أشرف المهندس وائل فرّان على تصميم هذا "الشاليه" الذي يحتلّ مساحة 3000 متر مربع. يتيح التنقّل في داخل هذا المكان اكتشاف أبعاد لافتة لكل زاوية منه، علماً أن الحداثة تسود أرجاءه التي تحقّقها خامات عالية الجودة وألوان مشتقّة من زرقة البحر ورؤية مصمّم ثاقبة أبدعت في إضفاء أفكار استثنائية عليها.
تتألّق المساحة الخارجية في ظلّ حضور حوض مستدير للسباحة يرتفع ثمانية أمتار عن سطح الأرض، ويضمّ "جاكوزي" في داخله، تحوطه كراس ثلاثة طويلة تسمح بالاسترخاء داخل المياه. هذا الأخير يفرغ مياهه في حوض ثانٍ أصغر منه حجماً، بصورة شلالات رائعة.
وتلاحظ بركة صغيرة مستقلّة مخصّصة للأطفال. ويكسو "الموزاييك" الفاخر هذه الأرضيات، والمشتق لونه من بحر "الباهاماس" الذي يمزج بين الأزرق والفيروزي والأخضر.
وتزنّر أشجار النخيل والزينة المكان الذي تتعدّد فيه الكراسي الطويلة المشغولة من خامة الـ "هيلاروفايبر" المقاومة للمياه والطاولات صغيرة الحجم. وثمة زوج أبيض من "البرغولا": الأولى تؤدّي وظيفة غرفة الجلوس حيث تحتضن أثاثاً رمادياً من الـ "هيلاروفايبر" تكلّله وسائد من القماش الملوّن، أمّا الثانية فتضمّ طاولتين مستطيلتين ومجموعة من الكراسي المريحة مخصّصتين لتناول الطعام.
وتلفت أعمدة ثلاثة تتخلّلها صنابير مياه مشغولة من الحجر الصخري الهندي تشابه ذلك الذي استخدم في البناء الخارجي.
ولعلّ اللافت تصميم غرفة خاصّة للحلاقة ضمن هذه المساحة، تتضمّن كرسياً متصلاً بمغسلة بيضاء وآخر يقابل مرآة كبيرة و"كونتوار" من الخشب تتخلّله مجموعة من الأدراج. أمّا السقف فمشغول بالجص وفق أسلوب فنيّ ناعم يضمّ إنارة مستديرة مخفية.
الأبيض في غرفة الجلوس
يسود الهدوء غرفة الجلوس التي يشيع فيها اللون الأبيض، فأثاثها عبارة عن زاوية يكسوها القماش الإيطالي وتكثر فيها الوسادات البيضاء والرمادية، وزوج وثير من المقاعد مغلّف أحدهما بالقماش عينه، فيما الثاني مستطيل ومنخفض ومكبّس بالأزرار. أمّا الطاولة التي تتوسّط هذه الغرفة فخشبية مستطيلة وعصرية تجمع بين اللونين الأبيض والبني. وتبدو طاولات ثلاث مستطيلة بيضاء مشابهة لطاولة الوسط، تتداخل الواحدة مع الأخرى، ترفع صدفة لؤلئية كبيرة الحجم.
وثمة ديكور خشبي على الجدار الرئيس تتوسطه شاشة تلفزيون مسطّحة وتتخلله الأدراج، يرفع مجموعة من "الاكسسوارات"، فيما يبدو وسط الجدار الآخر باب من الخشب السويدي المعتّق، تحوط كل جانب منه لوحة زيتية ترسم مجموعة من المراكب البحرية. وتلاحظ شمعدانات ثلاثة ترتفع عن الأرض بأحجام متدرّجة، مشغولة من الحديد المطروق والزجاج.
ويرصف "الباركيه" ذو اللون البني الداكن الأرضية التي تغطّيها سجادة عصرية تجمع بين مندرجات البيج. ويلفت السقف بخطوطه العريضة المنفّذة بحرفية من الجص، تتخلّلها إنارة داخلية تضفي المزيد من الروعة على المكان!
وتطلّ الواجهة الزجاجية على المساحة الخارجية الخضراء، يتوسطها باب من الحديد المعتّق، وتنسدل من أعلاها ستائر بيج شفّافة.
غرفة الرياضة
وتتألّق جدران غرفة الرياضة المطلّية بالأخضر الفاتح، فيما أرضيتها مكسوّة بـ "الباركيه" ذي اللون البني الداكن، وتزيّنها مقاعد منخفضة (بوف) ملوّنة. وإذ ثبّتت آلة للمشي مقابل واجهتها الزجاجية، يبدو "كونتوار" يجمع بين الرخام والخشب، بالإضافة إلى مجموعة خزائن ورفوف صغيرة ملاصقة للجدار. وينفتح الباب الخشبي على مساحة صغيرة خصّصت لمنضدة تعلوها مرآة عريضة، ويجاورها كرسي جميل.
غرفة النوم
تضمّ غرفة النوم سريراً مزدوجاً، ظهره مشغول من الجلد الأزرق، يجمع غطاؤه بين اللون الأخير والأبيض، تمنحه الستائر المنسدلة من السقف طلّة خاصة! ويجاوره كرسي طويل عصري مشغول من الخشب البني، يمكن للجالس إليه الإطلالة على الحديقة الخارجية عبر واجهة زجاجية عريضة. وتنفتح هذه الغرفة على ثانية مخصّصة للملابس تضمّ مجموعة من الخزائن الخشبية البيضاء التي صمّمت بطريقة هندسية عصرية ومميّزة.
الحمّامات
ويبدو التصميم الذي يسود الحمامّات مشغولاً بحرفية عالية: ففي الأول، يمتزج اللونان الأبيض والبيج بشكل جميل، تتخلّلهما قطع الموزاييك المشتقّة من زرقة البحر. هنا، يبرز حوض للغسيل مربّع الشكل يرتكز على رف عريض من الفسيفساء، فيما يمتاز السقف بتصميمه الفني الرائع. أمّا الثاني، فيطغى اللون البني المائل إلى الرمادي على جدرانه التي تتضمّن قطعاً خضراء من "الموزاييك" منسّقة وفق أشكال هندسية برع المهندس فرّان في تقديمها. ويستند حوض الغسيل الدائري ذو اللون الليلكي فيه على قطع ثلاث عمودية تتداخل بطريقة فنية رائعة، تعلوه مرآة مستطيلة.