لم تقتصر الرؤية السعودية 2030 التي أعلن عن تفاصيلها الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع على الجانب الاقتصادي وبدائل ما بعد عصر النفط ، بل أثبتت أنها خطة شاملة لجوانب أخرى منها الفكرية والنفسية التي لا تقل أهمية في دعم مجالات التنمية، ومنها فتح المجال للسياحة لجميع الجنسيات بما يتوافق مع قيم ومعتقدات السعودية وتوسيع نطاق الفرص الترفيهية والأنشطة الثقافية وزيادة ممارسة الرياضة. وبالأمس جاء التطبيق الفعلي لهذه الرؤية سريعاً بالإعلان عن استحداث الهيئة العامة للترفيه وتعيين أحمد الخطيب أول وزير يتولى مهامها ضمن الأوامر الملكية التي صدرت منذ يومين .
ولتسليط الضوء على هذا الجانب أشار الإعلامي الشاب حمود القحطاني، إلى معاناة الشباب في السعودية من غياب الترفيه والثقافة، واختزال الدور الثقافي الحالي بأسبوع يقام سنوياً لمعرض الكتاب وفي قناة ثقافية لم يتم تفعيلها بشكل جاذب للشباب، أما فيما يخص الترفيه فيرى الحمود، أنه لا يقتصر بالضرورة على وجود دور سينما وحفلات غنائية، بل يمكن أن يتم من خلال تنمية هوايات الشباب في مجالات عدة، فيمكن أن يتم تخصيص ساحات لممارسة هواية التفحيط بحيث تكون بمعايير سلامة عالية، وتحت مظلة رسمية، وبالنسبة إلى محبي الكرة فيمكن احتواؤهم من قِبل الأندية الرياضية الشبابية، وإنشاء ملاعب داخل الأحياء، وأن تتولى شركات الإنتاج تبني الطاقات الشبابية في مجالات الفن والتمثيل والإنتاج مع توفير بيئة مناسبة لهم لإظهار مواهبهم، ويمكن تجاوز كافة العراقيل التي تحول دون وجود دور سينما باقتصار العرض على فئة الشباب ولأفلام سعودية على أن يلتزم المنتجون بعدد من المعايير والضوابط، وسيكون ذلك رافداً من روافد الاقتصاد التي ستدر أرباحاً على المستثمرين.
وتابع القحطاني حديثه وتكلم عن مشكلة بطالة الشباب قائلاً: مشكلة البطالة تكمن في سيطرة العامل الأجنبي على الوظائف والرواتب العالية، وقلة برامج التدريب المخصصة للشباب السعوديين، وكلنا تفاؤل بالرؤية المستقبلية وبوعودها بتوفير فرص عمل متساوية للشباب وبمستقبل أفضل، خصوصاً أنها طُرحت من الأمير الشاب محمد بن سلمان الذي يدرك معاناة الشباب ويعيش أجواءهم.
واعتبر الدكتور ناصر آل تويم، أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك سعود في الرياض، أن السعودية تملك ميزة سياحية دينية مطلقة ودون أي منافس في العالم باحتضانها الحرمين الشريفين في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ومن المتوقع أن تستقطب إليهما 15 مليون زائر من خلال سلسلة إجراءات تنظيمية خاصة بالتأشيرات، وتوفير البنية التحتية والخدمات المساندة مثل: المواصلات، والمستشفيات المتخصصة، والاهتمام بالإرشاد السياحي والديني، وتصميم البرامج السياحية والتسويق لها خارجياً عن طريق السفارات السعودية، وتكثيف التنوير الإعلامي للمناطق السياحية الجاذبة، وفتح أسواق إسلامية، ومن شأن الأخيرة تحقيق تحالف اقتصادي إسلامي أسوة بالتحالف العسكري، وتسخير كافة الجهود لهاتين المدينتين حتى تنالا الريادة العالمية والمرتبتين الأولى والثانية، ونعمل على تنفيذ خارطة طريق عملية تتطابق مع رؤية الملك سلمان، بأن نكون الرواد في كل شيء، وإنهاء الفوضى المنظمة والتخندق البيروقراطي.