بعد الولادة تبدأ أجزاء كبيرة من أعضاء الطفل الحيوية بالنمو، فـ 75% من خلايا الدماغ و وظائف الجينات تنمو وتتطور في السنوات الأولى من العمر، وحالتها الصحية والنفسية تعتمد على نمط الرعاية المقدَّمة للطفل، لكن بعض النصائح والمعتقدات القديمة والخاصة برعاية الطفل كان توجه الأمهات في كثير من الأحيان بعدم الالتفات لكثرة بكاء الأطفال حتى لا يعتادوا على الدلال والأنانيَّة، وهذا التصرف أبعد ما يكون من الصحة، لتأثيره الكبير على نمو الطفل وصحة دماغه.
«سيدتي وطفلك» التقت بالأخصائية النفسيَّة سعديَّة القعيطي، لتوضح لك تأثير البكاء لفترات طويلة على صحة طفلك:
- البكاء هي وسيلة التواصل لدى الطفل، فهو يعبِّر عن احتياجاته بالطريقة الوحيدة التي يعرفها، وينبغي تلبية رغباته في الحال، وقبل أن يبكي.
- ترك المولود يبكي حتى يحصل على احتياجاته يؤدي إلى افراز هورمون الكوريتزول، الذي يتسبب في قتل خلايا الدماغ.
- أثبتت العديد من الدِّراسات العلميَّة أنَّ الأطفال الرضع حين يتم تجاهل بكائهم لفترات طويلة تصبح لديهم وبشكل غير طبيعي مستويات مرتفعة لهورمون التوتر الكورتيزول، وانخفاض في هورمونات النمو، ما يعوق نمو وتطور الأنسجة العصبيَّة في الدماغ .
- أثبتت دراسة أجراها علماء من جامعة ييل وكليَّة الطب بجامعة هارفارد، أنَّ شدَّة الإجهاد والتوتر، التي يعاني منها المولود خلال مراحل نموه الأولى، تجعله مكتئباً كالكبار.
- ترك المولود يبكي يجعل سلوكه أكثر عدوانيَّة، ليصبح عدوانياً ومتهوراً في مراحل حياته لاحقَا.
- تجاهله يؤدي إلى إعاقة نمو وتطور المهارات الفكريَّة والاجتماعيَّة والصحيَّة لديه.
- وتذكر البروفيسورة في علم النفس، دارسيا نارفيز، أنَّ شعور المولود بالضيق والانزعاج لفترات طويلة بإمكانه أن يقتل نقاط الاشتباكات العصبيَّة (الفراغات الصغيرة التي تمر من خلالها الإشارات من خلية عصبيَّة إلى أخرى) وهذا من شأنه أن ينتج طفلاً مزعجاً، لكل من حوله .
وأخيراً تضيف القعيطي أنَّ كل ما يمارسه الطفل في الأشهر والسنوات الأولى من حياته يُنشئ مسارات في الدماغ تستخدم في حياته لاحقاً، فإذا كنت تود الحصول على طفل (أو بالغ) مزعج، غير متعاون، عدواني، اتركه يبكي.