عدم تطبيق إجراءات السلامة على حافلات المدرسة، وانعدام الرقابة فيها أمرٌ كفيل باستمرار المآسي التي يذهب ضحيتها طلاب وطالبات في عمر الزهور.
وأخيراً وبسبب الإهمال وعدم التيقظ من قبل سائق حافلة في قرية «الوسقة» بمحافظة الليث، لقيت الطفلة تمارا (8 أعوام)، مصرعها دهساً، ليعمّ الحزن في عائلةٍ كانت مفعمةً بالروح.
أحمد البركاتي والد «تمارا» يروي لـ«سيدتي» تفاصيل الحادثة قائلاً: صباح الأربعاء استعدت ابنتاي «تالا» و«تمارا» للذهاب إلى المدرسة، فحملتا حقيبتيهما، وجاءتا إلى المجلس الذي كنت أجلس فيه، فأخذتا مصروفهما وقبلتاني وخرجتا فور سماعهما صوت الحافلة.
وقف سايق الحافلة في الموقف المعتاد، فصعدت «تالا»، وحينما همّت «تمارا» بالصعود واضعةً قدمها اليمنى لم ينتظر السائق أو بالأصح لم يرى بأنَّ هناك فتاةً أخرى ما زالت تريد الصعود، لتسقط «تمارا» ويدهسها، لأركض أنا ووالدتها باتجاهه لكي يتوقف، لكنَّه لم لم يسمعنا.
واضاف بحزن: كل ذلك حصل أمام عيني أنا ووالدتها، ابنتي تسقط هي وحقيبتها على ظهرها، وتدهسها الكفرات، وينقسم رأسها نصفين أمامي، قلبي انفطر لهذا المنظر.
بعد الحادثة
ووصف ردة فعل إدارة التعليم بالباردة وعديمة الإحساس، قائلاً: الإدارة لم تعزيني، ولم تقف إلى جانبي في مصابي، وحتى الحافلات لم يوقفوها، ولا يوجد أي اهتمام وكأنَّهم قاموا بدهس «عنز» أو «قطة» وليس فلذة كبدي.
ورفع والد «تمارا» الأمر إلى إدارة التعليم، وتواصل مع المشرف ولم يتجاوب معه أحد، وذهب إلى متعهد الحافلات ولم يلتفت إليه أحد، وقالوا له: «إن أردت تعويضاً نعطيك»، لكنَّه أوضح أنَّه لا يبحث عن التعويض، وإنَّما عن أسباب هذا الإهمال، متسائلا: كيف لحارات عشوائيَّة أن أن تساقبل حافلة بطول 12 متراً مخصصة للنقل الدولي لنقل الطالبات، والسائق الذي يقودها بلا رخصة، ومريض نفسي بسبب طرده من العمل.
ووجه تساؤلاته لشركة الحافلات ـ تحتفظ «سيدتي» باسمها ـ كيف يتم توظيف سائقين مدمنين ضائعين ضعاف نظر وغير آبهين بسلامة الطالبات، أصبحت سواقة فهل أصبحت مهنة الحافلات مهنة لمن لا مهنة له؟
مطالبات واقتراحات والد «تمارا»
طالب والد «تمارا» عبر «سيدتي» بمعاقبة إدارة تعليم الليث وشركة الحافلات، وإلغاء العقد، واقترح توفير حافلات صغيرة لنقل الطالبات مع وجود مرافقة تحرص على سلامة الطالبات لدى صعودها وحتى نزولها.
وحاولت «سيدتي» التواصل مع مدير التعليم بمحافظة الليث، الأستاذ مرعي البركاتي، لمعرفة موقفهم إزاء حادث دهس الطفلة «تمارا»، التي سبقها حادثة دهس الطفلة «الين»، لكننا لم نجد رداً حتى كتابة هذه المادَّة.