في ظاهرة لافتة للنظر تشهد الملاعب السعودية حركات (أكشن) يكررها اللاعبون للتعبير عن فرحتهم بتسجيل هدف، والتي يتفاعل معها الجمهور وتزيد من متعة المباراة. كحركة القناص لـ(ياسر القحطاني)، إلا أنها باتت تعبر عن مناسبات اللاعبين الشخصية، ومنها تقبيل خاتم الخطبة أو الزواج، ووضع الكرة داخل الفانلة كناية عن انتظار مولود، وهو ما يراه البعض أنها باتت تعكس صورةً عما يعيشه اللاعبون من رومانسية، وحرصهم على أن تشاركهم المرأة التي تهمهم تفاصيل تلك الفرحة، سيدتي طرحت الفكرة للنقاش عبر التحقيق الآتي:
في البداية نتعرف على تفاصيل أشهر حركات اللاعبين عالمياً وهي:
-الاتفاق السعودي، اللاعب الأرجنتيني سباستيان تيجالي، احتفل بوضع مصاصة أطفال في فمه بعد أن سجل هدفاً أمام الاتحاد، فقام الحكم بإشهار الكرت الثاني له وطرده من المباراة.
-انتشر وضع أصبع الإبهام في الفم أثناء تسجيل الهدف أسوة بكريستيانو رونالدو، معبراً أثناء تسجيل الهدف أن لديه طفل حديث الولادة.
- ياسر القحطاني كان يقوم بحركة رامي السهام باعتباره صاحب لقب السهم «القناص»، الذي كان يسارع بإرسال سهم باتجاه الجمهور التي تهتف وتتراقص بفرحة.
- (حسين المقهوي) لاعب فريق الأهلي عندما سارع بعد تسديده لهدف إلى احتضان وتقبيل أحد رجال الأمن في الملعب في لفتة منه إلى احترام دور رجال الأمن.
ومن ضمن حركات احتفال اللاعبين التي رصدتها دراسة في إنجلترا
جاء في الصدارة احتفال اللاعب الكونغولي لومانا بأداء حركات أكروباتية يتقلب فيها في الهواء عدة مرات.
- وحل في المركز الثاني روبي كين بحركته التي يقود فيها سيارة.
- وثالثا «الغواص» يورغن كلينسمان.
- ورابعاً أيان رايت الذي أطلق على احتفاليته «مجرد فعل ذلك»
-وحل أريك كانتونا «التحدي» خامساً، وجاي جاي أوكوشا الدوران في الهواء سادساً، وروني «لوي الرقبة» سابعاً، وفرانك لامبارد «احتضان طفل» ثامناً، وإيميل هيسكي «دي جي» تاسعاً.
هدية للمرأة
يحرص المشاهير على إضفاء نوع من الخصوصية على حياتهم الشخصية، وأن تكون بعيدةً كل البعد عن الأضواء، ولكن نجوم الكرة السعودية كسروا تلك القاعدة، ليعبروا عن مشاعر الحب والامتنان، وهو ما اعتبره الكاتب والمحلل الرياضي عبدالله المالكي ظاهرة جيدة تضيف للهدف جمالاً، فهو في النهاية ينتمي لأسرة فيها أم وأخت وزوجة وابنة، وبالتأكيد لهذه الأسرة دور في بروز اللاعب، ويظهر بين الفترة والأخرى من يبتكر حركة جديدة للاحتفال، ولكنها أحياناً قد تضر باللاعب، كما حدث قبل خمس سنوات مع محترف الاتفاق السعودي اللاعب الأرجنتيني سباستيان تيجالي.
تقليد اللاعبين
بقول الكاتب عبدالله بن خليفة الزبدة، "كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في العالم من حيث المتابعة سواءً في الملاعب أو خلف شاشات التلفاز، فتجد الكثير من الأطفال والمراهقين يتأثرون باللاعبين في أنديتنا، ويقلدوهم سواءً في مظهره الخارجي، أو التقليد في المشاجرة وتعبيرات الوجه، مثل: تقليد حركة النطح الشهيرة لزين الدين زيدان لاعب المنتخب الفرنسي في كأس العالم 2006 عندما نطح صدر اللاعب الإيطالي ماركو ماتيرازي.
لذا أتمنى من لاعبينا في السعودية أن يكونوا قدوة حسنة للنشء في جميع تصرفاتهم.
عقدة الأجنبي
وفي الإطار نفسه تطرقت (نهى العقيل) معدة برامج في قناة أجيال إلى مسألة التقليد، وترى أن نجوم الكرة العرب ساروا في ذلك على نهج لاعبي كرة القدم العالميين، والبعض منهم تمكن من تقليد تلك الحركات ونقلها حرفياً وبكامل التفاصيل؛ مع أنّ البعض منها لا يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا، باستثناء قلة قليلة تمكنوا من تبني مبادرات إنسانية، ومنهم اللاعب المصري (محمد أبوتريكة)، الذي أظهر «تي شيرت» كان يرتديه تحت الـ«تي شيرت» الأساسي لفريقه، وقد كتب عليه عبارات لدعم فلسطين.
رومانسية اللاعبين
وتقول الإعلامية (عبير العمودي)، "اللاعبون وصلوا إلى مرحلة التنافس في ابتكار حركات ومشاهد تظل عالقة في أذهان الجماهير، وأعتقد أن ياسر القحطاني كان من أوائل من أسهم في ترسيخها، عندما كان يقوم بحركة رامي السهام" وتضيف عبير: "هذه الحركات باتت ممتعة ويحصد من خلفها اللاعب المزيد من الشهرة والجماهيرية، كما أنها أسهمت بإظهار الجانب الرومانسي للاعبين ومدى حرصهم على أن تشاركهم زوجاتهم تلك اللحظات الحلوة".
وتقول حنان الراجحي مصورة فوتوغرافية ومشجعة رياضية، «إبداعات النجوم وابتكاراتهم في التعبير عن فرحة تسديد الهدف تخلق أجواءً من الإثارة والبهجة لدى اللاعبين والمشاهدين، وعندما سألناها عما إذا كانت تقبل فكرة الارتباط بلاعب وقيامه أمام المشاهدين بتقبيل خاتم الخطبة؟ أجابت "بالتأكيد يسعدني الارتباط بلاعب وطبعاً بعد معرفة تفاصيل عن حياته".
هستريا الفرح
ومن جانبه قال (سلطان السلمي) مراسل قناة روتانا "يحضرني حالياً موقف (حسين المقهوي) لاعب فريق الأهلي عندما سارع بعد تسديده لهدف إلى احتضان وتقبيل أحد رجال الأمن في الملعب في لفتة منه إلى احترام رجال الأمن ودورهم، ولنتخذ عمالقة الكرة السعودية (ماجد عبد الله) و(أمين دابو) و(محمد عبد الجواد) كنموذج مثالي للاعب السعودي ولكل منهم حركة احتفالية خاصة لا تزال في ذاكرة الجماهير الرياضية رغم مضي أكثر من 30 أو 25 عاماً على ذلك.
برواز
الاتحاد الدولي لكرة القدم تدخل في الأمر وأصدر قانوناً يحصل بمقتضاه على بطاقة صفراء كل لاعب يبالغ في الفرحة، أو يخلع فانلته بعد تسجيله الهدف، معتبراً أنّ خلع الفانلة خدش للحياء العام.
ومن الأمثلة على ذلك معاقبة (ديفيد فيا) مهاجم برشلونة الذي عوقب بغرامة مالية بعدما خلع قميصه احتفالاً بتسجيل هدف، ليكشف عن صورة لزوجته وابنتيه ومكتوب تحتها «مستحيل من دونكن».
حركات اللاعبين السعوديين
- عن حركة السهم قال القناص ياسر القحطاني "هي حركة عادية كتعبير عن الفرح في إطار الروح الرياضية، وأنه لم يكن يقصد بها التقليل من شأن الفرق المنافسة كما تم تفسيرها".
- أما الهلال ناصر الشمراني أو الزلزال كما يطلق عليه محبوه،فبرر"حركة الهاتف بأنها كانت استجابة لرغبة أولاده الذين طلبوا منه الاتصال به فوراً ومن الملعب لحظة تسجيل الهدف".
- نايف هزازي اشتهر بتحيته العسكرية.
ـ حسن الراهب يقوم بتجسيد صورة قلب بيديه في إشارة إلى محبته لعائلته والجماهير.
