لأنني أملك كل الخيارات اخترتك أنت. لأنني رأيت مختلف البقاع، وعرفت معظم الأجناس اخترتك أنت. أدركت بعد تجربة أنك خارج المقارنات، وأنك وحدك التي تملكين كل شيء دون أن تدرين. يرحلون يبحثون عن خيارات أخرى. وربما تجارب جديدة. وبالنسبة لي أنت الكل في واحد. الهامش هو الآخر وأنت المتن. كيف لك أن اختصرت كل النساء في امرأة واحدة؟
تاهت خطواتي في مسارات كثيرة. وأدركت لاحقا أن كل خطوة خطوتها كانت وهما. إذ حينما عرفتك اكتشفت الحقيقة. ما مضى كان وهما عابرا. أما أنت فكنت المرسى. تعيس من يعيش عمره بين الموانئ، يبحث عن مرسى. ويكتشف لاحقا أنه كان في مرساه الأصيل، ولكنها الرغبة التي تعميه عن الحقائق الماثلة أمام عينيه.
الطمع جزء من طبيعة الإنسان. وفي رحلته في الحياة يحرص أن يأخذ الأكثر، فلو جمع ثروة فهو يريد أكثر، ولو امتلك منصبا فهو يسعى لمنصب أعلى. بينما محطة توقف واقعية تجعله يقتنع بحياته، ويستمع بما هو فيه. فالعمر أقصر مما يعيشه الإنسان في حالة ركض مستمرة. والسعادة الحقيقية لا تأتي من الثروة والجاه، بل هي في قناعة وتوازن داخلي. وإدراك بالنعمة التي منحه اياها الخالق.
المقارنات خاطئة لأنها تظل مبتورة، فالصورة الكاملة من الصعب أن نراها. ولذلك الحكم على الجزء هو اجتهاد قابل للخطأ بشكل كبير. وفتح باب المقارنات معاناة لا تنتهي. بينما رؤية الأمور بالنظرة الإيجابية المتفائلة تجعلنا نتجاوز كل المساحات الضيقة إلى الفضاء الواسع الذي يمنحنا السعادة، والأمل بغد أفضل.
حينما أتأملك أدرك لماذا كنت محظوظا. وكيف أنني امتلكت السعادة بين يديّ. لقد اختصرت عليّ مشاوير كثيرة. لا أحتاج أن أركض في المسارات، أو أتوه بين الموانئ. فوجودك في حياتي وجّهني نحو مسار منفرد، وميناء واحد، هو أنت.
اليوم الثامن:
أنت وحدك الحقيقة
ما قبلك محاولة بحث
ما بعدك حالة ندم.