رحيل
حين قررت الرحيل لم أهتم لأمرك...
ولكن أن تنزعي قلبي وتحمليه مع أمتعتك..
لم أحتمل ذلك الألم...
نزف الجرح وغرقت في دمي..
حملت قلبي بين أمتعتك وكأنه ملك لك..
كيف أحتمل هذا العذاب؟
كيف أرد قلبي لجسدي؟
ولا أرى في سمائي إلا الغربان..
من يمد يده لي؟؟
وهل تعيش الغربان إلا على الخراب؟
رنين القوس- الريا ض
انقلاب مائدة
ليلة رأس السنة عزفت على وشاح خيالها الشارد، محاولةً خلع الشتات القائم فوق ثلج نهارها الغابر، مع أول العام الجديد علا صوت لحن حزين، يشبه بقبقة ماء يتسرب من مكان ما باحثًا عن منفذ، أوقدت شمعة لتخفف الطرق المتردد داخل شجون فؤادها الشاخص بغموض أنفاسه، منتظرة ربيعًا تقطف أزهاره لتسحقها مع قلب لبؤة، من أجل أن تقدر على تقديم الابتسامة له بشجاعة ساحقة.
رحاب حسين الصايغ– العراق
الأزمات
إنّنا في واقعٍ لا يتعايش إلا مع الأزمات.. لا يعرف قانونًا.. ولا رحمة.. يفتقر لكلّ شيء ويبقى متميَّزًا، هو حال لا يشبه أيّ حال لا ينصب، لا يجر ولا يضم..
يحتاج إلى إجابة؛ فكلّ يومٍ يُطرح ألف سؤال..
نحن شعب لا ينفع معه سوى الغشّ...نحن شعب يرضى بهذا الواقع ويسكت..
يحتاجُ إلى الكثير ويَكذب.. شعبٌ لا ينفع معه سوى الحرمان... ولا يعرف سوى التخفي وراء الأقنعة والنسيان..
كلّ يوم نرضى بالذّل ليأكل أجسادنا... وفي اليوم الثاني ننسى كلّ شيء ما عدا تفاهاتنا.. نحنُ شعب لا يلقى سوى الرفض ولا يعرف غير القبول..
وعصورٍ مرّت وازدادت القبور..
الأرواح تتلاشى أمامنا ولا نحرّك ساكنًا، لا يهمّنا إلا أن الملجأُ آمن..
ألا يحتاجُ هذا الواقع للتكلّم.. ألا نحتاج للرّفض وعدم التّفهم..
لقد فهمنا الكثير.. وحان الوقت لأن نصبح مجانين...
أيّها الشعب ألم تكتف من الذّل؟ لماذا لا نرفض العتمة؟
أليس من حقّنا أن نرى في النور؟ أليس سكوتُنا هو المسؤول؟
أيّها الواقع الذي يبيعُ من أجلكَ الإنسان أخاه.. أمّه.. وأباه...
تبيعُ المرأة شرفها وترتدي أثمن الملابس لتبقى الأقوى فيه..
لم يبق شيء لم يتاجَر به، لم يبق مكان للتحاور فيه..
لقد حرمنا من أبسط الأمور وأثمنها... حتّى المحبّة نفتقر إليها!
أيّها الواقع إنّني أرفضك... فمن الأساس ليس هناك نور حتّى أتقبلك
عندما تأتي لي بالنور.. يومها أفكّر بأن أسامِحُك!!
زينب شمس الدين - لبنان
آخر النبضات
في عينيكِ ملايين النجمات تطاردني... أطاردها
يَدقُ القلب بالنبضات
وفي شفتيك ملايين التساؤلات تَقتلني فأقتلها
تَزيدُ القلبَ بالنبضات
وفي أذنيكِ صدى كلمات أردّدها
لكنها ليستْ كالكلمات
والشعرُ الأسودُ اهْديني منه مشنقة أعلقها
تُقطعني آلاف القطعات
ويداك تَرسُم أيّامي فارْسُمي دُنيا أعشقها
وزيدي الحبَّ والرحلات
وصباحُكِ إشراقَة طفل أذكُرها
ومساك أعْذبُ كلمات
وجمالُكِ أسطورة حب أكتبها
لأنك الأجملُ بينَ الفتيات
وكلامكِ أنغامٌ أسمعها
كم آهٍ أسْمعتني تلكَ الكلمات
وفيكِ أنتِ سيّدتي أجملُ ذِكرى أتركها
فيكِ قلبي ينبضُ آخر نبضات
جميل محمد فؤاد مجبور
احترس.. صائدة الرجال!
السيد زوجي وسيم، تتنازعني عليه نظرات بعض النساء، لكن ما إن ألوح لاهثة خلفه برفقة أطفالنا؛ حتى تلتوي الشفاه متحسرة عليه من امرأة مثلي، وهذا ما يضحكني إلى الموت، عند «زميلة» عمل لي، تركز على تسريحة شعري، وتحاول زعزعة ثقتي بنفسي، كما لو أنها كانت هي توأم هيفاء وهبي.
المهم زوجي رغم كل ما يناله من اهتمام من الحريم إلا أنني لم أكن أشكك ولو للحظة في حبه، إلى أن سكنت بالقرب منا امرأة لعوب، اسمها سحر، وهي ساحرة.. ليس بجمالها الأسمراني بل بميوعة حركاتها، ودلال كلماتها وجنون لباسها المزخرف، وآه حين تسمع ضحكاتها على السلالم؛ قهقهات «مفعوصة» على حد قول إخواننا المصريين، في أول الأمر استلطفتها بارتياب شديد، لكنها بدأت ترسم عليّ مخططها؛ للفوز بمحبتي والنيل من ثقتي، فنجحت حين باشرت تشاركني حكاية حياتها الخاصة، ولست أدري أكانت صادقة أم أجادت كتابة نصوص درامية مليئة بـ«الفهلوة»، فهي يتيمة، وسعت في أرض الله الواسعة بعد أن ضاقت بها سبل الحياة، وهجرها كل خلانها وأقربائها، وسألتني أن أعمل لها «خاطبة»، وأبحث لها عن عريس «الهنا»، فإقامتها في البلد غير شرعية، وعدتها بشيء من الصبر، فالزواج ليس مثل الوجبات السريعة هذه الأيام، خاصة هنا في الغرب؛ لأن تكاليف الطلاق يخافها الصغير قبل الكبير، فالزواج أنسب ثمنًا من الطلاق وأريح.
حرصت سحر يوميًا على زيارتي، فعرفتها تدريجيًا على زوجي الوسيم وأبنائي، وتركتها غالب الوقت معهم؛ لقضاء بعض الأغراض بالخارج، رغم أن زوجي كان ينصحني أحيانًا بعدم الاستمرار في صحبتها والحذر منها، لكنني لم أسمع كلامه حتى اصطادته في غفلة من طيبتي، وهي الآن حبلى بطريقة غير شرعية، وهذه المعصية كافية لأن تخول لها الإقامة بطريقة قانونية دون الزواج من زوجي، فالقانون هنا يحمي صائدات الرجال... ورجاء لا تسألوني ماذا وقع بيني وبين زوجي الوسيم بعدها؛ لأنني أحتاج لكتابة مجلدات ولكل بحار الدنيا؛ لتسع دموعي وشجوني، وربما كتبت قصة حياتي كعمل درامي لرمضان القادم، فالتشويه وتدليس السمعة عليه أن يكون بالدور هذه المرة... أليس كذلك؟
سعاد العبيد
حقيقة مؤلمة
يقولون الحقيقة دائمًا مؤلمة... وأنا تأكدت اليوم أنها ليست مؤلمة فحسب بل مؤلمة جدًا جدًا... لو كانت أخبرتني بالحقيقة من البداية لكانت أقل ألمًا... لكن الآن وبعد أن فات الأوان عرفت الحقيقة... فكانت أشد ألمًا.
شكرًا على تحملك لي طوال تلك الفترة... وتأكدي أن ذكراك ستظل ذكرى أليمة وجميلة في قلبي وعقلي.. فأنا لن أنساك بسهولة... أتمنى لك حياة جميلة وسعادة أبدية.
علي حُميد - صنعاء....