إنّه سحر باريس الذي يحملنا دوماً إلى تجارب فريدة ورومانسيّة... بدعوةٍ من دارHermès ولمناسبة إطلاق أحدث إصداراتها، عطرَي الكولونيا Eau de Néroli Doré وEau de Rhubarbe Écarlate، وفي حاضرة الفخامة وعبق الروائح النادرة، أتيح لـ"سيّدتي" فرصة لقاء Jean-Claude Ellena، عطّار الدار المخضرم، الذي انضمّ إليها في عام 2004 كصانع عطور حصريّ لديها، ليبدأ كتابة فصل جديد في مكتبة عطور هيرميس؛ وفي رصيده اليوم أكثر من 40 إصداراً، يحمل كلّ واحد منها دمغة الدار وكلمات تعبق بأندر الخواصّ. وفي عام 2014، انضمّت إليه المصمّمة وصانعة العطور Christine Nagel لتشاركه في ابتكار روايات عطريّة تخاطب المستقبل، آخرها أحد هذين العطرين اللذين نغوص في حبكة نغماتهما برفقة مبدعَيهما.
Eau de Néroli Doré
مع Eau de Néroli Doré، الإبداع الخامس في فئة عطور الكولونيا، أطلق Jean-Claude Ellena العنان للمادّة ولإحدى ذكريات شبابه في منطقة المتوسّط. النيرولي كناية عن خلاصة براعم البرتقال، وقد أُطلق عليها هذا الاسم تكريماً لأميرة نيرولا الإيطاليّة، من القرن السابع عشر، التي كانت تستخدم هذه الخلاصة لتعطير قفّازاتها. سكب Ellena النيرولي حسب رغبته، كما لم يفعل من قبل، ليثني بذلك على منطقة المتوسّط العزيزة على قلبه، ويشيد بتاريخها وشمسها وتوابلها، معزّزاً هذا النيرولي الذهبي بواسطة الزعفران.
Eau de Rhubarbe Écarlate
مع Eau de Rhubarbe Écarlate، ابتكرت Christine Nagel نضارةً جريئة وفريدة ذات طابع نباتيّ أكثر منه حمضيّاً. تأتي هذه النضارة بتركيبة أقوى وأشدّ وقعاً، إذ توفّر إحساساً جديداً يحيي ذكرى عشبة الراوند، حين نتنشقّها قبل قطفها.
على غرار رسّامة أو نحّاتة تركّز على أحد تفاصيل تحفتها، من دون سواها، لتعزيز جمالها، تتلاعب هذه العطّارة بالموادّ، بغية إبراز بعض السمات العطريّة. وقد اختارت عشبة الراوند برهافتها ورقّتها، فعزّزتها حتّى امتزجت بنفحات تذكّر بالمسك الأبيض.
مع Jean-Claude Ellena
لماذا وصفتم عطر Eau de Néroli Doré بالنادر والكلاسيكي؟
النيرولي خلاصة مستخرجة من براعم البرتقال، يصعب بالتالي إيجادها؛ حالها حال الزعفران المرافِق لها. فمن الطبيعي أن تندرج توليفة هذا العطر ضمن فئة العطور النادرة. أمّا تمازج النغمتين، فولّد عطراً سيستمرّ لأجيالٍ وأجيال، حاملاً بصمته الكلاسيكيّة.
ما أكثر ما يميّز العمل لدى هيرميس؟
ميزة هيرميس أنّها تمنح الحرّية للمبتكر ولا تقيّده، لا في المكان ولا في الزمان. ومساحة الحرّية هذه تشكّل نوعاً من التحدّي وتنطوي على مسؤوليّة أكبر. عموماً، أشعر بفخرٍ وفرح عندما أطرح إصداراً جديداً.
قبل طرح العطر الجديد، هل تأخذ برأي الآخرين؟
لا أعطي الآخر الحقّ في الاختيار. إنّه اختصاصي وأنا مؤتمَن عليه، وعملي يقوم على أخذ المبادرة حتّى المجازفة.
ألا تخاف من أن تنفد منك الأفكار؟
أبداً، لديّ الكثير من الأفكار... إنّما المعضلة تكمن في عمليّة الاختيار، فبدونها لا أستطيع أن أبتكر. والمشكلة الأكبر أن أعيش حالةً من التردّد.
هل صحيحٌ أنّ العطر يكشف أسرار حامِله؟
حتماً لا. فهدف التعطّر يبقى بالنسبة لي ملاذاً يعبّر عن رغبة من يضعه؛ فإمّا يريده أن يكون عنصراً جاذباً، أو على العكس يريده أن يخفي خلفه مشاعره، وكأنّه درع يحتمي بها.
لماذا هذه الرغبة في التعطّر؟
إنّها ردّة فعل عفويّة لِما للعطر من قوّة تأثير في النفس والجسد. والتعطّر يجب أن يكون للشخص نفسه، لا للآخرين. شخصيّاً، لا أحبّ العطر الصاخب. فالعطر يجب أن يكون مصدر راحة ومتعة، وليس "ضجيجاً" حتّى الإزعاج.
كيف كان التعاون مع Christine Nagel؟
نحن نتكلّم اللغة نفسها ونفهم بعضنا بعضاً جيّداً. وقد أعطِيَ لنا ملء الحرّية في ابتكار هذين العطرين الجديدين، فأبرز كلّ واحد منّا ميزاته وخواصّه، على الرغم من أنّنا عملنا عليهما في نفس الزمان والمكان.
مع Christine Nagel
كيف وُلد عطر كولونيا Eau de Rhubarbe Écarlate؟
لطالما أعجبتني ازدواجيّة الراوند البصريّة والعطريّة؛ إذ يتحوّل لونها من الأخضر، ونكهتها الحامضة وغير الناضجة إلى غنيّة ومخمليّة. وقد عزّزتها بعنصر يكاد يشبه المسك الأبيض والأنيق. عملٌ أفتخر به.
هل كانت عمليّة اختيار التركيبة صعبة؟
دائماً ما تكون عمليّة الاختيار مهمّة صعبة. لكنْ بدونها لا يمكن الابتكار؛ فالأفكار كثيرة وعلى المرء أن يعرف كيف يخزّن: هي بمثابة بذور صغيرة نعتني بها إلى أن تصبح ناضجة ويحين وقت القطاف. إلى ذلك، ساعدتني كثيراً دراستي في الكيمياء والأبحاث في شمّ العطر وتفكيكه واختباره، وصولاً إلى ولادته.
تابعي أيضاً: