ابتسما بوجه مقالي!

لا محالة من ضخ الابتسامة في عروق ومفاصل المجتمع؛ لأن العبوس قد خيّم على الوجوه والملامح، الأمر الذي جعل بعض البلديات والأمانات تضع على مداخل المدن عبارة «ابتسم فأنت في مدينة....»!

حسنًا لماذا لا نفرح؟ لماذا يظهر أحدنا، وكأنه للتوّ قد ارتشف «ليمونًا حامضًا» يجعله بقوة الطعم يزم ملامحه، ويقبض تجاعيده، حتى يبدو وجهه وكأن الزمن رجل عبر على وجهه، فترك في بشرته خطوطًا ودوائر!

في السابق كان التاجر يصنع النكتة، والجزار يسهم في زرع الابتسامة، والفلاح يضخ الفرح، والصانع يشارك في السعادة... ناهيك عن الفقيه والمعلم والوزير... خذ مثلاً هذه الطائفة العطرة من موجات خفة الدم التي تسهم في صنعها شرائح المجتمع الملونة...

يقال إن بخيلاً قال لصديقه: «الحمد لله لقد أنقذت اليوم رجلاً من الموت! فقال صديقه: وكيف كان ذلك؟ فقال البخيل: لقد رأى الرجل المتسول معي درهمًا، وقال: لو أعطيتني هذا الدرهم فسأموت من الفرح! لذا أعدت الدرهم إلى جيبي فحفظته من الموت!!».

ويقال إن أحدهم أراد أن يشتري نعلاً، فقال لبائع الأحذية: ما أصعب لبس الحذاء الجديد في اليومين الأولين! فرد عليه البائع: حقًا يا صديقي، لذا أنصحك أن تشرع في لبسه ابتداءً من اليوم الثالث!

ويقال إن أحد المؤلفين قال لصديقه: لقد ألفت كتابًا بعنوان «كيف تصبح مليونيرًا؟» ولم أطبعه! فقال له صديقه: ولماذا لم تطبعه؟ فرد المؤلف: لأني لا أملك تكلفة طباعته!

ويقال إن أحد الزعماء زار مستشفى المجانين، فاصطف لاستقباله نزلاء المستشفى، ووقفوا صفين متقابلين، ومرّ بينهم وهم يرفعون الأيادي للتحية... وكان بينهم رجل لم يؤدِ التحية، وقد لاحظ الزعيم ذلك، فسأل المدير: لماذا لم يؤدِ هذا الرجل التحية؟ فأجابه المدير: إن هذا الرجل ليس مجنونًا!

ومن طرائف أهل الإعلان، أن أحدهم نشر إعلانًا يقول فيه: «مطلوب سكرتيرة»، ومواصفاتها أنها «تبدو كفتاة، وتفكر كرجل، وتتصرف كسيدة محترمة، وتعمل كالحمار!».

وفي الطب يرى الدكتور أندريه سوبيران أن القاعدتين الذهبيتين في مهنة الطب هما: كتابة الروشتات بخط غير مقروء، وكتابة فواتير أجرة العلاج بخط واضح مقروء!

وفي عالم السياسة يقال إن شابًا اعتقل بتهمة كتابة هذه الجملة على أحد الجدران العامة «الرئيس أحمق»، وقد حُكم عليه بالسجن لمده شهرين؛ لأنه ارتكب مخالفتين؛ الأولى: التشهير بمسؤول كبير في الدولة، والثانية: إفشاء أسرار الدولة!

ومن عالم المقاهي يقال إن عامل مقهى ترك عمله، وانتقل إلى العمل في إحدى المحاكم، وعند انعقاد الجلسة الأولى طلب القاضي أحد الشهود، واسمه «مرعي ناصر مرعي»، فانطلق عامل المقهى يصرخ بلهجته، التي اعتادها في المقهى، قائلاً: «اتنين مرعي وواحد ناصر لعيون القاضي!».

حسنًا ماذا بقي؟ بقي القول بعد كل ذلك: هل تبتسم؟ إذا لم يكن رغبة في الفرح فليكن رغبة في الحصول على صدقة من جراء الابتسامة؛ لأن تبسمك في وجه أخيك المسلم أحمد صدقة!