القبض على مرتكبي أكبر سرقة في تاريخ بريطانيا

شارع المجوهرات في وسط لندن
عصابة سرقة من كبار السن
الحفرة التي أوصلتهم للمستودع
أحجار كريمة مدفونة في التراب
عيّنة من المجوهرات المسروقة
أحد متاجر المجوهرات في شارع "هاتون غاردن"
القبر الذي خبؤوا تحته المجوهرات
مجوهرات ثمينة من شارع "هاتون غاردن"
مستودع الأمانات من الداخل
متابعة وسائل الإعلام لأكبر جريمة سرقة
10 صور

وأخيراً وقف أفراد العصابة التي دوخت الشرطة البريطانية (سكوتلاند يارد) أمام القضاء بعد أن وقعوا في الشرك المنصوب وأثمرت المراقبة والمتابعة التي استمرتْ لشهور في القبض عليهم واحداً بعد آخر وبهذا انزاح الغموض في نهاية الأمر عن أكبر عملية سطو وسرقة في تاريخ بريطانيا.


الاستيلاء على صناديق المجوهرات
بدأت الحكاية قبل عام من الآن وفي عيد الفصح الماضي على وجه التحديد، عندما سطا اللصوص على مستودعٍ كبير للودائع والأمانات في شارع "هاتون غاردن" اللندني الشهير الذي يضم أشهر متاجر المجوهرات الراقية، والذي يُعد واحداً من أهم مراكز تجارة الماس في العاصمة، والمستودع عبارة عن قبو في داخله عشرات الصناديق المقفلة التي تضم في داخلها ما يودعه التجار والصاغة والأهالي من أمانات ثمينة يخشون عليها من السرقة. وقد خطط أفراد العصابة لهذه العملية ونفذوها بدقة واستعملوا جهازاً للحفر لفتح ثغرة في جدار القبو كافية لمرورهم إلى المكان بعد الاتفاق مع صاحب المتجر الملاصق للمستودع الذي سمح لهم بالدخول والاختباء حتى ساعة الصفر، وبقي أفراد العصابة داخل القبو لمدة 19 ساعة نجحوا خلالها في إفراغ 73 صندوقاً وسرقة محتوياتها من الذهب والماس والزفير والأحجار الكريمة، والتي تبلغ قيمتها 14 مليون جنيه استرليني ( أكثر من 20 مليون دولار)، ثم خرجوا بهدوء مستغلين انشغال الناس بعيد الفصح حتى أن أحد سكان الحي قد أكد سماعه لصوت الحفر لكنه لم يأبه للأمر، وظن أنهم مجرد عمال يمارسون عملهم، كما سمع ساكن آخر صوت جرس الإنذار ولكنه لم يخبر الشرطة واعتبر الأمر مجرد خللٍ فني في منظومة الحماية.

عصابة من كبار السن
استمرت متابعة العصابة لعدة شهور، وعلى الرغم من أن أفرادها الخمسة محترفون ومعتادون على الجريمة إلا أنهم ارتكبوا بعض الأخطاء التي استثمرتها الشرطة ومنها استخدامهم لسيارتهم الشخصية أثناء السرقة، وهذا ما سهل عملية القبض عليهم، وقد كشفوا للشرطة عن المكان الذي خبؤوا به المجوهرات في حفرة تحت قبر أحد اقربائهم في مقبرة بعيدة، والغريب أن كل أفراد العصابة هم من كبار السن حيث يبلغ عمر أكبرهم 77 عاماً، وهو العقل المدبر للجريمة ولكنه لم يمثُل أمام المحكمة لإصابته بجلطة دماغية، فيما يبلغ عمر أصغرهم 59 عاماً، وقد حكم عليهم القاضي بالسجن لمدد تتراوح ما بين ستة وسبعة سنين، وهذا ما أثار حفيظة البعض ممن طالب بعقوبةٍ أشد، أما المجرمون فقد تلقوا العقوبة بهدوء وقالوا للقاضي بأدب: شكرا سيدي.