ليالي الأنس و"فيينا"

لطالما تغنّى الشعراء بـ "فيينا"، وصدحت الحناجر واصفةً جمالها، وغدت مقصداً للسياح الباحثين عن الأصالة والمعاصرة وعن الطبيعة الخلابة لتقترن أبداً بليالي الأنس.

"سيدتي" تلقت دعوة من "هيئة تنشيط السياحة في فيينا" للتعرّف على معالم هذه المدينة والتنعّم بجمالها، فتوجّهت إليها على متن "خطوط الطيران الإماراتية".

 

 

بعد وصولنا مطار فيينا، توجّهنا إلى مقرّ إقامتنا في فندق "ذا رينغ" والذي يبعد مسافة قصيرة من "دار الأوبرا" الشهيرة في قلب "فيينا"، ويعتبر أحد أفخم فنادق المدينة ذات النجوم الخمس  وأكثرها أناقة وحداثة، حيث يجمع بين التفاصيل التاريخية والتصميم المعاصر .وتضمّ غرفه الـ 68 ذات المساحة الواسعة مزيجاً ملهماً من الأثاث الكلاسيكي والمعاصر، والذي يكمله الضوء المبتكر والحمّامات الفاخرة، كما يطلّ عدد منها على بانوراما المدينة القديمة.


"المدينة التاريخية"

في اليوم التالي، بدأت جولتنا السياحية في "المدينة التاريخية" حيث شعرنا لدى مرورنا قرب المعالم التاريخية أن الزمن يعود بنا إلى عهد القياصرة، وقد يكون هذا الأخير سبب اختيار منظمة "اليونسكو" لقلب المدينة التاريخي ضمن التراث الثقافي العالمي، علماً أنّها تحتضن ما يزيد عن 27 قصراً و150 مبنى تاريخياً. ومن بين هذه المعالم، كان "قصر الشونبرون" أجمل القصور المصمّمة وفق الطراز الباروكي في أوروبا والذي شكّل المقرّ الصيفي لعائلة القيصر، حيث يضمّ 1441 غرفة ويمكن للسياح زيارة 45 منها حصراً. ويمتاز الديكور الداخلي للقصر بمساحات بيضاء مع زينة من أوراق الذهب من عيار 14 قيراطاً.

بدوره، يشكّل القصر الملكي (الهوفبورغ) والذي بقي مقر حكم مملكة الهابسبورغ لأكثر من 700 سنة المقرّ الرسمي الحالي لرئيس الجمهورية، ومركزاً للمؤتمرات ومقراً لعدد لا يحصى من المجموعات الفنية. أمّا " قصر البلفيدير" والذي يتألّف من قصرين (البلفيدير الأعلى والأسفل) فيضمّ الغاليري النمسوي وأعمالاً فنية عالمية.


وتعتبر "مدرسة الفروسية الملكية الإسبانية" التي تتواجد في المنطقة الوحيدة في العالم التي حافظت على فن الفروسية الأصيل من عصر النهضة حتى اليوم، وما تزال ترعاه بعناية. وتضمّ عدداً من مراكز المؤتمرات الدولية، وتستضيف العديد من المنظمات الدولية الكبرى ك "منظمة الأمم المتحدة" و"منظمة أوبك"، وكذلك أقدم حديقة حيوانات في العالم.

وتجدر الإشارة إلى أن "فيينا" ما تزال واحدةً من بين أكثر وجهات الجذب السياحيِّ للعائلات شعبيةً في أوروبا. وقد أعلنت المنطقة كلّها إرثاً ثقافياً عالمياً من قبل منظمة "اليونسكو" بسبب أهمّيتها التاريخية وأراضيها الفريدة وتأثيث القصر الرائع. وقد حافـظت على صدارتها كأفضل مدينة في العالم لناحية جودة مستويات المعيشة للمرّة الثانية.


موسيقى

أينما يتوجّه زائر "فيينا" يشعر بالموسيقى تصدح في كل مكان، سواء كان الأمر يتعلّق بعروض الأوبرا أو الألحان الكلاسيكية وحتى الموسيقى الرقمية، فإن مسارح المدينة تعجّ بكل ألوان وأطياف الغناء والموسيقى.فهنا، بلد الفالس والأوبيريت، وفيها عاش أشهر المؤلّفين الموسيقيين...

وتعتبر "دار الأوبرا" في "فيينا" إحدى أهمّ دور الأوبرا في العالم، حيث يقدّم المسرح العريق حوالي 50 عرضاً أوبرالياً و20 عمل باليه على مدار 285 يوماً خلال السنة. وفيها، زرنا المتحف التفاعلي (بيت الموسيقى)، حيث شاهدنا المؤلفين الموسيقيين المعروفين، وراقبناهم كيف يعملون.

 

  

في سطور

"فيينا" هي عاصمة "النمسا" وأكبر مدنها، تنقسم إلى 23 منطقة، ومن بين أشهر معالمها: "الشانبرون بالاس" و"ساحة ستيفنز" و"شارع المشاة" و"شارع ماريا هلفر" و"القصر الإمبراطوري".

تعتبر مركزا عالمياً للتعليم والأدب والموسيقى والعلوم، ويعرف سكانها بمرحهم وحبهم للحياة. تمتد على مساحة 415 كيلومتراً مربعاً بين جبال "كارباثيان" و"جبال الألب".