رغم التحذيرات التي أطلقتها مديريَّة الدفاع المدني، لكافة المواطنين والمقيمين بمنطقة مكَّة المكرَّمة من توخي الحذر، بسبب نشاط في الرياح السطحيَّة، يوم الأحد الماضي، تصل سرعتها إلى 60 كيلومتراً/ الساعة، ما يؤدي إلى إثارة الأتربة وتدني في مدى الرؤية الأفقيَّة إلى أقل من 1 كم، إلا أنَّ وزارة التربية والتعليم لم تصدر بياناً يفيد بتعليق الدِّراسة، ونتيجة لذلك تعرَّضت الطالبات والمعلمات لأضرار صحيَّة وواجهن صعوبة الوضع.
«سيدتي» استمعت لشكاوى المعلمات والطالبات والأُمهات ومعاناتهنَّ في ذلك اليوم العصيب.
مبانٍ غير مجهزة
بداية أوضحت مها العويس، وكيلة مدرسة، قائلة وهي مستاءة: رغم التحذيرات من قبل الأرصاد الجويَّة لم يتم إخلاء الطالبات إلا في وقت متأخر جداً، ما أدى إلى تضرر عدد كبير منهنَّ وكذلك المعلمات من شدَّة الغبار، كون المباني الحكوميَّة غير مجهزة في حال وجود غبار شديد، مثل أجهزة شفط الأتربة.
عطاس وزكام
أما المعلمة تغريد عداوي، فأوضحت: ابنتي تعاني من الحساسيَّة، وبسبب ذهابها للمدرسة جاءتني وهي تعطس بشدَّة، أما بالنسبة لنا نحن المعلمات فلا نستطيع الغياب لحساسيَّة وضعنا في النقل الخارجي، إضافةً إلى التشديد في المستشفيات.
لمنع الضرر
وأوضحت المعلمة منال محبوب أنَّه على وزارة التعليم أن تعي أنَّ الغياب ليس معناه الكسل، وإنما لظروف ولمنع الضرر، ومن الجهل عدم منحها للطلاب والموظفين إن لزم الأمر.
تصرف غير مسؤول
ووصفت أمُ الطالبة ندى خالد، تدرس بالمرحلة المتوسطة، ما حدث في مدرسة ابنتها (تحتفظ «سيدتي» باسم المدرسة) بالتصرف غير المسؤول من قِبَل المعلمات، وحكت ما جرى وهي غاضبة: حدث التماس كهربائي وتم إخلاء الطالبات إلى الشارع، فأصبحن يعانين من شدَّة الغبار، ورغم أنَّ المدرسة لديها خدمة رسائل الـsms لكنَّها لم ترسل ما يفيد بإخلاء الطالبات، رغم أنَّ الطالبات كنَّ يستعطفن المعلمات للاتصال بذويهنَّ، لكنهنَّ رفضن بحجة عدم وجود رصيد، فاضطرت بعض الفتيات للذهاب إلى البقالات للاتصال، وبعضهنَّ الآخر استعان بهواتف الرجال الموجودين في الشارع، وكل ذلك والمعلمات في الخارج مشغولات بتصوير «السناب شات».
هلع ومرض
وأوضحت والدة الطالبة لورا العرابي، أنَّها بعد إخراج ابنتها من المدرسة مكثت في المستشفى من الساعة الـ٤ إلى ٨ مساءً، لإصابة لورا بجفاف وحساسيَّة في العين. وقالت إحدى الأمهات: بناتي تضررن جسدياً ونفسياً بسبب هول الوضع الذي كنَّ فيه بالمدرسة، وأصبن بنوبة بكاء من الخوف.
أما الطالبة رؤيا غالب، فبدورها كانت مستاءة جداً من الوضع، موضحة أنَّ المدرسة لم ترسل أي رسائل تفيد بعدم الحضور، ما عرَّضها لحساسيَّة شديدة في انفها أدت إلى انتفاخ عينيها. وأكملت حديثها تحكي ما جرى في مدرستها: عندما ازداد الجو سوءاً قامت المدرسة بإرسال رسالة إلى الأهالي الساعة ٩:٤٥، وعند الساعة الـ١٠ تم فتح البوابة لجميع الطالبات واضطرت بعض من صديقاتي الذهاب مشياً لعدم توفر سيارة.
وأضافت أم رازان: الحمد لله ذهبت إلى المدرسة وأخرجت ابنتي من قبل أن يزداد الوضع سوءاً، رغم أنَّ المعلمات كنَّ مصممات على إعطاء الدروس، لكنني رفضت وأخذت ابنتي.
صحة جدَّة
وأكدت صحة جدَّة لـ«سيدتي» بأنها ولليوم الثاني على التوالي رفعت من درجة التنبيه على المستشفيات والمراكز الصحيَّة، وكثفت جهودها في دعم أقسام الطوارئ بالمستشفيات لاتخاذ جميع الإجراءات ومتابعة الوضع.
وأشار مدير إدارة الطوارئ والأزمات بصحة جدَّة، الدكتور سامر إبراهيم، بأنَّ إدارة الطوارئ تتابع عمل الأقسام بطوارئ المستشفيات بخصوص موجه الغبار، وتوجيه أقسام الطوارئ بأن تكون على أهبة الاستعداد لاستقبال الحالات ودعم المستشفيات بالأدوية التي تستخدم في علاج حالات التهاب الجهاز التنفسي.
مؤكداً أنَّ جميع من راجعوا أقسام الطوارئ كانوا من المصابين بضيق التنفس، وبلغ عددهم نحو 120 حالة، تم تنويم 12 منها.
ناصحاً بعدم التعرُّض المباشر لهذه الأجواء قدر الإمكان مع استخدام وسائل السلامة الشخصيَّة لمن تستدعي الظروف تعرَّضه للغبار، ولبس الكمامات الطبيَّة الوقائيَّة أثناء الخروج.