في كتابها (توقفي عن الشجار وابدئي الحديث)، تقول عالمة النفس «سوزان كويليام»: إنَّ استخدام الصمت داخل المنزل كعقاب يمكن أن يشلَّ أي علاقة إنسانيَّة، فالطرف الذي يتجهم ويرفض الحديث عادة ما يشعر بأنَّه واقع تحت تهديد، ولا يدري كيف يتعامل مع الصراع أو النزاع، فيلجأ إلى كظم الغيظ وكبح جماح نفسه، وعندما يقرر الحديث بعد أن يكون الطرف الآخر قد أصابه الأذى والاستياء، فإنَّه يستخدم على الفور أسلوب الهجوم، وتكون النتيجة نشوب شجار آخر.
أما عالم النفس «مالكوم ستيرن» فإنَّه يرى في كتابه (الوقوع في الحبِّ والبقاء فيه) أنَّ ذلك أسلوب غير صحي لفض أي نزاع، وأنَّ إيجاد حلول لمثل هذا النوع من المعارك الزوجيَّة يحتاج إلى المزيد من العقل والفهم. ويقول «ستيرن»: إنَّه إذا تعلم الزوجان كيفيَّة التعامل مع أي شجار على النحو الملائم فسوف تتحسن علاقتهما الزوجيَّة بنسبة 100 %. ويضيف عالم النفس «مالكوم ستيرن» أنَّ مفتاح إذابة الجليد بين الطرف المتجهم الوجه ولا يتكلم كثيرًا، وبين الطرف الآخر، هو أن يتخلى الطرف الآخر عن روح العداء ويبدأ بتوضيح موقفه من دون أن يدفع المتجهم الوجه إلى اتخاذ ردود أفعال مضطربة، وأن يكون الطرف الآخر كريمًا وألا يرد بحدة بالقول مثلا «فات الميعاد»، الأمر الذي يدفعه إلى قوقعته من جديد.. ويؤكد «ستيرن» في كتابه على ضرورة أن تتذكر الزوجة أنَّ أي علاقة إنسانيَّة يجب ألا تكون مقسومة على اثنين بالضبط، إذ لابد أن يتحلى أحد الطرفين بصبر أكثر من الطرف الآخر.. ومن ناحية أخرى ترى «بولا هول»، خبيرة العلاقات الإنسانيَّة أنَّه يجب على المرأة أن تحرص على عدم تسخين النقاش بينها وبين زوجها؛ لأنَّه من المستحيل مناقشة شخص فقد أعصابه على النحو الملائم، وفي اعتقاد عالمة النفس «سوزان كويليام» أنَّ المرأة الأكثر قدرة على استخدام أسلوب الانفجار الكبير في النزاعات الزوجيَّة من الناحية السيكولوجيَّة، وهو الأسلوب الذي تخرج من خلاله كل ما يعتمر في صدرها ثم يأتي الهدوء بعد ذلك؛ ولأنَّ العواطف القويَّة تسبب ألمًا أكبر للرجل ويمكن أن تترك جرحًا نفيسًا عميقًا له، وأنَّ على المرأة أن تحرص جيدًا أثناء انفجارها الكبير على ألا تسبب له الأذى والضرر النفسي. وتنصح «كويليام» الزوجة بأنَّها بعد أن تخرج ما في صدرها من الأشياء التي تضايقها عليها أن تذهب إلى المطبخ؛ لعمل فنجان شاي لإتاحة الفرصة إلى زوجها لكي يستوعب كلامها، ثم بعد ذلك إذا تحدثت معه بصراحة وشاركها الحديث يمكنها حل أي مشكلة وإلقاؤها وراء ظهرها، ويحذر عالم النفس «ستيرن» من خطورة مغادرة الرجل المنزل بعد الشجار مباشرة؛ لأنَّ ذلك من شأنه تدمير الثقة بين الزوجين. وينصح الزوج بأنَّه إذا رأى ضرورة لمغادرة المنزل للخروج للتمشية في محاولة لتهدئة الأمور فعليه أن يخبر زوجته عن وجهته من أجل بناء جسور الثقة بينهما.