في بداية أيام الاختبارات، يقبع الطالب في صومعته بعيداً عن العالم، أوراقه المتناثرة حوله، وألحان تتعالى بصوته و«نشازاته» بمعلومات المنهج لتسهيل الحفظ، ووضعيات غريبة، فلكل طالب طقوسه العجيبة، وتمر الأيام حتى يقترب آخر يوم، تتغير تلك الطقوس ويبدأ الاحتفال بآخر اختبار قبل إنهائه وقبل يومه من الأساس.
تتغير الطقوس فتصبح أكثر فتوراً، ومن منع نفسه عن جهازه المحمول فترة الاختبارات، يعود إليه ويبحث عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي من يحتفل معه بختام كفاح هذه الفترة، وتبدأ المذاكرة «التسليكية»؛ أي المذاكرة بدون أدنى جهد، فقط مجرد فتح الكتاب والمرور على صفحاته مرور الكرام كتأدية واجب.
وفي حديث خاص مع الدكتور محمد باشا، مستشار علاقات أسرية ونفسية ومدرب مهارات التفكير وأساليب اتخاذ القرار، طلبنا منه تحليل موقف الطلبة في هذا اليوم، قال: «الطلبة في هذا اليوم كالطيور التي كانت طوال العام حبيسة أقفاصها، وما إن ترى الباب قد فُتح حتى تنطلق وتتنفس الصعداء، ففكرة آخر يوم للاختبار تعتمد على برمجة خاصة بالطلبة؛ بأن الدراسة سجن خانق، وآخر يوم للاختبارات هو يوم الانطلاق ويوم التحرر من الحبس، فبعد هذا الاختبار لن يُمنعوا من الخروج ولن يحاسبوا على الوقت وموعد النوم بسبب المدرسة، وأيضاً ثقتهم التامة بأن مدارسنا دائماً ما تضع في آخر يوم مادة سهلة الاستذكار، لذلك تجدهم بهذه الحالة من الانتعاش والحماس، ليس لمذاكرة الاختبار، وإنما لما بعد الاختبار، سواء من جداول للنزهات أو النوم أو غير ذلك».
كما اطلعت «سيدتي» على أحد مواقع التواصل الاجتماعي؛ لتنقل لكم صورة عما يحدث من الطلبة في هذا اليوم..
بتويتر ظهر وسم بعنوان #الاختبار_الأخير، شارك به آلاف الطلبة والطالبات؛ للاحتفاء بهذا الاختبار وإطلاق الكلمات التحفيزية والتصبيرية؛ لتجاوز آخر اختبار بجدارة، وجاءت التغريدات كالتالي..
الهنوف أهدت يومَ آخر اختبار قصيدة في تغريدتها، حيث كتبت: «أنا على باب الوصل بانتظارك لا تستحي مني وأنا خاطري فيك». وتشبّه أمنية نفسها بفتاة في لوحة ليوناردو، ومعها كتاب الدعوة الإصلاحية «وهو كتاب الاختبار الأخير»، وأردفت قائلة: «ما علينا.. بعد كم ساعة الانطلاقة الرسمية لعطلتي!!». وبصرامة تقول غدير القصاب: «وقت المذاكرة اليوم 33 دقيقة غير قابلة للتمديد، ووقت الاستراحة يفترض 15 دقيقة وقابلة للتمديد، بل من أبسط حقوقها».
الاختبار الأخير والمذاكرة «التسليكية»
- ثقافة وفنون
- سيدتي - منى باشطح
- 29 مايو 2016