نداء صامت

 

هل تسمع ندائي. هل تدرك ما يختلج في داخلي من مشاعر، وما يثور في عالمي من تساؤلات. ما أصعب أن تفقد الكلمات بريقها وتصبح الابتسامات مجرد خطوط باهتة نرسمها قسرا على الوجوه. ماذا تعنى كل هذه الأضواء وهذه الألوان ما دام الإحساس بها مفقود؟ تدرك طول الزمن وملل الساعات حينما تتجرد اللحظة من المشاعر، ويصبح الوقت مجرد شيء عابر، نحسبه بالأرقام وليس بالإحساس. ندرك هذه الحقائق ونتحاشاها. شيء ما يبعد المسافة ويبني الحواجز. وردنا هو التجاهل واستخدام الصمت كلغة للتحاور.

أستعيد التاريخ وأرتكن إليه. يصبح سلوتي في يومي. الجأ إليه ليلغي جفاف اليوم بندى الأمس . حينما نهرب من يومنا ونمضي خلسة إلى الذاكرة، يكون ذلك مؤشر يكشف صعوبة الحاضر، ويرسخ حقيقة روعة الماضي. ولكن هل يصبح الرحيل للماضي حلا. وإلى متى؟. مهما حاولنا السير عكس التيار فإن حقائق الواقع تفرض نفسها. أفتقد فيك ذاك الحنان. وأشتاق فيك ذاك الإنسان. مسافات تخلق بيننا. وسيل من الأسئلة ليس لديها أجوبة، ليس لانعدام الجواب، وإنما لأننا اخترنا لها الاختباء وبقيت في ظل السكوت.

جمال الحياة ليس في بهرجها، ولا في مظاهرها. كلها تصبح هامشية في لحظة الحقيقة. لذة الحياة في إحساس صادق يرويك من شهد الحياة أجملها، يحميك من تقلبات الزمن، ويمنحك الأمان. تصغر كل الأشياء مهما كانت، إذا افتقدت من تحب. وتتحول أبسط الأشياء إلى عالم فسيح، في وجود من يشاركك معنى اللحظة. وأنا معك قصة لم تكتمل وحروف ناقصة، تكتمل بوجودك، وتعيش نبض الحياة بحنانك. اشتقت أن أكون أنا، فهل تعود إليَ؟

اليوم الثامن:

متى ما صادقنا الذاكرة

فنحن اخترنا الهروب

وقررنا مخاصمة الواقع