تعاطت الدراما السورية مع وضع المرأة بأشكال وطرق مختلفة عبر العديد من الأعمال والمسلسلات التي تمّ تقديمها، إذ تم التعاطي بسطحية وتخلف مع واقع المرأة السورية من قبل عدد كبير من أعمال البيئة الشامية وفي مقدمتها باب الحارة وأشباهه.
تعاطت أعمال التاريخ الشامي مع المرأة كعنصر حقيقي وفاعل بالمجتمع وجزء من الحركة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتنويرية كما في مسلسلات " بواب الريح " و"طالع الفضة" و"الحصرم الشامي" و"حرائر" وغيرها حيث عمدت مثل هذه الأعمال إلى إظهار المرأة ودورها الحقيقي في المجتمع وما قامت به في ميدان الحياة الاجتماعية والتعليم وغيره بعيداً عما قدمته الفانتازيا الشامية وحكاياتها المتخيلة التي اختصرت دور المرأة بالطبخ واختلاق المشاكل وغسيل اقدام زوجها والشجار مع كنتها ومحاولة تزويج ابنها من امرأة ثانية.
فكان التناقض الصارخ بين النموذجين فالأول نموذج فانتازي متخيل والثاني واقعي وحقيقي يصور حقيقة المرأة ودورها في محاربة المستعمرين الفرنسي والعثماني حيث قدمها كطبيبة ومعلمة وسيدة مجتمع وكاتبة ومثقفة بعيداً عن ترهات باب الحارة وحكايا فريال خانم وأم عصام ومن لف لفيفهما.
وعلى صعيد الدراما الاجتماعية اختلفت طريقة التعاطي وحاولت الكثير من المسلسلات تقديم مختلف قضايا ومشاكل المرأة في المجتمع وبعضها تعاطى بعمق وحقيقية مع هذه المشاكل والبعض الآخر تعاطى معها بصورة سطحية كما في مسلسلات الخيانة الزوجية من نمط صرخة روح وأمثاله والذي قدم فكرة هامة جداً ولكن الطريقة لم تكن موفقة أبداً فاعتمد على الإثارة الفارغة أكثر من التحكم بالمضمون و تقديم الأسباب.
وبالمقابل برزت أعمال قدمت صورة عن الفتيات المراهقات والمشاكل التي يتعرضن لها كما في مسلسل "أشواك ناعمة" والذي امتاز بمعالجته الجيدة وتقديمه لأفكار واقعية ومشاكل حقيقية.
إذا اختلفت طريقة تعاطي صناع الدراما السورية مع المرأة في الأعمال الدرامية وكان لكل نظرته بين المفهوم التجاري والمفهوم الحقيقي الواقعي ولكن ما هو ملاحظ وبقوة أن قضايا المرأة أصبحت عنصراً أساسياً في الدراما السورية وإن لم تكن بأعمال كاملة فبخطوط درامية رئيسية بأغلب المسلسلات.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"