استمراراً للأجواء المناخية المتقلبة التي تشهدها السعودية خلال هذه الفترة الحالية ، شهدت مدينة الرياض ليلة أمس هطول أمطار غزيرة امتدت لساعات طويلة ، وتسببت في ارتفاع منسوب المياه في عدد من الشوارع والطرقات وتعطل للحركة المرورية. وأدى ذلك إلى استنفار ورفع وتيرة الاحتياطات لمواجهتها من قِبل الجهات المختصة من خلال بث تنبيهات وتحذيرات بضرورة توخي الحذر والابتعاد عن الأماكن الخطرة، مع رفع درجة الاستعدادات في المستشفيات و"الهلال الأحمر" لمواجهة أي طارئ قد يحدث، لا قدر الله. وفيما تواصل فرق الدفاع المدني عمليات إخراج السيارات المحتجزة، ونشر فرقها، تواصل دوريات المرور، وفرق النقل و"أمانة الرياض" أعمالها لمتابعة حركة السير، وعمليات تصريف مياه الأمطار للإسهام في تسهيل حركة المرور ومنع عرقلة السير.
سكان الرياض
حالت الأمطار الغزيرة دون خروج كثير من سكان العاصمة الرياض من منازلهم، وكان من اللافت مساء أمس تفاعل السكان مع زخات المطر من خلال تناقل رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أشاعت حالة من النشوى والفرح فضلاً عن التذكير بفضل الدعاء في هذه الأوقات المباركة. مع تبادل الرسائل التحذيرية لمديرية الدفاع المدني بتجنب ارتياد الأماكن الخطرة، والشوارع المغمورة بالمياه خصوصاً من قِبل الأطفال تجنباً للتعرض للأذى بالوقوع في فتحات التصريف، وكذلك خطر التعرض إلى "تسرب الشحنات الكهربائية المدفونة".
فيما كانت معظم الرسائل الأخرى عبارة عن استفسارات من أصحابها عن مدى صحة الأخبار التي يتم يتبادلها عن تعليق الدراسة لطلاب المدارس.
وفي هذا الإطار يقول علي الخضر: اضطررت إلى الخروج في هذه الأجواء الماطرة لقضاء بعض الأعمال الضرورية التي لا تقبل التأجيل، وتوجهت إلى منطقة الدرعية، وهي من الأحياء التاريخية القديمة التي تشتهر بالمزارع، ولا أدري لماذا شعرت بالخوف مع ازدياد هطول المطر، فحاولت أداء عملي بسرعة قصوى والعودة إلى المنزل خشية التعرض إلى أي خطر.
وتعتقد يمنى عبدالله، أن المطر، بعيداً عن المخاطر المتوقعة، يوفر بالنسبة لها أجواء استثنائية ربيعية، وحالة من النشوى، تستدعي شكر الله عليها، كونه "أي المطر" نعمة يجب الدعاء باستمرارها.
تعليق الدراسة
ومع استمرار هطول الأمطار، وتفاعلاً مع مطالبات أولياء الأمور، أعلنت وزارة التربية تعليق الدراسة في مدارس التعليم العام لمنطقة الرياض والمحافظات التابعة لها. وما أن تم الإعلان عن ذلك رسمياً حتى اكتسح هذا الخبر مواقع التواصل الاجتماعي بقنواته المختلفة، واستقبله الطلاب وأولياء الأمور بارتياح بالغ حرصاً على السلامة، وتجنباً لتعرضهم إلى أي خطر يهدد حياتهم.
وتحدثت هند حسن، عن حالة التوتر التي أحدثها أبناؤها داخل المنزل، واستفساراتهم الملحة عن ذهابهم إلى المدرسة، أو الغياب، وتنقلاتهم المستمرة ما بين أجهزة هواتفهم النقالة، وقناة الإخبارية إلى أن تم إعلان التعليق رسمياً.
وتقول أمل إسكندراني: قضيت معظم الوقت في تنظيف المنزل بعد تسرب المياه إلى داخله من خلال فتحات النوافذ نتيجة الرياح القوية المصاحبة للأمطار، وأما بقية الوقت فكان تعليق الدراسة فرصة للبقاء مع أبنائي، وقضاء بعض الوقت معاً بعيداً عن "حالة الطوارئ" اليومية لحل الواجبات والدراسة والنوم المبكر.
استمرار هطول الأمطار
وفي بيان لها توقّعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تقريرها عن حالة الطقس اليوم الأربعاء هطول أمطار رعدية مسبوقة بنشاط في الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية على مناطق الحدود الشمالية، وتبوك، وحائل، والجوف، والرياض، والشرقية، والباحة، وعسير، ونجران, وجازان, وكذلك على مرتفعات منطقة مكة المكرمة. كما تنشط الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار على مناطق القصيم، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة.