مسلسل «نوايا» في عيون النقاد: هذه هي الثغرات ومآخذنا على العمل

حقق مسلسل "نوايا" نجاحاً جماهيرياً مؤخراً. وكان هذا النجاح لافتاً ولاسيما أن عرضه تزامن خارج خريطة رمضان على قناة الـ mbc، فما سر تميزه في عيون النقاد. هذا ما سنعرفه من خلال وقفة مع بعض النقاد الصحافيين لسماع آرائهم الإيجابية والسلبية حول مسلسل "نوايا" الذي كانت "سيدتي"على مدار عددين متتاليين ناقشت هذا العمل مع صنّاعه وأبطاله:
فاطمة الصفي: انتظروا تغييرات جذرية بدوري في مسلسل "نوايا"
مفرح الشمري: فاجأتني انتصار الشراح
إيجابيات: بداية، كانت هذه الدردشة مع رئيس قسم الفن بجريدة الأنباء الكويتية الناقد الصحفي مفرح الشمري الذي تحدث قائلاً: «نوايا» من المسلسلات الخليجية القليلة التي شدتني من حلقاتها الأولى لأتابع ما فيها من أحداث وتفاصيل، حيث أن هناك مسلسلات أخرى من حلقاتها الأولى تعرف نهايتها. إلا أن هذا المسلسل مختلف ومغاير ولا يوجد عمل يخلو من السلبيات ولكن في هذا العمل الإيجابيات ربما قضت على السلبيات الصغيرة إن وجدت. ولهذا سوف أتحدث عن الإيجابيات».
وأضاف: «وراء هذا العمل فريق جميل بقيادة الرائدة سعاد عبدالله، ومخرج استطاع أن يفك اللغز بإيصال القضايا الاجتماعية الموجودة في نص الكاتبة نوف المضف إلى المشاهد بطريقة ذكية. وهذا شيء يحسب لمنير الزعبي، فقد تعامل بذكاء واضح لأن المسلسل يحتوي على الكثير من القضايا الحساسة التي وجب التعامل معها بحرفية وإلمام».
وحول نجاح المسلسل قال: «ما ساعد في شدّ وجذب المشاهد العربي والخليجي بالذات للجلوس أمام الشاشة لمتابعة أحداثه، أنه كما نقولها في لهجتنا البيضاء ليس «سلق بيض»، أي أن العمل متكامل جداً ومدروس ومحبوك بطريقة فنية احترافية. فهناك نص وممثلون وإخراج وهذا ما نحتاجه في أعمالنا الدرامية الخليجية، خصوصاً أن هذا المسلسل يعرض خارج السباق الرمضاني. وهذا شيء بمثابة تحد لهذا الفريق بأنهم قادرون على إنجاح العمل وأيضاً يحسب لقناة الـ «ام بي سي» التي تختار بعناية موادها لعرضها على المشاهد».
وحول رأيه في بعض الكتّاب تحدث الشمري: «أتمنى أن تحمل مسلسلاتنا القادمة بعض القضايا التي حملها هذا المسلسل ونتمنى من كتّابنا بأن يضعوا أياديهم على الجرح لأن كل شيء أصبح مكشوفاً أمام الناس ومواقع التواصل توضح كل الأمور. بصراحة، أقول للكتّاب اكتبوا ولا تتحججوا في الرقابة حيث أن الكاتب الذكي يعرف من أين تؤكل الكتف».
وعن أمنياته لهذا العمل تحدث: «أمنياتي لـ«كاست» مسلسل «نوايا» كل التوفيق والنجاح، وخصوصاً الفنانة انتصار الشراح التي أدّت دوراً مهماً جداً وحساساً فقدمت طيبة أهل الخليج وكيف يتعاملون مع من يعاملهم بقسوة. ودورها كان رائعاً جداً وفاجأني بقوة تجسيدها للشخصية بحرفية تامة بدون أي أغلاط تذكر».

سعاد عبدالله: هذا سر نجاح مسلسل "نوايا"
ياسر العيلة: علامات استفهام موجهة إلى فاطمة الصفي
إيجابيات: وتابعنا الحديث مع الناقد الصحفي ياسر العيلة من جريدة القبس الكويتية حول رؤيته الفنية والنقدية لهذا العمل فقال: «من الجميل أن أشاهد عملاً يحقق متابعة غير مسبوقة على الشاشة خارج الخارطة الرمضانية. فقد أصبح العمل حديث الساعة وكسر القاعدة».
وتابع: «العمل نقل لنا قصة جميلة من حيث تفاوت المستوى الطبقي بين الناس وموضوع مواقع التواصل الاجتماعي وكيف أنها استطاعت أن تدخل حياتنا رغماً عنا».
وحول رؤيته لأدوار بعض الفنانين تحدث: «النجمة سعاد عبدالله قدمت دوراً مميزاً. فاستطاعت أن تقدم دور الشر بشكل رائع وأعجبني دور انتصار الشراح. فمنذ فترة طويلة لم أشاهدها تقدم دوراً تلقائياً وعفوياً للغاية يحسب لها، كذلك النجم حسين المهدي وأمل العوضي استطاعا أن يقدما ثنائياً فنياً رومانسياً وقدما في السابق هذا الثنائي في أحد المسلسلات وأحدث ضجة كبيرة. واستمرا الآن ليحققا النجاح بشكل أكبر. أيضاً لولوة الملا قدمت دوراً كوميدياً واستطاعت بأن تحجز لها مكانة بين صف النجوم».
وعن تطور أداء النجمة أمل العوضي أضاف: «أمل العوضي تطور أداؤها بشكل ملحوظ وهي من مفاجآت هذا العمل. فقد جسدت الشخصية بكامل حذافيرها دون أي أخطاء تذكر. وهذا يرجع لأن في داخلها صدقاً فنياً ساعد في نجاح دورها».
وعن الإخراج والفنانة فاطمة الصفي أضاف: «المخرج منير الزعبي دائماً يبهرنا بكادراته الجميلة وتقطيعاته الحرفية ما جعل الانتقال بين المشاهد بشكل سلس حيث أعطى كل مشهد حقه.
أما عن الفنانة فاطمة الصفي فلا أعرف إلى متى سوف تبتعد عن الأدوار التي تحصر نفسها فيها بين الخوف والرعب والرهبة. وهذه إحدى علامات الاستفهام الموجهة إليها».
سلبيات: أما عن السلبيات في العمل فتحدث العيلة: «طبعاً لا يوجد عمل يخلو من السلبيات وهذا العمل سلبياته قليلة وهي أن الأحداث محصورة بين عائلتين رغم أن الكاتبة خطوطها الدرامية جميلة. وهذا الحصر ساهم في ظهور الأحداث بشكل مضغوط. فلو كانت هناك شخصيات أكثر سيؤدي إلى وجود طابع تشويقي بشكل أكبر. وأرجع السبب لهذا الحصر بين العائلتين بأننا غير معتادين على مشاهدة الدراما محصورة بين شخصيات قليلة ونؤيد التشعب بين الشخصيات للحصول على أحداث أطول وهذه إحدى سلبيات الدراما الخليجية في الوقت الحالي».
وحول المزيد من السلبيات أضاف: «كان من الأجدر أن ينتبهوا في بداية التتر إلى اسم الفنانة القديرة سعاد عبدالله فقد كتب بشكل خاطئ بالإضافة إلى نقطتين حول اسم «الله «. وهذا أمر لا أعرف كيف لم يتجاوزوه إلى الآن. وأتمنى كل التوفيق والتميز لكل من ساعد في نجاح هذا العمل ونترقب أحداثه بكل شوق».

بطل مسلسل "نوايا" حسين المهدي:لهذا السبب طردني والدي من المنزل
أحمد ناصر: أداء أمل العوضي مكرر
إيجابيات: أما الناقد أحمد ناصر فتحدث قائلاً: «نجح مسلسل «نوايا» أن يكسر قاعدة الأعمال الركيكة البسيطة التي اعتدنا أن نشاهدها خارج نطاق شهر رمضان المبارك، منذ فترة طويلة لم نشاهد مسلسلاً بهذا الأداء الرائع الذي يجذبك لمتابعة أحداثه، وهناك عدة أمور جعلت هذا العمل يتألق ويتميز. أولها الأداء التلقائي لنجومه. أشعر وأنا أشاهده كأنني جزء من الدراما التي يقدمها، لأن أداء الفنانين قريب جداً من المشاهد، وثانيها كون جميع الممثلين فيه كويتيين.. الأمر ليس تحيزاً ولكن مادامت لهجة المسلسل كويتية فمن الجميل جداً أن يتقن الجميع «الاكسنت» (اللكنة) الكويتية لكي يكون الحوار حقيقياً وواقعياً، وهذا ما لمسناه وأحسسنا به ونحن نتابع العمل.
وأضاف: «لم نر منذ فترة طويلة تناغماً بين القصة والإخراج. وأقصد تناغماً وانسجاماً بين الكاتبة نوف المضف والمخرج منير الزعبي، لأننا اعتدنا أن تكون هناك فجوة بين الإخراج والتأليف، ولكن هنا كان التناغم جيداً جعل من العمل مسلسلاً يستحق المشاهدة وجعلنا نستمتع ونحن نتابع أحداثه، يمكن أن أقول بكل راحة إن «نوايا» حالة نضج فنية جماعية، ويجب أن نوجه تحية خاصة لسعاد عبدالله على أدائها الرائع».
سلبيات: وتابع أحمد ناصر: «يمكنني هنا أن أشير إلى أن أداء أمل العوضي بالرغم من روعته وجماله إلا أنه مكرر. هذا التكرار يمكن أن تقوم به في أعمال أخرى، ولا يلفت النظر بل يكون جميلاً، ولكن عندما يكون الجميع في العمل متقناً وجديداً في دوره وأدائه، يكون تكرار الشخصية والأداء سلبياً في المسلسل، ذكرتني أمل بدور نجمات الأفلام المصرية في الستينات، ولكن جمال ورقة أمل تجعلنا نتقبل منها كل شيء».