تطرق الزوجة باب غرفة النوم وهي تحمل صينية)
- لا تفتحي الباب، فالأشعار في جسدي جن يعذبني.
- الشاي
- اذهبي الآن. إني أصارع الشعر
- وهل هذا وقت مصارعة؟ هذا وقت الإفطار
قلت لك اذهبي. لا تعطليني، لابد أن أصرعه قبل أن يصرعني!
يا رجل اعقل واشرب الشاي، كل السندوتش وارتد ملابسك وتوكل على الله.
لن أذهب للعمل اليوم..
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
بسم الله الرحمن الرحيم. ما هذا الرطان السورياني؟ أهذه لغة -اللهم احفظنا- الجان؟
نعم نعم، أجل أجل، تمام تمام.. هذا هو المطلع. الشطرة الأولى من البيت الأول...
مطلع؟.. بيت؟. أتصف عنوانا؟ هل معك أحد؟ قل! رجل أم امرأة؟
(تحاول فتح الباب، تجده مغلقًا من الداخل، تعالجه بعنف وقد بدأت ترتاب وتغضب)
افتح هذا الباب حالا!. وإلا سيكون يوما عاصفا على دماغك!
- (يبدأ إنشاد القصيدة)
سبحان من صاغ هذا الحسن يا جسدا
كأنه الورد أما الروح عطر الوردْ!
افتح الباب يا رجل يا شائب يا عائب
(يستكمل الإنشاد غير منتبه)
الياسمين جمال منك مصدره
والفل فيك ومن فيك يكون الشهدْ
من هي هذه الـ... التي تكلمها؟
افتح الباب!
- مستفعلن فاعلن... ماذا تريدين يا ولية؟
أخرجتني من حالة التركيز
وتريد أن تركز أيضا؟! أما أنت رجل صفيق! افتح الباب وإلا فتحت رأسك!!
(يفتح الباب. شعره مهوش، يرتدي فانلة داخلية وبنطلون بيجاما. حافي القدمين. تدفعه هي وتقتحم الحجرة. لا تجد أحدا).
أين تلك الـ...؟ لا أحد. من كنت تكلم إذن (متأملة لأول مرة) وما هذا المشهد المخيف الذي تطالعني به؟ ألا تستطيع أن تمشط شعرك وتغسل وجهك على الأقل؟
لم يعطني الجن فرصة!
بسم الله الرحمن الرحيم. عدنا لهذه السيرة التي تكهرب الجسد؟!
أقصد لم يعطني الشعر فرصة
ألن تكف عن هذا الداء؟ هذا العبث الطفولي؟! وفي مثل سنك؟ وأنت رجل مدير، قد الدنيا.. هيا اذهب لترتدي ملابسك
لن أذهب للعمل اليوم
ولماذا إن شاء الله؟
لم يذهب الجني بعد، لابد أن أصرفه أولا
قلت لك لا تنطق هذه الكلمة!
أقصد لم أنته من القصيدة. ما كدت أبدؤها حتى دخلت أنت!
طبعا! تفضّل حبيبة القلب عليّ!
أنا التي قطعت خلوتكما.. متأسفة
حبيبة من؟! ألم تدخلي ولم تري أحدا؟
تلك التي قلت عنها الورد والفل والياسمين.. أتنكر؟
هذا شعر يا دكتورة. أليس من العيب أن تكوني طبيبة محترمة وأستاذة في الجامعة، وتتصرفي هذه التصرفات الصبيانية. عيب عليكِ
أنا أم أنت؟. أنا التي أتصرف تصرفات صبيانية؟ يا رجل قم ارتد ثيابك واذهب إلى عملك، كف عن هذا الكلام الفارغ
قد يبدو لك شعري كلاما فارغا لكن ليس هذا رأي الناس
ليس رأيها هي طبعا.. هي بالذات.. هي الأهم.. هي صاحبة القصيدة وصاحبة صاحب القصيدة.
أقسم لك أن هذا مجرد كلام في الهواء.
طبعا كلام في الهواء. الشعر كله كلام في الهواء، لكن هذا لا يبرئك؟ من هي؟!
اسكتي وإلا عرفتك على جني أشعاري.. أقدم لك زوجتي يا عفرؤوت
(تسقط مغشيا عليها)