضك بابنتك، فمازال الأمل موجودا والحزن مثل الليل يطلع عليه النهار يفرحه،
ومع ذلك الفرح لا يمحي الحزن من الوجود والعكس صحيح، فهما وجها عملة والحياة تستمر.

داليا الحديدي – قطر

في الحب

تخافين الموت في الحب حبيبتي
ترهبين النور في الظلمات حبيبتي
فكيف لي أن أقرأ عباراتي؟
حبيبتي، إن قلت لك تكفي نظراتك
تكفي همساتك ورنات نبضاتك بأن
أحيا في نعيم وأغاني الحب في نبضاتك
لا تصدق!
إن قلت لك تكفي الهمسات لأعيش
معنى الكلمات
واللحظات لأغوص في بحرك وأنام
لا تصدق!
ويا للساعات تأسر الساعات
تعالى نرفض الظلمات
ننبذ الدستور
نبحر في عالم قانونه الفوضى
وشريعته الحب
ومساره الحرية
فلسنا نشرب الأفيون
ولسنا نرتل أمورا سياسية
فتعالي حبيبتي لم يعد في قلبي صبر ثانية

عائشة العلوي عزيزي
 
مراحل

كانت طفلة صغيرة تملك قلبا كبيرا، لا يعرف الحقد ولا الكره، ولديها شفاه وردية صصاللون، لا تعرف إلا الضحك والفرح، وعين لا تعرف البكاء وإذا بكت فإنها تبكي على لعبتها أو طعامها، وبعد أيام وسنين الطفلة الصغيرة أصبحت مراهقة تحب أن تكون جميلة محبوبة من الجميع، وتضحك لكنها تبكي على فراق صديقاتها أو على مدرستها، وأتى اليوم وأصبحت امرأة في سن الرشد وأصبحت متزوجة ولديها أطفال، وكان كل همها الحفاظ على بيتها ومستقبل عائلتها، وكانت تحزن على
حزن أولادها وتخاف على زوجها، وكانت تعتقد أنها تعلمت كيف تمشي الحياة، وهذا كان اعتقادها.
ولكن بعد أن أصبحت امرأة عجوزًا كان كل اهتماماتها وخوفها أنها كيف ستموت أو متى؟ وأيضا عرفت أن اعتقادها القديم كان خاطئا وأيضا عرفت أن كل يوم يأتي في هذه الحياة تتعلم درسا لن تنساه، وكانت تقول لأولادها وأحفادها: (إذا أخطأتم يوما ما فتعلموا؛ لأن الحياة ليست كالمدرسة)، وتوفيت هذه الطفلة والمراهقة والمرأة والعجوز، ذهبت وعرفت أن الإنسان كان يعيش في مدرسة اسمها مدرسة الحياة.

مرام حسام كحيل – جدة