يدير المصمّم البريطاني جاك سولومون مؤسّسة "سولومون أند وو المحدودة" Solomon & Wu ltd. ومنذ أن درس النحت والفلسفة الجمالية في جامعة لندن، شرع بحماس في تحقيق رغبته بإنتاج أفكار مبتكرة للتصميم الداخلي، فاختار القوالب المعمارية ذات الطبيعة الدقيقة التي لم تشهد تطوّراً منذ ما يزيد عن 100 عام!
* ترتكز تصاميمك على القوالب المعمارية المعاصرة. من أين تستوحي إلهامك؟
_ أتأمّل القواعد التي وضعها النحّاتون والرسّامون، محاولاً تطبيقها على القوالب. وفي هذا الإطار، أنا مهتمّ بالحركات الثقافية السيادية والبنائية التي أثّرت على التصاميم، وكذلك في المدرسة التكعيبية. ولعلّ المثير للاهتمام هو كيفية تطبيق أسلوب محدّد لصيغة القوالب التقليدية، فأحياناً تكون النتائج رائعة، وأحياناً بكل بساطة لا تبدو موفّقة!
* يذكر الموقع الإلكتروني الخاص بمؤسستك "سولومون أند وو" أن هدفك هو إيجاد قوالب تنتمي إلى العالم الذي نسكنه اليوم. هل هذه طريقتك الخاصة في إبقاء الناس على اتصال مع عالمها المعاصر؟
_ أعتقد أنه من المهم أن يعيش الناس في العصر الخاص بهم، فهذا يعطي معنى للسياق والاستمرارية. وبما أني أتحدّر من "انكلترا" حيث يفخر الناس بقوالبهم الجورجية، أشعر أنّه يجدر بهم أن يكونوا أكثر فخراً بقوالب القرن الحادي والعشرين التي تتصل بجمالية وقتنا الحاضر. قد يبدو معنى كلامي أكثر قسوة مما أقصده، ولكني أعني حقاً أن علينا الاحتفاء بعالمنا المعاصر!
* هل تحاول جذب الاهتمام، من خلال تصاميمك، إلى أصغر التفاصيل مثل الأفاريز؟ وكيف تؤثر هذه التفاصيل البسيطة على النتيجة النهائية للتصميم؟
_ لا أحاول جذب الاهتمام إلى التفاصيل الصغيرة، لأني أشعر أنّه عليها أن تكشف عن نفسها كجزء من ديكور الغرفة. ومعلوم أنّه لا يمكن في البداية ملاحظة كل التفاصيل، إذ لا تدرك الحلية المعمارية التي لا تمثّل شكلاً تقليدياً سوى عند النظرة الثانية أو الثالثة، وحينها تصبح الغرفة أكثر ثراءً بقليل بهذا الاكتشاف! وفي هذا الإطار، أتذكر تصميمنا الأول حين دخل العميل ولم يلحظ الإطار الخشبي المقولب حول الأبواب والنوافذ إلا بعد 20 دقيقة، بعد أن عملنا عليه لمدّة أسبوع. وكانت تلك لحظة عظيمة بالنسبة إلي، فالقولبة ليست شبيهة بلوحة أو مقعد جميل، بل تشكّل جزءاً من نسيج الغرفة.
* يبدو أن الجمع بين الطرازين الكلاسيكي والمعاصر هو سرّ النجاح في عالم التصميم. هل تتبع اتجاهات الموضة بشكل عام، أم تفضّل أن تكون الكلاسيكية مرجعك؟
_ أبقي الصيغة الكلاسيكية مرجعي، ولكنّي أحاول تطبيق الأسلوب المعاصر، إذ من الصعب تغيير بعض الأشياء كالنسبة والحجم، إلا أنه يمكن التلاعب بالنمط والإيقاع في إطار معايير محدّدة لإنتاج قوالب جديدة تماماً.
* حدّثنا عن مشاركتك في معرض "انتيريورز الإمارات 2011". وماذا تعني لك الثقافة الشرق أوسطية؟
_ سعدت للغاية بتلقّي دعوة للعرض في "انتيريورز الإمارات 2011 "، علماً أني معجب بالتراث المعماري والفني للمنطقة وتبهرني بعض المباني المعاصرة التي لا تقطع الصلة المباشرة مع الفن المعماري التقليدي. وفي هذا الإطار، سأغتنم هذه الفرصة لزيارة متحف "اللوفر" ومسجد الشيخ زايد في "أبو ظبي". وتشكّل ثقافة الشرق الأوسط جزءاً من العمليّة التي قادتني إلى البدء في هذا المجال، خصوصاً من خلال بعض القوالب المدهشة والتي تبدو بتصاميم هندسية عصرية للغاية في الغرف الفارسية التي يحتضنها المتحف البريطاني. وأعتقد أن السبب الرئيس الذي دفعني للمجيء إلى معرض "انتيريورز الإمارات 2011" هو الشعور المحبّب الذي تشيعه الثقافة في الشرق الأوسط والتي لا تخشى من تحديد هويتها بطريقتها الخاصّة!