تقول الإحصائيات إن هنالك عدداً لا يستهان به من اللندنيين، الذين يتركون مهمة التسوق لأعياد الميلاد ورأس السنة حتى الأيام والساعات الأخيرة. وهذا ما يفسر الزحام الشديد والطوابير الطويلة في محطات المترو القريبة من الشوارع التجارية اللندنية، كلما اقتربت أيام الأعياد، حيث يستغرق الانتظار أحياناً أكثر من ربع ساعة؛ من أجل إيجاد موطئ قدم لتخطي بوابة محطة المترو فقط، وخاصة في شارع «أوكسفورد ستريت».
هدية لك وأخرى لأحبابك
وفي هذه الأعياد أمام كل لندني ثلاثة برامج للشراء: أولاً للبيت ونعني به الديكور والزينة والشجرة، وثانياً للأهل والأصحاب ويتمثل في شراء الهدايا التي توزع عليهم في هذه المناسبة، وثالثاً للشخص نفسه حيث تبدأ رحلته الخاصة لشراء الثياب والعطور والإكسسوارات؛ من أجل التزيّن لاستقبال العيد، خاصة وأنه يتزامن مع حلول فصل الشتاء. ولعل اختيار الهدايا للأهل والأقارب هي الأصعب مادياً؛ لأن على اللندني أن يوفر ميزانية معقولة لشراء ما يرضي الجميع وخاصة الأطفال الذين لهم حصة الأسد دائماً، وعليه أيضاً أن يقوم بجولات في الأسواق والمتاجر لمرات عديدة؛ كي يحصل على ما يريد وأن يتابع أخبار التخفيضات والتنزيلات التي تروج لها القنوات التلفزيونية بشكل ذكي هذا مع الاستعانة طبعاً بمواقع البيع عبر الإنترنت، والتي تعد زبائنها بإيصال هداياهم قبل الكريسماس، وهي غالباً ما تفي بوعودها؛ حفاظاً على سمعتها بين المستهلكين.
كايلي مينوغ تضيء زينة الأعياد
وعموماً فإن التخطيط للاحتفال يتعلق بشكل عام بشخصية الإنسان نفسه، فالمرتّب والمنّظم يبدأ استعداداته منذ أواخر شهر نوفمبر\ تشرين الثاني، وصاحب النزعة اللابالية يجد نفسه يسابق الوقت، وهذا ما يفسر ازدحام الشوارع التجارية بمتسوقي الأيام الأخيرة. ولعل أول إشارة لبدء الاحتفال هنا في لندن هي في نصب أشجار الميلاد وإضاءة الشوارع، والذي يبدأ عادة في الأيام العشرة الأخيرة من نوفمبر\ تشرين الثاني. وتتوالى بعدها خطط الإضاءة للمتاجر الكبيرة («هارودز» و«سيلفريجز» و«هاوس أوف فريزر» و«جون لويس» و«ليبرتي» وسواها)، والتي تستخدم مئات الآلاف من المصابيح كل عام؛ من أجل تحويل بناياتها وواجهاتها إلى شعلة متوهجة من الأضواء، وقد تولّت النجمة «كايلي مينوغ» مهمة إضاءة الزينة الرئيسية في شارع «أوكسفورد ستريت» لهذا العام، وكانت عبارة عن كرات ذهبية وفضية تشبه حبات الثلج المتساقطة من السماء.
موقع «سيدتي نت» يتقدم للقراء بأجمل الأمنيات في العام الجديد، ويأخذكم في هذه الرحلة المصورة؛ للتعرف على أحوال أهل لندن، وهم يستقبلون عام 2016.
