في أحضان حديقة ربيعية كلها اخضرار، أمتع المصمّم كارل لاغرفيلد الحضور بعرض كله أناقة وانتعاش. وعلى سجادة من العشب الأخضر، تجوّلت العارضات بأزياء طغى عليها قماش التويد. بقي المصمّم وفياً للتايورات الكلاسيكية، التي طبعها بلمسة عصرية من خلال أكمام منتفخة وأزرار مزدوجة، وطرزت هنا وهناك ببعض الأحجار وقطع من الدانتيل. عكس كارل لاغرفيلد انتعاش البحر من خلال مجموعة من التايورات وفساتين الكوكتيل، التي مزج فيها اللون الأبيض والأزرق الغامق، ما يُذكّر بأناقة الكوت دازور. أما فساتين السهرة فقد استوحى بعضها من فن "الأرت ديكو"، فجاءت تارة مزركشة، وتارة أخرى أحادية اللون، وغلب عليها اللون الأسود، وجاءت مطرّزة بالأحجار والمجوهرات. وقد كانت بطلة عرض شانيل في هذه السنة كاندال جينر، التي ارتدت بأناقة فستان سهرة طويلاً، أسود اللون، غنياً بالتطريزات.
بدوره، بقي المصمّم الفرنسي ستيفان رولان Stephane Rolland وفياً لأسلوبه، فقدّم أزياء تنبض أنوثة، وتلاعب بقماش الأورغنزا والحرير بشكل راقٍ جداً. جاءت القصات قريبة من الجسم، ورُسمت ياقات فساتين السهرة على شكل حرفV . معظم أزياء العرض تجسّد لعبة التضاد ما بين الخفي واللاخفي، كما تجسد تجانساً كبيراً ما بين ثلاثية الشفافية، والأنوثة، والفن، التي يعرف رولان كيف يحيك خيوطها لتعطي أزياء تنبض أنوثة وجرأة. حيكت التصميمات من أقمشة فاخرة، خاصة الأورغانزا والحرير والأقمشة المكمشة والبليسيه، وجرى تركيب الأقمشة على بعضها البعض.
أتولييه فيرساتشي يفتتح أسبوع باريس للهوت كوتور
أما المصمّمة بشرى جرارBouchra Jarrar، فقد أعادت مراجعة البدلات البحرية، ونحجت إلى حدّ كبير في إضفاء لمسة أنثوية راقية من خلال إضافة عدة تفاصيل، كالفرو والدانتيل والخيوط الذهبية التي طرزت بها الجاكيتات والمعاطف المزيّنة بالياقات العريضة، وكذلك البنطالونات، إذ عوّضت الأقمشة الداكنة بالدانتيل ذي اللون الأبيض لتكرّس أكثر اللمسات الأنثوية على البدلات البحرية.
من جهتها، أعطت أزياء جورجيو أرماني بريفيه Giorgio Armani Prive الانطباع من أول وهلة أنها أزياء بسيطة، حين افتتح العرض بتايورات وفساتين كوكتيل قصيرة خالية من أيّ تطريزات. لكننا ـ شيئاً فشيئاً ـ نكتشف مدى تحكّم هذا المصمّم بالسهل الممتنع. فبمجرّد التمعّن في الأزياء، نكتشف احترافيّة كبيرة ودقة في التفاصيل، التي عكستها فساتين السهرة الطويلة ذات الأقمشة المنسدلة، التي جاءت في غاية الأناقة. وقد زاد من أناقتها الألوان الهادئة التي غلب عليها اللون الرمادي بمختلف تدرّجاته، وكذلك الأزرق الباستيل.
وأخيراً، في عرض ألكسندر فوتييه Alexandre Vauthier، كان اللون الأسود سيّد الموقف. فرأينا الأزياء ذات قصّات خارجة عن المألوف، مع مزج كبير في الخامات، وطغيان للجلد اللمّاع والدانتل ذي اللون الأسود...
أزياء غريبة التفاصيل تليق بالمرأة الجريئة ذات الشخصية المتحرّرة.
تابعي أيضاً: