«المخدرات» الطريق الأسرع إلى الهاوية

«سيدتي» تفتح ملف المخدرات والمشايخ السعوديون يتحدثون، فيقول الشيخ د.صالح بن حمد الحواس، خطيب جامع العباس بالرياض، لــ«سيدتي»: إن الوقوع في شباك المخدرات لا يمكن أن يتم من دون مقدمات توقع المرء في براثنها؛ لذلك من أوائل درجات سلم المخدرات، بل دركاته الوقوع في حب الفضول القوي، ومعرفة ماهية المخدرات، من دون النظر في العواقب التي تكلم عنها العقلاء والأطباء، ثم ما يلبث أن يصبح أسيرًا لها بدافع التجربة وحب الفضول.

 

الصحبة والشيطان والثراء أحيانًا

ثمة سبب من أسباب الوقوع فيها ذلك، حيث يقع المرء ضحية صحبة سيئة، ويزداد الأمر سوءًا حين يكون ضمن هؤلاء في سفرة خارج هذه البلاد، التي يصعب وجود هذه المخدرات أو صورها كالمسكرات، فيبدأ يتدرج بالمسكر، ثم يتردى في حالات الإدمان، فلا يفرق بين مسكر ومخدر، أجل هذه نهاية البداية المؤلمة التي أسقطته في وحل المخدرات وشركها.

وإن يكن الحديث عن أسبابها فقد يكون سقوط الإنسان في براثنها عن طريق افتقار الإنسان بعد غنى، فيسول له الشيطان، شياطين الإنس والجن، أنه لن يقف على رجليه أو يخرج من بوتقة فقره إلا عن طريق ترويجها أو تعاطيها، بيعًا وشراءً أو ترويجًا، ثم لا يلبث أن يكون قد وقع في شر ما هرب منه، فيفيق وقد ذهب بدنه، بل وجميع ما يملك، وهذه نهاية من نهايات الإدمان.

وقد يبلغ الإنسان به الثراء كل مبلغ، وجرب كل ألوان السعادة في الحياة، فلا يجد بدًا من النظر في مثل هذا الوحل طلبًا للسعادة، ثم يقع في وادٍ سحيق وتيه حسي وحقيقي بكل ما تحمله كلمة تيه من معان، ولو أنه بحث عن أسباب السعادة والانشراح في كتابه وسنته الربانية لاكتفى بقوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}، (يونس: 57).

 

إصابة في صميم المجتمع

يرى الشيخ سالم بن مبارك المحارفي، الموجه والمرشد التربوي بقاعدة الرياض الجوية إمام وخطيب جامع ابن عساكر بالرياض أن المخدرات لم تعد مشكلة بحد ذاتها، بل إنها أصبحت مصيبة كبرى على المستوى الفردي والمجتمعي، وعلى الصعيد المحلي والعالمي. فقد أعلن مصدر صحي عن تزايد نسبة الإدمان، وذلك يعود إلى أن مروجي المخدرات ابتكروا أساليب جديدة في تهريب المخدرات وإدخالها للبلاد، كما أنهم استحدثوا وسائل مختلفة في ترويج المخدر وترغيب السذج فيه.

 

تصنيع وترويج محلي!

الأسوأ من هذا أن المخدرات لم تقتصر على تهريبها، بل أصبحت تصنع داخل بلادنا الآمنة، ومن أخطر أنواع المخدرات «الكبتاغون»، حيث يسبب تلف الخلايا العصبية، ولا يمكن علاجها بسبب وجود شوائب أثناء التصنيع، وهو ما يسمى بالمغشوش من أجل تكثيره من جهة، ومن جهة أخرى ليرخص ثمنه لمبتاعه.

ثم إن الإدمان ليس يكمن في كونه مشكلة نفسية أو اجتماعية وحسب، بل إنه مشكلة عصبية فسيولوجية تشريحية.

وهناك من يقتات على هؤلاء المرضى، فيصف لهم علاجًا شعبيًا يشفى منه خلال أربع وعشرين ساعة، أو اثنتين وسبعين ساعة في زعمه، وهذا كلام غير علمي، ويجب التحذير منه ومن تبعاته.

إن الوصول إلى هذه الدرجة المتقدمة من الإدمان لا يكون إلا بعد مروره بتجربة يراها صاحبها سهلة ومحاولة لاكتشاف المجهول، ورغبة في التعرف إلى الممنوع، فبدأ بالمسكرات ثم الحشيش ثم الأفيون، حتى يقع في الطامة الكبرى، فيتناول الكبتاغون ليكون له بمثابة الضربة القاضية ونهاية المطاف، ولك أن تجالس أحد الباعة في المطاعم المشهورة ليخبرك بما تراه عيناه في الساعات المتأخرة من الليل من الشباب الساهر، والقادم من الاستراحات، مما يشاهده في سياراتهم ويعرضونه دون خوف أو خجل، من الأشياء التي يتعاطونها من الخمر والحشيشة.