قارئ القرآن الكريم الشهير محمود صديق المنشاوي واحد من أهم المقرئين المصريين، والذي اعتمد في الإذاعة المصرية في ليلة الإسراء والمعراج منذ العام 1969 ليلة موت شقيقه الأشهر القاريء محمد صديق المنشاوي، والشيخ محمود يشاهد التليفزيون، ولكن يرفض ظهور الصحابة والأنبياء في مسلسلاته
تحدث المنشاوي في حواره مع «سيدتي» عن نزول القرآن بسبعة أحرف، وتناول أسباب ظهور التلاوات السبع المختلفة التي تتناسب مع اللهجات العربية.
حوار طويل تحدث فيه عن ذكرياته وعاداته وطقوسه في رمضان، وكانت هذه التفاصيل
كيف ترى تسلسل حفظة القرآن الكريم في عائلة صديق المنشاوي؟
يرجع تسلسل قراءة القرآن للجد الخامس، والأشهر في العائلة الوالد صديق المنشاوي، ثم أحمد صديق المنشاوي الذي توفي عام 1949، وكان عمره 19 عامًا، وصوته قيل إنه كان أحلى من صوت الشيخ محمد صديق الذي ذاع صيته كثيرًا، ثم أحمد السيد المنشاوي شقيق الشيخ صديق الذي سمي بكروان القرآن، وكان نفسه طويلًا، وأداؤه حلوًا وله جمهور كبير من المستمعين، ثم بعد ذلك بدأت رحلتي على مستوى الاحتراف وعمري 11 عامًا، ثم اعتمدت مقرئًا للإذاعة المصرية عام 1969، ووقتها فوجئ الناس بأن القرآن لن ينقطع من عائلة صديق المنشاوي، وكامتداد لي حفّظت ابني صديق القرآن الكريم ودرس القراءات المختلفة وحفظها، وهو حاليًا يقوم بتلاوة القرآن وتجويده بعد تخرجه في الجامعة خلال السنوات الأخيرة
قراءات القرآن
وماذا عن القراءات التي تجيدها؟
أنا من عائلة يحفظ جلها القرآن وحفظته منذ كنت طفلا، وأقرأ القرآن بكل رواياته مثل قالون وحفص عن عاصم وورش وابن كثير وابن عامر وهشام بن زكوان
لكن الكثيرين يجهلون أصل وأسباب قراءة القرآن بالقراءات السبع فكيف تفسر لنا ذلك؟
في حقيقة الأمر هي 7 طرق يُقرأ بها القرآن، وكل طريقة ولها شيخ واثنان من التابعين، وهناك 14 رواية مشهورة غير التحريرات، كما أنك قد تجد 50 طريقة لعاصم، وقد درست كل هذه القراءات وفي كل لقاء من لقاءاتي أقرأ باثنتين أو ثلاث منها حسب الوقت، وفي صعيد مصر يفضلون تغيير نوع القراءة في الوصلة الواحدة التي تستمر قرابة الساعتين، وذلك من باب التنوع، وهم أكثر دراية ودراسة وفهمًا لها، ويحبون تحديدًا في صعيد مصر روايات قالون وورش، والقرآن الكريم أنزله الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي جبريل بتلك القراءات والتلاوات؛ لأنها كانت تمثل وقتها كل لهجات العرب، وكما قيل نزل القرآن بسبعة أحرف، والمقصد هنا 7 لغات أو لهجات مختلفة للعرب
منذ متى استلهم العرب تلك القراءات عن حفص وغيره؟
حفص وغيره من التابعين والرواة جاءوا بعد الرسول بـ200 عام، لكن الأصل في نزول القرآن هو السبعة أحرف على الرسول الكريم، وذلك تيسيرًا على العرب، فهناك دول تختلف عن بعضها في اللهجات، وكل دولة تفضل طريقة في قراءة القرآن كالسوسي في السودان، وحفص في مصر، وهناك على أيام الرسول واقعة شهيرة حدثت بين سيدنا عمر، وأحد الصحابة حين قرأ القرآن على عمر فأمسك بتلابيب رقبته وذهب به للرسول لتوبيخه؛ لأنه لم يقرأ القرآن كما قرأه الرسول صلى الله عليه وسلم على عمر؛ لأنه في قبيلة كانت لا تعتد بالنبرة في الكلام، وقال الصحابي :«نحن قوم لانبرة لنا»، فكان يقرأ قول الله تعالى «أرأيت الذي يكذب بالدين» هكذا «ارايت الذي يكذب بالدين» بدون همزة على الألف، وحين أسمع الصحابي الرسول في حضور عمر بن الخطاب قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: هكذا نزل يا عمر، وحين قرأ عمر بروايته قال الرسول أيضًا هكذا نزل يا عمر
طقوس رمضانية
ماذا فعلت خلال شهررمضان؟
بدأت تسجيل القرآن الكريم؛ لأنه طلب مني تسجيل المصحف بجميع رواياته، وقد وافقت على الفكرة؛ لأنها ستكون مهمة في حياتي
وما هي طقوسك وعاداتك في قراءة القرآن خلال شهر رمضان؟
شهر رمضان أعتبره فرصة لتثبيت القرآن وأحكامه وحفظه، وأكون مشغولًا دائمًا بقراءة القرآن وعلومه وتفسيره، وقراءة 5 أجزاء يوميًا إلى جانب القراءة في الأوقات الخمس المختلفة، حيث أقرأ ربعًا في كل ركعة بكل صلاة في الفروض أو السنن، وأحيانًا يكون هناك قراءة قبل أذان الفجر في أحد المساجد الشهيرة وتنقلها الإذاعة، كما أقرأ السورة قبل صلاة الجمعة في مسجد الإمام الشافعي الشهير بالقاهرة، وأصلي 8 ركعات لصلاة القيام يوميًا فتصل قراءاتي للقرآن إلى ما يقرب من 10 أجزاء في اليوم