عاشت ليندا الفتاة الأمريكية لحظات عصيبة وهي تشاهد والدتها تحتضر على فراش الموت في إحدى المستشفيات الأمريكية، ولم تستوعب الصدمة حينما وجدت والدها يوافق زوجته على قرارها بالتبرع بقرنية عينيها عقب الوفاة، فثارت ليندا في المستشفى حتى أفهمها والداها بأنّ عليهما احترام قرار الوالدة المحبة للخير، فحاولت ليندا استيعاب الموقف على صعوبته!! ومرت الأيام وكبرت ليندا وتزوجت وأنجبت فتاةً أسمتها ويندي، وبمرور السنين مرض والد ليندا بمرض خطير وطلب منها أن تتبرع بـقرنية عينيه بعد موته، فترددت ولكن والدها حينها ذكرها بموقف أمها العظيم وبقيمة هذا العمل الخير، فوافقت ليندا وأثناء قيامها بإجراءات التبرع الخاصة بوالدها فوجئت بابنتها ويندي تقول لها "أنا فخورة جدًا بجدي يا أمي، وبأنك تساعدينه على تحقيق رغبته، وأرجو أن تفعلي ذات الأمر معي!!". فاستغربت ليندا حينها لأنها لم تكن تعي أنها بعد سنوات من هذه الواقعة ستفقد ابنتها في حادث سيارة لكنها بعد وفاتها كانت راضيةً وسعيدةً، وهي توقع على أوراق التبرع بقرنية عيني ابنتها ومما زاد من سعادتها الجواب الذي تلقته بعدها من بنك العيون فـي أمريكا مكتوب فيه بالنص: (السيدة ليندا ريفرز: نود أن نعلمكم أنّ عملية استزراع القرنية كُللت بالنجاح والآن استعاد شخصان مكفوفان نعمة البصر وهما يمثلان ذكرى حية لابنتك، تلك الإنسانة التي كانت حريصةً على الحياة ومشاركة الغير فـي جمالها).
